تتفاقم المخاوف من لغز عودة الإصابة بفايروس كورونا الجديد لأشخاص أصيبوا به وتعافوا منه. وكان مركز الحد من الأمراض في كوريا الجنوبية أعلن (الخميس) تحقيقاً رسمياً في عودة الإصابة لنحو 51 شخصاً تعافوا منها. وقال مدير المركز جيونغ أون كيوون: إننا نعول كثيراً على دراسة مسألة إعادة تنشيط الفايروس نفسه داخل جسم المتعافي منه، بدراسة شاملة بهذا الشأن. وزاد: هناك حالات كثيرة يحدث فيها أن نتيجة الفحص للمصاب تكون هذا اليوم سالبة، وغداً موجبة. وذكرت إذاعة إن بي آر العمومية الأمريكية أمس الأول أن حالات مماثلة اكتشفت في مدينة ووهان بالصين الشهر الماضي، وبينها طبيبان كانا يعملان في علاج المصابين. وأشارت الإذاعة إلى أن من المحتمل أن تكون نتيجة الفحص إيجابية إذا التقط جهاز الفحص بقايا فايروسية من العدوى السابقة. وأبلغت اليابان في فبراير الماضي عن أول حالة لشخص جاء فحصه إيجابياً مرتين. وحذر علماء، بحسب صحيفة «ذا هيل» الأمريكية التي تعنى بشؤون الكونغرس الأمريكي، من أن الفايروس ربما يبقى «كامناً» في جسد المصاب قبل وصوله إلى الرئتين حيث يقوم بإحداث ضرره الحقيقي. وذكر أستاذ الأحياء الميكروبية بجامعة نيويورك البروفيسور فيليب تيرنو أن الفايروس يظل في كمون بعد الإصابة، ولا تظهر منه سوى أعراض طفيفة. لكنه يبدأ ضربته للمصاب حين يجد منفذاً يصل به إلى الرئتين. وعلى صعيد متصل، اكتشف علماء ألمان يدرسون الفايروس ببلدة غانغيلت (وسط ألمانيا)، التي تسمى «ووهان الألمانية»، لكونها المعقل الذي انطلقت منه الإصابات بالفايروس، أن نحو 15% من السكان ربما أصيبوا بالعدوى، وتعافوا، حاصلين بذلك على مناعة ضد عودة الإصابة به. وأشارت دراسة أعدها أولئك العلماء إلى أن أوروبا غدت تقترب مما سموه «مناعة القطيع»، جراء إصابة عدد من سكانها أكبر مما يُعتقد. وقالوا إنهم اكتشفوا وجود أجسام مناعية مضادة في دماء كثير من الأشخاص الذين لم يصابوا بالفايروس أصلاً، ولم تظهر عليهم أي أعراض. وهو ما يعزز الأمل في أن تفشي الوباء بدأ يتباطأ. ورأى قائد فريق العلماء الألمان البروفيسور هندريك ستريك، في مؤتمر صحفي في برلين، أن ذلك يعني أن رفع إجراءات الإغلاق بات ممكناً. وشملت الدراسة فحص 1000 شخص، من 400 عائلة في بلدة غانغيلت للتأكد من وجود أجسام مضادة. وخلصت الدراسة بعد فحص نصف العدد الذي تم اختياره أن 2% منهم أصيبوا بالعدوى، وأن 14% منهم توجد أجسام مناعية مضادة في أجسامهم. وكانت التقديرات قبل ذلك قد رجحت أن 5% فقط من السكان ستكون لديهم المناعة الملائمة لتفادي الإصابة. وقال عضو الفريق البروفيسور غونتر هارتمان إن نسبة 15% التي توصلنا إليها لا تبعد كثيراً عن نسبة 60% التي هي ضرورية لتحقيق «مناعة القطيع».