تعد المملكة من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد. واستشعاراً لدور المملكة الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، الذي سيدفع بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوبٍ تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورةٍ عاجلة بدءاً باليمن. وسلط تقرير أعدته وكالة الأنباء السعودية، الضوء على نشاط المركز خلال الفترة الماضية (أكمل عاماً في 24 رجب الماضي)، ومسيرته الإنسانية بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، وفي إطار عملية إعادة الأمل التي أطلقها خادم الحرمين لتقديم أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق. ولفت التقرير إلى أن المركز قدّم حزمة من المساعدات الإغاثية لعدد من الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها اليمن (1.6 مليار ريال)، إلى جانب علاج 4100 مصاب منهم في مستشفيات المملكة، والأردن، والسودان. ولفت التقرير إلى أن المملكة تبوأت العام الماضي المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم -طبقاً لإحصاءات منظمة الأممالمتحدة- وتجاوز إجمالي ما أنفقته على برامج المساعدات الإنسانية خلال العقود الأربعة الماضية 115 مليار دولار استفادت منها أكثر من 90 دولة في العالم. وعزَّزت جهود المملكة الإنسانية في العالم التي أضيفت لها جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حصولها على الموافقة الدولية للانضمام بصفة مشارك إلى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (باريس – OECD) التي تعد أكبر تجمع للدول المانحة في العالم. وأبرم المركز عديداً من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية التي تخدم أعماله الإغاثية والإنسانية، وصمَّم عديداً من المشاريع الإغاثية الإنسانية والصحية لمساعدة المتضررين في العالم، مثلما جرى خلال عام 2015م حيث تم إغاثة 22500 شخص في طاجيكستان من أضرار الفيضانات والزلازل، وتوزيع سلاسل غذائية على (60055) شخصاً تعرضوا لكارثة جفاف في موريتانيا. وتناول التقرير بالتفصيل كافة المساعدات التي أرسلها المركز للمناطق المنكوبة والمتضررة وللمحتاجين في مختلف مناطق العالم، ومنها اليمن وسوريا والمالديف والسنغال وسريلانكا والنيجر وجيبوتي وأفغانستان وإثيوبيا وبنجلاديش وباكستان والفلبين وموريتانياوالأردن ولبنان والجزائر وهندوراس ونيكاراغوا وبوركينافاسو وجامبيا وغانا والكاميرون واليمن وزنجبار وجزر القمر وتنزانيا وبنين. كما نفذ عديداً من المشاريع والبرامج في قيرغيزستان وألبانيا والصومال وموريتانيا وزامبيا والعراق وطاجيكستان واليمن بلغت أكثر من 28 برنامجاً، استفاد منها (9.967.997) مستفيداً. ولعل تخصيص المملكة مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، بعد أن أمر بها خادم الحرمين الشريفين مؤخراً، تأكيد على تواصل جهود المملكة في العمل الإنساني الدولي، وقبله العمل الإنساني الذي حمل شعار «الحملة الوطنية لإغاثة الشعب السوري الشقيق» الذي يعد واحدة من أهم المبادرات الإغاثية للمملكة، التي بلغت حتى مطلع شهر رجب الحالي 706 ملايين ريال، ولا تزال مستمرة، عبر 141 برنامجاً إغاثياً ومشروعاً للنازحين السوريين، داخل سوريا، وفي مواقع تجمعاتهم، في كل من الأردن ولبنان وتركيا. كما بذلت المملكة مساعدات عاجلة وملحّة ل 43 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، و34 دولة إسلامية في إفريقيا، وبلغت المساعدات غير المستردة والقروض الميسرة التي قدمتها لتنفيذ عديد من البرامج والمشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية في 35 دولة إسلامية، 77 مليار ريال.