تواصَلَ تردّي الأزمة الوبائية حول العالم أمس. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الإصابات الجديدة والوفيات متزايدة في جميع أنحاء العالم، عدا القارة الأوروبية. وأضحت الهند محط الأنظار، ومثار قلق العالم. وبات ثمّةَ خوفٌ من أن تُفشي سلالُتها الفايروسية المزدوجةُ التحورِ الجينومي الوباءَ في أرجاء المعمورة بشكل مُريع. فقد أعلنت وزارة الصحة الهندية أمس (الأربعاء) أنها سجلت 295041 إصابة جديدة، و2023 وفاة، ليقفز عدد وفيات البلاد منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 182570 وفاة، فيما قفز العدد التراكمي للإصابات هناك إلى 15.61 مليون إصابة. ولم يقِل عدد الإصابات الجديدة يومياً عن 200 ألف طوال الأسبوع الحالي. وقال العلماء الهنود إن الإصابة أضحت أسرع من انتظار نتيجة الفحص! وقال الأستاذ بمعهد العلوم الطبية في لاكناو، عاصمة ولاية أوتاربراديش، الدكتور اس. كى. باندي أمس، إن المرضى أضحوا يموتون قبل ظهور نتائج الفحوص التي تجرى لهم عند تنويمهم. وكانت الهند سجلت الثلاثاء 259170 إصابة جديدة، و1761 وفاة. وأضحت الأزمة الوبائية في الهند صداعاً شديداً لرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي واجه انتقادات حادة لعدم حظر السفر من الهند، ضمن ما يعرف ب «القائمة السوداء» للدول الممنوع القدوم منها لبريطانيا. وواجه على وجه الخصوص انتقادات على السماح ل 900 مسافر بدخول بريطانيا من الهند يومياً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وعلى رغم أن حكومته عمدت الى إعلان حظر القدوم من الهندلبريطانيا (الإثنين)، إلا أن ذلك جاء متأخراً جداً؛ إذ إن السلطات البريطانية أعلنت تسجيل أكثر من 100 إصابة بالسلالة الهندية المتحورة. وبما أن حظر القدوم من الهندلبريطانيا سيبدأ العمل به اعتباراً من الجمعة؛ فإن نحو 5 آلاف شخص حجزوا مقاعد للعودة لبريطانيا قبيل بدء الحظر. واضطر جونسون إلى عقد مؤتمر صحفي ليل أمس للدفاع عن سياسات حكومته تجاه الأزمة الهندية. وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أنه تقرر إلغاء زيارة كان مقرراً أن يقوم بها جونسون للهند في 26 الجاري، بسبب تردي الأوضاع الوبائية في الهند. وذكرت السلطات الصحية البريطانية أمس أنه تم تسجيل 198 إصابة بالسلالة الهندية في إنجلترا، و10 إصابات في أسكتلندا، و7 إصابات في مقاطعة ويلز.ويقول العلماء الهنود، إن السلالة الهندية من فايروس كورونا الجديد سريعة التفشي، كما أنها تصيب الشبان والصغار بشكل متزايد. ويخشى أنها مميتة أيضاً. فضلاً عن أن ثمة مخاوفَ من أنها قد تبطل مفعول اللقاحات المضادة لمرض كوفيد 19. ونشرت الصحف الهندية أمس تقارير من الولايات والعاصمة نيودلهي تشير إلى معاناة المستشفيات من تضاؤل كميات الأكسجين، وعدم وجود أسرّة، حتى في العناير العادية. كما أن المستشفيات الهندية تشكو من الظاهرة الجديدة المتمثلة في أن عدداً كبيراً من المرضى شباب. وأعلن أحد مستشفيات ولاية غوجارات أنه قرر إنشاء وحدة لعلاج الأطفال المصابين بكوفيد 19. أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الليل قبل الماضي أنه قرر إنشاء لجنة من العلماء والأطباء لإيجاد أدوية مضادة للفايروسات، وبوجه خاص مضادة لكورونا، بحيث توصف للشخص ليتعاطاها في منزله، دون حاجة للذهاب للمستشفى. وأضاف أن تلك الأدوية تتوفر بحلول الخريف. وقال: يجب على المملكة المتحدة أن تتعلم التعايش مع كوفيد، مثلما تعلمت التعايش مع الأمراض الأخرى. ولا توجد حالياً أي أدوية خارج المستشفيات لعلاج المرض. ولا يوجد دواء في المشافي الأمريكية والبريطانية ضدها سوى عقار ريمديسيفير.