يسود أقسام الطوارئ والولادة وغرف التنويم في مستشفيات جازان السوء المتجدد في الخدمات، وعناء المرضى المتكرر، ويتمثل ذلك في نقص السعة السريرية، والكوادر والأجهزة، وتكدس طوابير الانتظار للمرضى، ما دفع البعض منهم لافتراش الممرات في انتظار خلو سرير وسط فوضى عارمة في التنظيم وعشوائية في تقديم الخدمات العلاجية. ولا يتناسب الكادر الطبي الموجود في أقسام الطوارئ مع حجم الإقبال من المرضى المنزعجين جراء عدم وجود ما يخفف آلامهم ويعالج جراحهم. بدورها، رصدت «عكاظ» صرخات المراجعين في عدد من أقسام الطوارئ وأقسام النساء والولادة في مستشفيات المنطقة بسبب سوء الخدمات في مختلف الأقسام، التي لا تتناسب مع كثرة المرتادين، من خلال قلة الأسرة في الطوارئ، والنقص في الأدوية، وتعطل أجهزة الأشعة والمختبر، وقلة الكادر الطبي. الثقة مفقودة يقول المواطن أحمد عبدالله إنهم فقدوا الثقة في قسم الطوارئ في مستشفى جازان المركزي، مشيرا إلى أن معاناتهم تتفاقم، إذ لا يجدون فيه الرعاية والاهتمام، وأفاد بأن قسم طوارئ مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، الذي يعد أكبر مستشفى في المنطقة، لا يوجد فيه سوى طبيب طوارئ وفني مختبر يعجزان عن تقديم الخدمات الطبية للمرضى، وشدد أحمد على أهمية التفات الشؤون الصحية في منطقة جازان لشكاوى الأهالي من تدني الخدمات الطبية في أقسام الطوارئ بمستشفيات المنطقة. معاناة النساء في مستشفيات أبوعريش وصبيا والعارضة وأحد المسارحة، تعالت الأصوات المنادية بعدم وجود أسرة شاغرة بالمستشفيات، ما تسبب في مضاعفة معاناة الألم، خصوصا من النساء، جراء عدم حصولهن على سرير شاغر في أقسام التنويم، الأمر الذي استدعى نقل عدد من الحالات إلى خارج المنطقة في مستشفيات عسير الخاصة بعد أن رفضت مستشفيات المنطقة استقبال تلك الحالات. ويؤكد تركي عريشي، وخالد حكمين أن عنصر الواسطة والمعرفة الشخصية يدخل في البحث عن سرير شاغر في مستشفيات المنطقة؛ إذ إن المريض الذي لا يملك الواسطة يصعب عليه الحصول على سرير شاغر، مشيرين إلى أنهما نجحا ب«الواسطة» في الحصول على أسرة لذويهما. خطة قائمة من جانبه، قال مدير الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور عائض الشهراني، إن هناك خطة لزيادة عدد الأسرة في مستشفيات المنطقة بعد الانتهاء من مشاريع، مثل مستشفيات المركزي والنساء والولادة، وإعادة تأهيل المستشفى العام المحترق المتوقع الانتهاء منه بعد عدة أشهر.