قبل فترة وجدت في المكتبة كتاباً بعنوان (معجزة الصيام)، من تأليف طبيب أخصائي يُدعي باول بريج. يطرح الدكتور باول في الصفحة الخامسة من كتابه التساؤلات التالية: ما هو أهم شيء تم اكتشافه في العصر الحديث؟ هل هو بيض الديناصورات المكتشفة في صحراء منغوليا والتي قدّر العلماء عمرها بعشرة ملايين عام؟ هل كان أعظم اكتشاف هو العثور على مقابر ومدن الحضارات الغابرة المدفونة تحت الأرض؟ أم اكتشاف الساعة الإشعاعية والتي من خلالها قدّر الدكتور لين أن عمر الأرض مليار ومئتان وخمسون عاماً؟ أم اختراع الطائرات النفاثة؟ أم اختراق الفضاء؟ أم كشف الأشعة الليزرية؟ أم اختراع التلفاز والمذياع؟ أم الحاسوب؟ أم الهاتف؟ أم الهاتف النقال؟ أم المحرك؟ بعد أن ذكر هذه التساؤلات، أجاب بنفسه أنه ليس أي واحد من الاكتشافات المذكورة يُعد اكتشاف العصر الأكبر، وإنما أكبر اكتشاف في عصرنا هو الصوم الذي لا يضاهيه في أهميته أي اكتشافٍ آخر. يُضيف الدكتور قائلاً: أعتقد أن أعظم اكتشاف توصل إليه الإنسان الحديث هو الصيام الذي يُعيد الشباب للإنسان عُضوياً وعقلياً وروحياً. إن الصيام وسيلة تسد الطريق أمام الشيخوخة المبكرة أو الوفاة في سن مبكرة. إن من أهم الأشياء التي تُثير قلق الإنسان، خوفه من أن يُصبح عالةً على غيره عند الكبر. يقول الدكتور: من خلال الصوم لأربعة إلى عشرة أسابيع في العام، يستطيع الإنسان أن يُصفي جسمه ويُزيل العوالقَ من مفاصله والموادَ السامةَ من بدنه. إن الصيام يُزيل الزوائد التي تبقى من عملية الأيض أو التمثيل الغذائي والتي تُحول الغذاء إلى طاقة. كما يعتبر الصيام مفتاحا يفتح مخازن الطاقة الطبيعية أمام الإنسان. ويستطرد الدكتور باول بريج موضحاً نظريته بشكل علمي في أكثر من مئتين وخمسين صفحة مجيداً في ذلك إجادة بالغة. إذا كان نزول كبرى المعجزات (القرآن) قد حدث في شهر الصيام، فإن الصيام في حد ذاته معجزةٌ أخرى ستخلُد ما دارَ الزمانُ وبقيَ على الأرض إنسان. * محاضر بجامعة (إس إم يو) بولاية تكساس الأمريكية سابقا