زيارة «المأزوم» أردوغان داخليا بسبب فشله وخارجيا بسبب أطماعه، لتميم «المعزول» عربيا بسبب سياساته، تجعلها أشبه «باستنجاد الغريق بغريق» كون «تحالف ثنائي الشر» الذي يقودانه يتعرض لضربات موجعة ورفض متنامٍ داخليا وعربيا وإقليميا وخارجيا. فتنظيم الإخوان الإرهابي مدعوم من نظام أردوغان وتميم ويواجه حصارا متزايدا على الصعيدين العربي والدولي. وتدخلات أردوغان -المدعومة قطريا- في ليبيا وسورية والعراق ومصر، تتوحد المواقف العربية لمواجهتها، عبر إستراتيجية عربية لمواجهة أطماع تركيا في المنطقة وتمددها في القوقاز داعمة أذربيجان بالمرتزقة والمال ضد أرمينيا.. هرولة أردوغان أمس باتجاه الدوحة كونه يحتاج لمثل تلك اللقاءات للهروب من المعارضة المتزايدة لسياساته في ظل الأداء الاقتصادي السيئ لنظامه، وما نتج عنه ارتفاع معدلات التضخم، والبطالة بشكل غير مسبوق، إضافة إلى الاستنكار الشعبي لتدهور الوضع الاقتصادي وطلبه الدعم المالي من المعزول تميم. حيث يطمع المتهالك أردوغان في أي ريال قطري لمساندة اقتصاد تركيا المنهار، ودفع فاتورة سياسته الخارجية الفاشلة، ومغامراته العسكرية غير المحسوبة كون الزيارة تأتي في وقت يعاني الأتراك من وطأة التداعيات الاقتصادية لتفشي فايروس كورونا المستجد وتواصل ارتفاع الأسعار والضرائب في تركيا بفعل أزمة اقتصادية طاحنة، وسط فشل نظام أردوغان في إيجاد حلول لها، وقد تعمقت مع التدابير الاحترازية. المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من الارتفاع في أسعار المنتجات والسلع المختلفة سواء في القطاعين الخاص أو العام، بسبب ارتفاع نفقات الإنتاج، وازدياد عجز الموازنة. أردوغان يحلب قطر ويستنزفها ماليا واقتصادياً، من خلال استغلال ثرواتها ومقدّراتها لإنقاذ أنقرة من أزمتها الاقتصادية التي تعصف بها من خلال دفع الدوحة لضخّ مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد التركي المتعثّر. اقتصاديا، تمكنت تركيا من إغواء واستمالة قطر لضخ استثمارات على أراضيها، إذ أعلنت الدوحة في 2018 عن استثمارات في السوق التركية بقيمة 15 مليار دولار أمريكي. وهرعت تركيا لحليف الشر قطر في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. على الصعيد الداخلي، يتصاعد الاستياء الشعبي من سياسة المأزوم والمعزول وفشلهما الاقتصادي، إضافة إلى تزايد الغضب من الابتزاز التركي لقطر، لدعم تدخلاتها والتغطية على فشلها في العديد من الملفات. ودائما ما يلجأ البلدان إلى استخدام ترسانتهما الإعلامية المشتركة في مواجهة الأزمات التي يعانيانها، عبر شن حملات افتراءات وأكاذيب للدول التي تقف في وجه مؤامراتهما، بدلا من البحث عن حلول حقيقية لأزماتهما. إنه لقاء أجندات التبعية القميئة.. لقاء «المأزوم» أردوغان.. و«المعزول» تميم.. استنجاد الغريق بغريق.