أشادت الدكتورة هناء راشد الشبلي برعاية وزارة الثقافة للفنون الرقمية واحتضانها، معتبرةً أن هذا الاهتمام له تأثير كبير على انطلاق تجارب رقمية مميزة محلية وعالمية، مثل مؤتمر الفنون الرقمية ومعرض وسم للفنون الرقمية، وذلك خلال ورشة العمل التي قدمتها ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2022 تحت عنوان «الفنون الرقمية حاضرها ومستقبلها». وأشارت الدكتورة الشبلي إلى أن الفنان الرقمي السعودي امتلك جمهورًا، ومعجبين، ومقتنين يشترون ما يبدعه؛ لتخفت بذلك أصوات المشككين الذين كانوا يعتقدون أن الرسم الرقمي هو ما تنفذه الآلة وليس الفنان، لافتةً إلى أن الابتكارات التقنية أصبح معدل الإنتاج بينها بالساعات فقط، وتتضمن سرية شديدة كونها ترتبط بسوق أسهم وعقود تجارية بالمليارات، موضحةً أن مجال الثقافة والفنون بما فيها الفنون الرقمية، أحد مصادر «القوة الناعمة»، بما يحدثه من تأثير على الرأي العام، والعمل على تغييره، والقدرة على التأثير، وجذب الآخرين بالإقناع وليس بالإكراه. وقدمت الدكتورة هناء سياحة تاريخية للفنون الرقمية ونبذة عنها، مشيرةً إلى أن بدايات الرسم بالحاسب الآلي تعود إلى عام 1950م في أمريكا (قبل 72 سنة) وذلك عندما استخدم عالم الرياضيات والفنان بن لابوسك (Ben F.Laposk) جهاز حاسب آلي من الأجيال الأولى لتكوين صورة مجردة لأقواس رياضية مشابهة للأمواج. وأقيم أول معرض للفن الرقمي عام 1965م في ألمانيا وعرضت أعمالاً رقمية لأنواع التكرار المنتظم وغير المنتظم. وقُدم أول بحث أكاديمي عن الفنون الرقمية عام 1969م من الفنان جورج نيس (George Nees) عرض فيه أنماطا فنية حديثة. وأشارت إلى أن هناك تجارب رقمية عربية كثيرة ومميزة، من أبرزها المعرض الجماعي العربي الرقمي بعنوان «إشكاليات إنسان» تحت رعاية وزارة الثقافة والإعلام عام 2009م لمجموعة الفن الرقمي، وشاركت فيه إلى جانب الفنانات: الدكتورة منال الرويشد، الدكتورة فوزية المطيري، الدكتورة هدى الرويس وعائشة الحارثي، لافتةً كذلك إلى تجربة الفنان فهد الحجيلان (رحمه الله)، والفنان فيصل المشاري في تناول الحاسب الآلي في رسومات رقمية نشرت في الصحف السعودية على مدى سنوات عديدة، وغيرها من الأسماء السعودية المميزة في هذا الجانب. وانتقلت بالحديث إلى الأثر البالغ على السوق الفني للأعمال الرقمية، عارضةً نماذج لأهم وأغلى الصفقات العالمية التي تمت بتقنية (NFT)، معددةً مزايا التداول بالمنصات الرقمية، ومستقبل الفنون الرقمية بالمملكة، مبينةً أن القيادة الرشيدة تدعم تعليم الفنون الرقمية بأنواعها، وتدفع الخريجين لسوق العمل وإحلال المواطنين بالشركات العالمية المختصة بهذا المجال، حيث افتتحت الأقسام الخاصة بالفنون الرقمية والتصميم، واستحدثت كليات خاصة بذلك، والأمثلة كثيرة في مناطق المملكة. كجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة القصيم وجامعة أم القرى، أو بقية الجامعات السعودية التي أظهرت الدعم الكامل لجميع أنواع الفنون الرقمية من خلال البرامج التخصصية، وساهمت في تخريج دفعات من المصممين الرقميين الذين سيغطون متطلبات السوق المحلية، بما يدعم رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح يواكب في مخرجاته كل جديد وعصري. واستعرضت خلال الورشة المشاريع التنموية التي تهتم بالفنون الرقمية، ومن نماذجها واحة الدرعية للفنون، وبيت جميل بمدينة جدة، مؤكدةً أنها مشاريع يفخر بها كل مواطن سعودي، ويسعده رؤية بلده في مصاف الدول المتقدمة ثقافيًّا وعلميًّا. وفي ختام الورشة، وضعت الدكتورة الشبلي جملة نقاط استشرفت بها مستقبل الفنون الرقمية بالعالم، ومن ذلك تأكيدها أن الفن الرقمي سيصبح له جمهور أكبر، ومقتنون جدد، مع زيادة مبيعات أعمال الفنون الرقمية وارتفاع أسعارها أكثر بالسوق العالمية والمحلية، إلى جانب زيادة التنافس بين الفنانين الرقميين على تقديم الأفضل والأكثر ابتكارًا، موصيةً الفنان الرقمي بالاهتمام بتطوير مهاراته الرقمية والحذر من الاندفاع غير المدروس خلف هذه التقنية، وغيرها من الوصايا التي طرحتها خلال ورشة العمل.