أعلنت حكومة مقاطعة فكتوريا -ثانية كبرى مقاطعات أسترالياً ازدحاماً بالسكان- أنها قررت فرض الإغلاق الكامل على عاصمتها ملبورن والمناطق المحيطة بها اعتباراً من ليل الأربعاء، لمدة 6 أسابيع، في مسعى لوقف تفشي فايروس كورونا الجديد. وقال رئيس وزراء فكتوريا دانيال أندرو إنه يتعين على السكان ملازمة دورهم اعتباراً من ليل الأربعاء، إلا للخروج للعمل، أو العلاج، أو اللوازم الضرورية. وسجلت المقاطعة 191 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 المنتهية صباح الثلاثاء. وزاد أندرو أن ذلك العدد غير مقبول، ولا بد من إجراءات جذرية. ويمثل هذا التطور خيبة أمل كبيرة لرئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون الذي كان يعمل على رفع جميع التدابير الاحترازية بنهاية يوليو الجاري، في مسعى لإعادة فتح الاقتصاد. وأدى إعلان إغلاق فكتوريا إلى انخفاض طفيف أمس في قيمة الدولار الأسترالي. وتمدد الخوف إلى كبرى مقاطعات البلاد (نيو اوث ويلز) التي تضم سيدني، حيث قال وزير الصحة الأسترالي براد هازارد أمس، إن احتمال إعادة الإغلاق إلى سيدني وارد، إذا تسلل تفشي الفايروس من فكتوريا المجاورة. وحذر السكان بالقول: نحن نتعرض لجائحة وبائية. كل شيء وارد. وحض سكان سيدني على عدم السفر إلى مقاطعة فيكتوريا، على رغم أن نحو 300 ألف من العاملين في سيدني يقيمون في ملبورن (عاصمة فكتوريا). وقرر الوزير إنشاء مركز للفحص على الحدود بين المقاطعتين، حاضاً السكان على الخضوع للاختبار حال الشعور بأي أعراض. وتم إغلاق الحدود بين فكتوريا ونيوساوث ويلز اعتباراً من اليوم. وذكرت صحيفة (هيرالد صن) الأسترالية أمس أن مشكلة فكتوريا تزداد استفحالاً جراء رفض سكان ملبورن إبلاغ مسؤولي الصحة عن مخالطيهم المقربين، على رغم تزايد عدد الإصابات. وأضافت أن ذلك يعيق جهود الدولة لتتبع المخالطين، وهو إجراء مهم للسيطرة على التفشي. وتم إبلاغ سكان ملبورن بأن الشخص يمكن أن يصاب خلال خمسة أيام من مخالطته مصاباً. كما تم إبلاغهم بأن الدولة أقامت مراكز للفحص للناس وهم على متن سياراتهم. فكتوريا تطيح بإنجاز أستراليا كانت أستراليا تتباهى بأنها ضمن قلة من دول العالم التي نجحت في احتواء تفشي الفايروس المسبب لمرض كوفيد-19. وأدت الموجة الحالية إلى إثارة احتجاجات واسعة في فكتوريا، بين السكان الذين يتهمون حكومة المقاطعة يالإهمال، فيما تنكر الحكومة ذلك، وتتهم السكان بتجاهل الإرشادات، خصوصاً الالتزام بالتباعد الجسدي. ويشمل الإغلاق الكامل نحو 3 آلاف من السكان يقيمون في 9 أبراج سكنية. وشكا السكان من أنهم أمهلوا ساعة واحدة فحسب، قبل وصول فرق من الشرطة لإنفاذ الإغلاق. ويشمل الإغلاق الكامل اعتباراً من اليوم 40 حياً وضاحية. ونجحت فكتوريا في لجم التفشي خلال الفترة السابقة بعدما اخترع علماء جامعاتها اختباراً للفحص، بأخذ عينة من اللعاب. وعلى رغم أن هذا الاختبار أقل دقة من طرق الفحص الأخرى، إلا أنه أسهل من الاختبار الذي يعتمد على إدخال مسحة طبية في تجويف الأنف.