اختتم في الأسطول الغربي تدريبات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر - 2»، الذي نفذته القوات البحرية الملكية السعودية مع مثيلاتها من القوات البحرية للدول المشاطئة للبحر الأحمر. وشهد التمرين الختامي عرض لعدد من الفعاليات التي تم تنفيذها في البحر، فيما شاهد الحضور انطلاق التمرين من خلال تمهيد النيران بواسطة القوات الجوية تلاه تمهيد النيران بواسطة سفن القوات البحرية. عقب ذلك، انطلقت عمليات الاستطلاع ومسح الشواطئ، والإنزال للغواصين بواسطة طيران القوات البحرية، ليتم التعامل مع الألغام وفتح ثغرة وتأسيس رأس جسر، عندها انطلقت الموجة الأولى من قوة الاقتحام للسماح بوصول الجسم الرئيسي. وتواصل التمرين بقيام مشاة البحرية بعملية الإبرار بمساندة الزوارق الساحلية السريعة لتأمين الجزيرة، تلاه الإنزال السريع بالحبال، وتم التعامل مع زورق مسير اندفع نحو أهدافه قبل اعتراضه والتعامل معه. وشهد التمرين أداء قفز مظلي حر باستخدام طائرة السوبر بوما، واختتم باستعراض عسكري للقوات المشاركة. وأكد قائد القوات البحرية الفريق الركن فهد بن عبدالله الغفيلي أن الفكرة الإستراتيجية لتنفيذ التمرين، تبلورت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدعم وإشراف مباشر من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، مستشعرين بذلك الأهمية الإستراتيجية لأمن واستقرار البحر الأحمر، وأثر ذلك على الأمن الوطني لكافة الدول المشاطئة له بشكل خاص والاستقرار الإقليمي والدولي بشكل عام. وأضاف: كم أثلج صدورنا في المملكة سرعة استجابة الأشقاء بقبول دعوة المملكة بالمشاركة في التمرين، مؤكدين سويا أن الحفاظ على أمن واستقرار البحر الأحمر يعد عمقا إستراتيجيا مشتركا لدولنا. وأكد الغفيلي أن تمرين «الموج الأحمر 1» حقق بفضل الله ثم ما تم إنجازه من فعاليات، عكست المستوى العالي من المخططين والمنفذين على حد سواء أصداء دولية، وكان مثار تساؤل القادة العسكريين للدول الشقيقة والصديقة الذين تم استقبالهم في قيادة القوات البحرية بمناسبات مختلفة، وقد عبرنا لهم نحن وإياكم على توحيد وتضافر الجهود المشتركة لتعزيز أمن البحر الأحمر، والاستمرار في تنفيذ وتطوير فكرة ومضمون الموج الأحمر بما يحقق غايتنا وأهدافنا المشتركة. وزاد: لم يكن البحر الأحمر بمنأى عن الصراعات والتقلبات السياسية الإقليمية والدولية، لما يشكله من أهمية إستراتيجية وسياسية واقتصادية وجغرافية، وسيظل محورا مهما لهذه الصراعات والتداعيات ما لم تكن هناك إرادة سياسية موحدة لمواجهة أي نوايا عدائية قد تهدد الأمن البحري والبنى التحتية البحرية، وتهدد الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، وقد شكل أخيرا الوجود اللافت للسفن التجارية المشبوهة ووقوفها وتعطلها دون أسباب مقنعة في عرض البحر الأحمر، وفي مياه الدول الاقتصادية لتشكل نقطة تحول أخرى ليس لأثرها العسكري فقط، بل لما من الممكن أن تسببه هذه السفن من تداعيات خطيرة على البيئة البحرية نتيجة أي كوارث لا قدر الله. وقال الفريق فهد بن عبدالله الغفيلي: "على الرغم من رؤيتنا المتناغمة حيال الأهمية الإستراتيجية لامن واستقرار البحر الأحمر، إلا أن المتغيرات المعقدة في العمليات البحرية باستخدام التقنيات الحديثة، وما صاحب من استهداف للناقلات التجارية والنفطية والسفن العسكرية وتهديد المدن الاقتصادية والمنشآت النفطية في الخليج وبحر عمان، استدعى بلا شك تشكيل تحالف دولي لحماية الممرات والمضايق وحرية الملاحة البحرية. وأضاف: "لقد سارعت المملكة العربية السعودية بالانضمام إليه إدراكاً منها للأخطار المحدقة بالمنطقة، التي لها تاثيرات مباشرة على تدفق مواد الطاقة وطرق التجارة العالمية وعلى أمننا الوطني، وحرص منها على الاستقرار الإقليمي والعالمي ومحاربة الإرهاب وتحديد أي كيان أو دولة تدعمه"، واستطرد: إن ما تم من استهداف للمنشآت النفطية ما هولا دليل واضح على دعم بعض الدول والكيانات للجماعات الإرهابية للتأثير على أمننا الوطني، وتدفق مواد الطاقة لدول العالم، فأمن الخليج يعد عمقا إستراتيجيا لأمن البحر الأحمر، الذي يحتم علينا صياغة رؤية مشتركة لتحقيق الأمن البحري، وتمكننا من تنمية الشعور بالأمن الجماعي وتوحيد جهودنا لتعزيز قدراتنا البحرية وإبراز التماسك والتجانس العسكري، وصولا لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة لرفع مستوى الكفاءة القتالية والتنسيق في مجال التعامل مع التداعيات البحرية. وأوضح أن الرؤية للقوات البحرية قد تبلورت عقب تنفيذ نسختين من الموج الأحمر 1 و2، أن نركز في التمرين القادم على العمليات البحرية لوحداتنا في عرض البحر، وأن يصاحب ذلك إظهار إعلامي لإرادتنا المؤحدة، عبر وجود أكبر عدد ممكن من الوحدات القتالية في البحر من سفن وطائرات. وشهد التمرين خلال الفترة الماضية إقامة العديد من المحاضرات النظرية، في مختلف المجالات البحرية والإستراتيجية، وأيضاً تنفيذ فرضيات كالقفز الحر والتدريب على استطلاع الشواطئ والإنزال البحري ومكافحة الحرائق والرماية الحرة والتدريب على حق تفتيش وزيارة السفن، والتدريب على القتال في المناطق المبنية، والتي أظهر فيها المشاركون أعلى معايير الجاهزية بكل احترافية. من جانبه، أكد مدير التمرين العميد البحري الركن عبدالرحيم بن طماح الحربي، أن التمرين سار وَفْق الخطة المعدة له مسبقاً وبنتائج تقييم مميزة لجميع المشاركين ولله الحمد، مضيفاً أن التمرين اشتمل على عدد من السيناريوهات التي شاركت فيه عدد من القطع البحرية وقوارب الإسناد، وسفن الإنزال ومجموعة من الطائرات العمودية والقوات الجوية، لتنفيذ التطبيقات العملية والمناورات التكتيكية. وأكد العميد الحربي أن التمرين يهدف إلى إثراء الخبرات القيادية والقتالية لدى القوات المشاركة وصقلها، لاستيعاب متطلبات العمل العسكري البحري المشترك لما له من أهمية ودور فاعل في رفع مستوى الكفاءة العسكرية، فضلاً عن الارتقاء بالجاهزية القتالية وتبادل الخبرات والمهارات العسكرية في مختلف العمليات البحرية، إضافة إلى تعزيز عمليات التنسيق المشترك وتحقيق التكامل المنشود في مجال العمليات البحرية المشتركة، وتطبيق جميع الإجراءات والعمليات القيادية والقتالية بأوقات قياسية، وبمهارة عالية.