على وقع الضربات المتصاعدة على الجنوب اللبناني والتسريبات الأمريكية عن قرار إسرائيلي بحرب على لبنان خلال الربيع أو الصيف، وصل الموفد الرئاسي الأمريكي أموس هوكشتاين إلى بيروت منذ ساعات، فكيف ستتكلل زيارته الثالثة منذ بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي؟. الأنظار كلها توجهت إلى اللقاء الأول على جدول الزيارة، إذ التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحمل وحده مفتاح التفاوض مع حزب الله. وقال الزائر الأمريكي بعد اللقاء: أنا هنا لإيجاد حل دبلوماسي من أجل إنهاء الصراع على حدود لبنان الجنوبية، مؤكدا أن التصعيد ليس في صالح أي طرف وليس هناك شيء اسمه الحرب المحدودة. وأضاف أن التصعيد لن يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدم في هذا الوقت المهم من تاريخه، واعتبر أن وقف إطلاق النار بطريقة مؤقتة ليس كافياً، والحرب المحدودة ليست واقعية. وأفاد هوكشتاين بأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالعمل مع حكومة لبنان لإنهاء العنف الذي بدأ في 8 أكتوبر الماضي، معتبرا أن مفاوضات السلام الحل الأمثل لوقف التصعيد بين لبنان وإسرائيل. تصريح هوكشتاين من عين التينة، لم يعط الأجوبة الكافية لكل الهواجس القائمة على الحدود، فما هي التطورات الحاصلة التي سرّعت زيارته إلى المنطقة، خصوصا أنه أعلن خلال زيارته الأخيرة في يناير الماضي أنه لن يعود إلى لبنان إلا بعد حصول «التطور الموعود»، أي وقف إطلاق النار في غزة، وهو الشرط الذي فرضه حزب الله ليقبل بالتفاوض؟. فهل سينجح في سحب فتيل الانفجار الكبير، والحؤول دون الخروج عن السيطرة وإرساء صيغة مقبولة نسبياً «أكثر من هدنة وأقل من تسوية»؟ أم ستنتهي الزيارة كسابقاتها، ويُعلن بعدها «التدهور الكبير»؟. ساعات من الترقب وحبس الأنفاس يعيشها اللبنانيون بانتظار أن ينهي هوكشتاين جولته على المسؤولين اللبنانيين الذين تبنوا بالكامل شرط حزب الله وقف الحرب ضد غزة قبل البحث بأي مقترح يتعلق بالتهدئة والوضع الأمني على الحدود، وما يحصل على المقلب الآخر من مفاوضات حول هدنة رمضان.