أسفٌ: و أمطارُ الأسى أسفُ حزنٌ: وحبلُ الحزنِ مُلتفُّ لفُّ الحبالِ على القلوبِ دمٌ يهمي؛ فينكأُ جُرحَهُ نَزْفُ العينُ ساحاتٌ لمعركةٍ و الدمعُ مثل الجندِ يصطفُ صفٌّ من الأحزانِ مُحتشدٌ يبكي فيمسحُ دمعَهُ صفُّ يطفو غريقُ الدمعِ مُنتفضاً فتشدُّهُ الأعماقُ إذ يطفو يغفو السهادُ على مواجعِهِ وعيونُ ليلِ الفقدِ لا تغفو جفنُ الرقادِ ومقلتي اختلفا وصباحُ هذا اليومِ يختلفُ لا ماطرٌ لا غائمٌ أبداً: جَدبٌ سقاهُ من الظما تَلَفُ تلفٌ إذا ما أنَّ من هلعٍ غنّى على أغصانهِ خوفُ خوفٌ ينوحُ حمامُهُ ألماً ضعفٌ يُوكّئُ عجزَهُ ضعفُ الحزنُ هذا اليوم مختلفٌ وصباحُ هذا اليومِ مختلفُ لا برُّهُ جادتْ مواسمُهُ لا بحرُهُ في قاعهِ صَدَفُ لا كفهُ تمتدُ ضاحكةً إنْ لامستْ أطرافَها كفُّ لا وَردُهُ في وِردِهِ نَغمٌ من قَطْرِهِ الأطيارُ تغترفُ لا شمسُه تلهو كعادتِها فتصفّقُ الأبوابُ و الشُرَفُ و َزفُّ ضوءَ الشمسِ ساقيةٌ تصفو؛ فتحلو كلّما تصفو ما للصباحِ اليومَ مختلفٌ: دَنِفٌ يُقاسمهُ اللظى دَنِفُ؟! طَرْفٌ يُقلّبهُ على مَضَضٍ؛ فيُغَضُّ في أعقابهِ طَرْفُ ما للصباحِ بكى فأيقظني؛ فأفقتُ و العصفورُ يرتجفُ؟! حان الرحيلُ إذن! أغادرنا مَنْ حارَ في أوصافهِ الوصفُ؟ حان الرحيلُ إذن! أودّعنا ومضى وشهرُ الخيرِ ينتصفُ؟ للهِ عيدٌ لن يعودَ بهِ لله ما أشكو و ما أصِفُ يا ربَّ غازي جُد بمرحمةٍ يا مَنْ عواقبُ أمرِهِ لُطْفُ الضرُّ حلّ وأنتَ كاشفُهُ يا مَنْ يُسابقُ ضُرَّهُ كَشْفُ يافالقَ الإصباحِ من ظُلَمٍ رُحماكَ: وجهُ الفقدِ ينكشفُ و أنا ووجهُ الفقدِ في كَمَدٍ مُتلازمانِ وبيننا إِلْفُ في ذمةِ الرحمنِ يا رجلٌ شَرُفَتْ بهِ الأخلاقُ والشَّرفُ ما كلُّ سيفٍ لامعٍ ذهبٌ في النائباتِ يُجرَّبُ السيفُ قممُ الجبالِ تموتُ صامدةً و الصخرُ ليس يهزُّهُ العَصْفُ لكنّما للموتِ هيبتُهُ شاءَ الإلهُ فجفّتْ الصُحُفُ الموتُ أن نحيا بلا وطنٍ تهفو إليه الروحُ إذ تهفو نعفو إذا ما ضاقَ مِن شَظَفٍ نُهديهِ نبضَ القلبِ إذ يجفو نهواهُ عشقًا غيمُهُ شَغَفٌ يا لائمي إنّ الهوى شَغَفُ نسري إذا سارتْ هوادجُهُ ونبثُّ فيهِ الخطوَ إذ يقفُ نُهدي معازفَهُ حناجرَنا يعلو الحداءُ؛ فيبدأُ العزفُ العيشُ موتٌ دونما وطنٍ إن ضمّنا يَتنزّلُ العَطْفُ أمطارُهُ وعدٌ، صحراؤهُ وَردٌ وترابهُ عهدٌ بالروحِ يلتفُّ الموتُ أن نحيا بلا هدفٍ و العيشُ أن يمضي بنا هدفُ الموتُ أنْ تَعمى بصيرتُنا وتقودنا العاداتُ والعُرْفُ الموتُ أن نبتاعَ ذمّتَنا؛ فيدُوسُنا بحذائهِ تَرَفُ الموتُ إنْ ماتت ضمائرُنا لا أن يُعاقِرَنا سُقْمٌ ولا حَتْفُ تقفُ الحياةُ لمن يُفارقُها حيّاً و للأمواتِ لا تقفُ و الحيُّ فيها من يجيءُ لكي يسقي السنابلَ ثمّ ينصرفُ غازي: لئن فارقتنا جسدًا؛ فبناءُ فِعلِكَ شامخٌ أَنِفُ ما ماتَ من تعلو بهِ هِمَمٌ المَيْتُ من تعلو بهِ الصُدَفُ المَيْتُ مَنْ طُمِستْ معالِمُهُ و الحيُّ مَنْ آثارَهُ نقفو ذكراكَ تُهدي حزنَنا رُطباً يا نخلُ عانقَ جذعَهُ السَعَفُ يا مُهديَ التنويرِ جذوَتَهُ كم أنتَ في التنويرِ مُحتَرِفُ! ستظلُّ غازي الحرفِ مختلفاً جحدوا أو اختلفوا أو اعترفوا الناسُ أصنافٌ منوّعةٌ لكنّ غازي ما لهُ صَنْفُ صدرُ القوافي عجزُها صمتٌ صوتي بعجزِ البيتِ يلتحفُ شِعري يكفكفُ دمعَهُ أسفاً يبكي المدادُ ؛فيعجزُ الحرفُ و أنا وشعري اليومَ لا نرثو لكننا في حُبّهِ حِلْفُ و أنا وشعري لا نمدُّ يداً لكننا إنْ ينحنوا نقفُ إنّي وشعري قائمان هنا يحمي حِمانا النحو والصَّرْفُ قطفوا جذورَ الضادِ من لغتي! و الوردُ ليس يُضيرُهُ القطفُ بيتٌ أخيرٌ لن أبوحَ بهِ إنْ سالَ بوحي يَحْسُنُ الوقفُ *شاعرة سعودية - أغسطس 2010