تواصلت أمس (الأحد) بشاعة المأساة الوبائية الهندية؛ فقد سجلت الهند أمس 349.691 إصابة جديدة، رافقتها 2767 وفاة خلال الساعات ال24 الماضية. وتعدى عدد الإصابات الجديدة مليوناً خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأدت الأرقام الهندية المروعة إلى ارتفاع إصابات العالم فجر الأحد إلى 147 مليون إصابة. وأدى ذلك أيضاً إلى ارتفاع وفيات العالم إلى 3.11 مليون وفاة. وقال خبراء في مكافحة الأوبئة في الهند أمس، إن ذروة الموجة الفايروسية الراهنة قد تؤدي إلى 500 ألف إصابة يومياً، قبل أن يبدأ تسطيح المنحنى. وفيما تواصلت أمس شكوى مستشفيات داخل العاصمة نيودلهي وخارجها من نقص شديد في الأكسجين لإنقاذ المرضى؛ أعلنت الحكومة الهندية أن أي تراخٍ في تسليم المشافي إمداداتها من الأكسجين التجاري سيؤدي الى صدور أحكام بإعدام المتسببين فيه. وقال عالم الفايروسات الهندي شاهد جميل لصحيفة «ميل أون صانداى» البريطانية أمس: إن عدد الإصابات الجديدة سيصل إلى 500 ألف يومياً خلال الأسبوع الأول من مايو القادم. ويبلغ متوسط عدد الوفيات في الهند حالياً 1.14% من كل 100 ألف نسمة. ويعني ذلك أن بلوغ الذروة الوبائية سيقود إلى 5700 وفاة يومياً. ووصف مراسلون غربيون الوضع في الهند بأنه «تسونامي وبائي». وأشارت صحف نيودلهي أمس إلى وفيات كثيرة بسبب نقص الأكسجين في المشافي. وذكر مديرو مستشفيات أن إمدادات مستشفياتهم تأخرت أكثر من 6- 7 ساعات، ما تسبب في وفاة عدد من المرضى في غرف العناية المكثفة. وأظهرت صور مروعة مشاهد مخيفة لتزايد عدد الجثامين في محارق الموتى قرب نيودلهي. واضطر ذوو متوفين إلى حرق جثامين أعزائهم أمام المستشفيات. وقالت مراسلة شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أليكس كروفورد من نيودلهي إن الجثامين تصل إلى المحرقة بمعدل جثمان كل ثانية! وأعلنت المحكمة العليا في نيودلهي، التي يصل عدد سكانها إلى 29 مليون نسمة، إن أي شخص يثبت تسببه في تأخير وصول شحنات الأكسجين لأي مستشفى سيصدر بحقه حكم بالإعدام شنقاً حتى الموت. وأشارت صحف هندية الى أن شحنات الأكسجين تتم عرقلة رحلاتها عند حدود الولايات. وأعلنت حكومة ولاية العاصمة نيودلهي أمس أنها قررت تمديد إغلاق العاصمة أسبوعاً آخر، حتى الإثنين القادم. وتحتاج نيودلهي إلى 700 طن من الأكسجين، في حين أن كل ما استطاعت الحكومة المركزية توفيره لها لا يزيد على 400 طن. وقررت الحكومة الهندية تسيير رحلات بطائرات سلاح الجو وقطارات من هيئة السكك الحديد لنقل إمدادات الأكسجين من داخل الهند وخارجها، خصوصاً من سنغافورة. وأعلنت الولاياتالمتحدة الليل قبل الماضي أنها تعمل بشكل وثيق مع الحكومة الهندية لتوفير مساعدات أمريكية للهند. وأضحى كثير من مستشفيات الهند، خصوصاً في العاصمة نيودلهي، تعرض لافتات خارجها تعلن عدم وجود أسرّة شاغرة. وأشارت نيويورك تايمز أمس، إلى أن الهنود يموتون من الوباء في طابور انتظار مقابلة الأطباء. وأشارت إلى أنه رغم ارتفاع الأرقام القياسية للإصابات والوفيات في الهند، إلا أن تلك الأرقام أقل كثيراً مما يحدث على الأرض. وأضافت أن مقابلات أجريت مع عمال محارق الجثامين خلصت إلى أن هذه النيران التي لا تنطفئ تلتهم عدداً من الجثث يفوق كثيراً الإحصاء الحكومي اليومي لعدد الوفيات. تتسبب مأساة الأزمة الصحية الهندية في تأخير حملات التطعيم في العالم، خصوصاً في الدول الفقيرة والنامية؛ وهي نتيجة ملموسة في القارة الأفريقية على وجه الخصوص. فالمعروف أن أفريقيا تعتمد في حملاتها للتطعيم على اللقاحات التي ينتجها معهد الأمصال الهندي، الذي يعد أكبر مصنع للقاحات في العالم، غير أن الحكومة الهندية قررت منع تصدير أي من منتجات المصنع، لضمان توجيه الإنتاج كله لمكافحة الوباء في البلاد. وكانت 70 دولة تسلمت قبيل اندلاع الأزمة الراهنة في الهند نحو 60 مليون جرعة من اللقاحات المصنّعة بالهند، من خلال مبادرة كوفاكس التي ترعاها منظمة الصحة العالمية. ووزعت المبادرة 43.4 مليون جرعة في 119 دولة، لا تمثل أكثر من 2% من ملياري جرعة تقول إنها تريد توزيعها خلال العام الحالي للدول الفقيرة. ويصل عدد سكان أفريقيا إلى 1.3 مليار نسمة. الهند تكتوي.. وتكوي معها العالم