أكد عدد من المزارعين وباعة الرطب في أسواق الخضار والفواكه، ونقاط البيع المتفرقة في مدن وقرى الأحساء أمس استقرار أسعار محصول "الرطب" على اختلاف أصنافه، مشيرين ل "الوطن" إلى أن أسعار الموسم الحالي مقبولة لهم كمزارعين وكذلك مقبولة للمستهلكين، وتعد الأفضل مقارنة بالمواسم السابقة، نتيجة تدهور الأسعار، وانخفاضها لأقل من نصف تكاليف زراعته، وإنتاجه في الأعوام المنصرمة. وأبانوا أنهم عاشوا خلال المواسم السابقة، أزمة حقيقية نتيجة انخفاض أسعار الرطب بشكل لم يعد يغطي تكاليف زراعته وإنتاجه، وبالأخص في الأصناف المتأخرة كالخلاص والهلالي وغيرها، موضحين أن أحد أبرز الأسباب في تدهور الأسعار في المواسم المنصرمة السماح بدخول الرطب الخليجي إلى الأسواق المحلية. وأشار المزارع إبراهيم الدواء إلى أن الأسعار في العام الحالي ثابتة، فسعر صندوق رطب "الغر" زنة 2.5 كيلو جرام 25 ريالا، ورطب "المجناز" ب 35 ريالا، ورطب "الخلاص" ب 65 ريالا لندرته وجودته، مبيناً أن السعر الحالي يغطي تكاليف الإنتاج، لاسيما أن المزارع يتعب ولا يبخل على مزرعته في رعايتها، وريها بالطرق الحديثة وتسميدها، ومتابعة مراحل نمو الثمرة التي تمتد لأكثر من 3 أشهر متواصلة حتى يجنيها، بجانب الحفاظ عليها من الغبار والأتربة والحشرات والأوبئة، فهذا السعر مناسب للبائع والمشتري. وأوضح المزارع علي البطيان أنه في المواسم المنصرمة يضطر المزارع إلى بيع محصوله من الرطب بأقل الأسعار، حتى لا يتعرض للتلف والفساد ويحول إلى علف للبهائم والحيوانات، مضيفاً أن معظم مزارعي النخيل عانوا خلال السنوات المنصرمة أشد المعاناة أثناء عرض محصولهم للبيع في السوق أو نقاط البيع، حتى إن بعضهم توقفوا عن زراعة الرطب بسبب الخسائر، وعدم تغطية مصاريف ونفقات الزراعة، مشدداً على ضرورة الاستمرار في حظر استيراد جميع أصناف الرطب إلى الأسواق المحلية، معتبراً ذلك الإجراء حماية للمنتج المحلي لضمان تصريفه وتسويقه بأسعار مناسبة، وبالتالي مساعدة المزارعين ودعمهم حقيقياً في المجال الزراعي. واقترح المزارع يوسف البحراني للحافظ على أسعار الرطب في الأسواق إيجاد منافذ بيع جديدة كتصديره إلى مناطق ومحافظات المملكة، ويكون ذلك عبر النقل الجوي لضمان سرعة وصول المحصول طازجاً بالتنسيق مع الطيران المدني السعودي، وكذلك إلزام الجهات الحكومية بطرح مادة الرطب في جميع احتفالاتها ومناسباتها، وإلزام المطاعم بتقديمها مع جميع الوجبات أسوة بتقديم السلطات والمشروبات. وطالب مزارع آخر من جمعية النخلة في الأحساء بتوفير برادات لحفظ الرطب لفترات أطول، وجلب كميات محددة فقط للسوق، لضمان عدم إغراق السوق بكميات كبيرة في فترة واحدة، والتي هي عادة ما تكون سبباً رئيساً في تدهور الأسعار إلى أقل من مستوياتها الطبيعية.