امتلأ الأدب والثقافة العربية بشكل عام بالكثير من الحكايات والتفاصيل المرتبطة بالإبل من مؤلفات وقصص وأشعار، ذلك أن الإبل ارتبطت بإنسان الجزيرة العربية ارتباطاً تحتّمه طبيعة البيئة التي يعيش بها هذا الإنسان، فكان للإبل مكانة رفيعة وخاصة لديهم، حتى ارتبطت بمناحي حياتهم ارتباطاً وثيقاً على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والفكري كذلك؛ من أجل هذا أصبح للأبل منزلة عظيمة مع مرور الزمن وأصبحت الأبل رمزًا وموروثًا وهوية ثقافية لبلادنا جزيرة العرب. من أجل هذا أجد أن مهرجانات الإبل التي تقام في بلادنا فرصة سياحية اقتصادية تستحق الاهتمام والرعاية في نشر ثقافتها وتوجيه الزخم الإعلامي نحوها، فمنذ أيام انطلق مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، بمنطقة الصياهد جنوب شرق الرياض، الذي يعد أكبر مهرجان عربي مختص في الإبل وعلامات جمالها، ويجمع على مدى أربعين يوماً كبار الملَّاك من المملكة ودول الخليج والدول العربية ممن يمتلكون -وفقاً للإحصاءات- ما يزيد على 33 ألف متن. واللافت في الأمر أن المهرجان يستهدف تأصيل تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية والعربية وتوفير وجهة ثقافية وسياحية ورياضية وترفيهية واقتصادية عن الإبل وتراثها. كما يتفرد بمشاركة النساء -لأول مرة- حيث خُصِص شوط حصري لهن في السباقات. والجميل في الموضوع أن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يتوافق مع الفكرة التي أروج لها حالما أكتب وأتحدث عن الإبل من خلال التوجه بالاستثمار السياحي والاقتصادي للإبل؛ إذ جاء محركاً اقتصادياً مهماً يسهم في رفع نسب تشغيل عدد من القطاعات الاقتصادية المرتبطة بسباقات الهجن، كما يثري دور الإيواء ويحرك الخدمات في المنطقة نتيجة توافد العديد من ملَّاك الهجن بالمملكة وفرقهم الفنية للمنطقة، كل ذلك يضاف إلى قدرته على إنشاء فرص عمل موسمية لأبناء المنطقة. كما ستكون هناك فرصة لإقامة عروض ترفيهية وثقافية ستنقله إلى مصاف أكبر المهرجانات السياحية. والجميل جدًا جدًا أن التوقعات تقول إن عدد زوار المهرجان من مختلف دول العالم سيتخطى 100 ألف زائر يومياً. ختامًا، صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «الإبل عز لأهلها».