لم يعد هناك حجاب تتورع منه قطر عن ممارسة سياسات مشينة من أجل تحقيق وخدمة أجنداتها السياسية والخارجية المخزية، التي كان من آخرها المساعي غير البريئة لتسييس الرياضة من خلال قنوات «بي إن سبورت» الرياضية، وقيام المسؤولين في الدوحة باستغلال احتكارها تغطيات مباريات كأس العالم للقيام باستضافة المعارضين السياسيين والمحسوبين على الجماعات الحركية لتمرير رسائل سياسية خبيثة هدفها إثارة الفتن في المنطقة والهجوم على قياداتها ونشر الأكاذيب والافتراءات، وهو ما لا يمت للشأن الرياضي بأي صلة. وما تبثه هذه القنوات الرياضية القطرية يعد امتدادا لدور النظام القطري الرامي إلى تسييس الرياضة منذ سنوات وفقاً لوقائع عديدة، من بينها تسييس ملف استضافتها لكأس العالم 2022 أو من خلال شراء النظام لأندية أوروبية ولاعبين عالميين لاستغلالهم في الترويج لأجنداتهم التخريبية في المنطقة، وكل هذه المحاولات تأتي في إطار سياسات قطر المتبعة لتسييس شتى المجالات سعياً منها لخدمة أطماعها السياسية على حساب أمن واستقرار العالم العربي، التي تكشفت علنا منذ بدء أزمة قطر مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول والمدعوم من الدوحة ومقاطعتها في 5 يونيو 2017. والاحتكار الذي تمارسه قنوات «بي إن سبورت» الرياضية القطرية حالياً أخل بشروط الحيادية والابتعاد عن الخوض في الشؤون السياسية وتوظيفها آيديولوجيا، وكل هذا الاستغلال يعد جريمة قانونية أخلت ببنود التعاقد من ناحية والقيم الرياضية والأخلاقية التي تنأى عن هذا التسييس القذر.