أحسن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية صنعاً في إقامة منتدى الرياض الدولي الإنساني الذي يعد «منصة لتغيير القيم وإيجاد الحلول العملية في المجال الإنساني» كما جاء في تعريف هويته، خصوصاً وهو المنتدى الأول من نوعه على مستوى المنطقة الذي يسعى إلى تعزيز وتسويق أفضل معايير العمل الإنساني وتطوير الممارسات المعمول بها لتتناسب مع متطلبات الوضع الإنساني الحالي، إذا علمنا أن 141 مليون إنسان يعيشون في 37 دولة يحتاجون اليوم إلى مساعدات إغاثية عاجلة، وقد أبلى المركز في مد يد المساعدة لهذه الفئات عبر حزم متنوعة من المساعدات الإغاثية بعد أن أصبحت المملكة من الدول الرائدة في مجال الأعمال الإنسانية وهي تتبوأ المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم طبقاً لإحصائيات الأممالمتحدة بعد أن تجاوز إجمالي ما تم إنفاقه خلال العقود الأربعة الماضية 115 مليار دولار استفادت منها 90 دولة في العالم. وهذا المركز العملاق أصبح واجهة مشرفة للمملكة بكل المقاييس بعد أن جمع كل خيوط اللعبة في يده وهو ما لم يحصل أي وقت مضى، حيث كانت جملة من الجهات الحكومية تقوم بهذه الأدوار مجتمعة وأحياناً بطريقة متضاربة، وبذلك قدم أكثر من 328 مشروعاً جاوزت تكاليفها أكثر من مليار دولار منذ إنشائه وحتى اليوم، والحقيقة أن المركز أفلح في عمل شراكات دولية مع جملة من المنظمات والجمعيات الدولية بالغة الصيت في هذا المجال، ولم يكتفِ بأداء العمل الإغاثي التقليدي، وإنما تجاوز ذلك إلى جملة حزم إنسانية متنوعة ومبتكرة واتباع طرق نقل متطورة وسريعة لم تقتصر على المواد الغذائية فقط، وإنما تعدتها إلى المشاريع الصحية والبيئية والإيوائية والحمائية والتعليمية وبصورة تجاوزت العمر القصير لهذا المركز. ولعل إقامة هذا المنتدى الإنساني العالمي ليس سوى واحد من ثمرات هذا المركز الذي يشترك في طروحاته وأوراق عمله كل رموز العمل الإنساني في العالم، وهذا بحد ذاته مكسب كبير للمملكة خارج إطار الأيديولوجيا التي كانت تتهم بها المملكة زوراً وبهتاناً، وذلك في ظل التواصل مع رموز العمل الإنساني وبصورة مغايرة عما كان عليه الأمر بالماضي خصوصاً أن المركز لم يعد ينظر إلى الدين أو القومية أو العلاقات السياسية في منح هذه المساعدات الإنسانية وهو تطور إنساني يشكل سياقاً مدنياً وحضارياً للمملكة.