منذ ما يقرب من 43 عاماً، والمؤسسات الصحية العالمية تسعى إلى حل شفرة أكثر أمراض العصر غموضاً «لأيدز»، إلا أنها لم تتوصل حتى الآن إلى إجابات شافية حول طريقة علاجه أو الوقاية منه حتى أصبح اسماً تقشعر لسماعة الأبدان. وفي عام 1988 اختارت منظمة الصحة العالمية الأول من كانون الأول (ديسمبر) يوماً عالمياً ل«الأيدز»، يتم فيه التوعية من مخاطر المرض، ومسببات انتقاله بين البشر، إضافة إلى الطرق السليمة للتعامل مع المصابين به. ماهو الأيدز؟ تصيب متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) الجهاز المناعي للإنسان، وتتسبب في تدمير وظائفه وتعطيله، مؤدية إلى التقليل من فاعلية الجهاز بشكل تدريجي، ليصبح المريض عرضة للإصابة بمختلف أنواع العدوى «الانتهازية» والأورام، ما يؤدي إلى الإصابة ب«العوز المناعي»، وهي أشد مراحل العدوى تقدماً، وتعرف تلك المراحل بظهور أي نوع من أنواع العدوى الانتهازية التي يتجاوز عددها 20 عدوى أو أنواع السرطان الناجم عن الإصابة بالفايروس. قصة اكتشاف المرض: عرف «الأيدز» لأول مرة في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1981، في الولاياتالمتحدة الأميركية، بعد اكتشاف وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدد من حالات الإصابة بالتهاب رئوي من نوع «التهاب متكيسة الرئة» في خمسة رجال من «الشواذ جنسياً» في لوس آنجليس، من دون أن يطلق على المرض أي مسمى، إذ كانت الإشارة إليه عادة ما تكون من خلال الأمراض المرتبطة به، أو مسمى «سرطان كابوزي والعدوى الانتهازية». واجتمعت وكالة وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في 1982، واستخدم مصطلح «الأيدز» للمرة الأولى. كيف ينتقل المرض من مصاب إلى آخر؟ وينتقل الفايروس عبر عدة وسائل أبرزها، الاتصال الجنسي "غير المحمي» بكافة أنواعه، أو الاتصال الجنسي «الفموي» مع شخص حامل للفايروس، وكذلك من خلال عمليات نقل الدم الملوّث به، وتبادل المحاقن، والأدوات الحادة الملوثة، إضافة لإمكانية انتقاله من الأم المصابة لطفلها أثناء فترة الحمل، الولادة، والرضاعة. أعراض الإصابة بالمرض: تقول منظمة الصحة العالمية إن أعراض المرض تختلف في فترة الإصابة من شخص لآخر، وتظهر أعراضه في فترة تتراوح بين 5 إلى 10 أعوام، فيما تستغرق الفترة الفاصلة بين اكتساب الفايروس وتشخصيه 10 إلى 15 عاماً. وتظهر أعراض الإصابة بالمرض غالباً في صورة أنواع من العدوى التي تتسبب بها البكتيريا والفايروسات والفطريات والطفيليات، التي عادة ما تقاوم من عناصر الجهاز المناعي ويتكفل بتدميرها، وهي «الحمى، التعرق، تضخم الغدد، الصداع، الرجفة، الضعف العام وفقدان الوزن». وتؤثر الإصابة على جميع الأنظمة الإحيائية في جسم الإنسان، ما يؤدي إلى معاناة المريض من أعراض مرضية عدة. هل هناك علاج من الأيدز؟ نفت منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الإلكتروني وجود أي علاج يكفل الشفاء من الفايروس كلياً، إلا أنها أوضحت أنه من الممكن الاستمرار في إبطاء تطور الفايروس داخل الجسم عبر التقيد بالعلاج القائم على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، والاستمرار عليها، على نحو يوحي بتوقف نشاطه تقريباً، وتمكّن من عرقلة تكاثره داخل الجسم. أعداد المصابين: أظهرت آخر الإحصاءات أن نحو 35 مليون شخص حول العالم مصابون ب«الأيدز»، 30 مليون منهم من الرجال، فيما بلغ العدد التراكمي للحالات المكتشفة بالفايروس في السعودية منذ مطلع العام 1984 وحتى 2012 نحو 18.7 ألف حاله، 5.3 آلاف منهم من السعوديون، و13.4 ألف من غير السعوديين. وأصدرت وزارة الصحة السعودية أخيراً، تقريراً كشفت فيه عن إصابة 1,233 حالة جديدة بالفايروس عام 2012، 431 مصاباً منهم من السعوديون، و802 من غير السعوديون، معظمها بسبب التواصل الجنسي. وكانت مدينة جدة (غرب السعودية) أكثر المدن السعودية قائمة المدن الأكثر اكتشافاً بالإصابة بنسبة 39 في المئة من السعوديون و45 في المئة من غير السعوديون.