ليس كليل الصعاليك والفُتّاك ولا ليل المتصوّف وحتى المكروب ذلك الدرب الذي قطعتهُ الصحراء في انبعاثها الأول كي تخلقَ نفسها وتبني من الأماكن والدهور عرشها المستحيل ثم تصطفي له البدو والذئب العربي الخفيف وشجرة الرمرام وسُهيلاً.. .. درب الصحراء ذاك لا يشبه ليل الغريب أيضاً الذي سلك الكثبان لأول مرة فرآها نهداً لبلاده وابتكر لها الحُداء قبل أن يتسرّى إليه السؤال الممهور بالحندس: كيفَ توقفَ دربُها؟ الصحراء وتنازلتْ بعد الأبديّة والملكوت أنْ تكون ليلاً ليلاً بديعاً فحسب تاركةً حوافها المُهيبة مُقفاة بالريح والأسفلت وسامحةً لقلبها أنْ تدخلهُ عربات الحديد والاستشراق ناسيةً أنها منشئة الظمأ سيّدة الموت الجائر وربيبة الشموس والشعراء.