في «خيمة العلا»... تعانق الماضي مع الحاضر.. وأطلّ المستقبل من وراء جبل الفيل يتنصّت لحديث الخيمة. لقد أعاد ولي العهد زائريه -رئيس وأعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي- إلى عراقة هذه البلاد ليعرفوا عظمة حاضرها، وكيف سيكون مستقبلها مشرقاً يملأ شعاعه جنبات الأرض. لم يكن في «خيمة العلا» شيء من خارج الماضي.. الخيمة، عمودها، ركائزها، مجلسها العربي.. وريح شتاء العلا تضرب جدرانها. وتنعكس مصابيحها الكهربائية كضوء القمر في رمال الصحراء.. مشهد يعرفه أهل الصحراء والحضر الذين كانت بدايات أسلافهم في تلك الرمال الذهبية. لم يكن مشهداً «سوريالياً» فحسب؛ كما عكسته صورة الجلسة الVIP على أرض تلك الخيمة؛ بل كان مفعماً بالجدية، والنقاش حول المصالح الحيوية لمن كانوا بداخلها. وهو مشهد استعاد ذكريات مماثلة تكررت على مدى سنوات المملكة، التي تشارف مئوية تأسيسها، في واقع جديد. خيمة الملك عبد العزيز، ورحلات ملوك السعودية إلى مناطق الصحراء... لكن خيمة محمد بن سلمان في العلا كانت شيئاً مختلفاً تماماً؛ إذ جاءت في عهد تطل في كل مكان منه لمسات عراب رؤية 2030.. اهتمام غير مسبوق بالسياحة، واعتبارها صناعة قادرة على استقطاب الزائرين من دول العالم، والمساهمة في الدخل الوطني للبلاد... وتطلب ذلك الاهتمام المبكر والوعي بقيمة السياحة للاقتصاد السعودي تكريس استثمارات ضخمة، لتسهيل الوصول إلى العلا، وإيجاد منتجعات وفنادق فخمة للسياح، وتدريباً شاملاً لأبناء العلا وبناتها ليكونوا في خدمة ضيوفهم. مدائن صالح العتيقة أضحى لها مطارها... وأضحى شتاؤها رديفاً لقدوم السياح، وجلَبة أهلها، ومتنفساً للباحثين وعلماء الآثار الذين يفدون إليها من أصقاع العالم. وسط تلك الخيمة الباذخة كان يوماً من أيام ولي العهد الشاب، الذي تغمر السعادة محياه وهو يخدم شعبه، ويحادث قادة العالم من أجل السلام، وتبادل المصالح، وبسط الاستقرار والأمان في كل مكان.