لم يكن طفح المجاري الذي يظهر بين يوم وآخر، المعاناة الوحيدة التي تفضح الكثير من أوجه الخلل في مستشفى صبيا العام، إلا أنها باتت القشة التي طفا بها الخلل على سطح المعاناة، إذ إن مياه الصرف الصحي تسربت إلى الداخل واجتاحت غرف التنويم وصولا إلى الطوارئ مما ولد الخوف لدى المنومين والمراجعين مما يحدث. وظهر جيدا أن تمديدات الأرضية في المستشفى لم تعد مؤهلة لقبول سوء التنفيذ، مما جعلها تتسرب إلى الداخل ومحيط المستشفى فيسارع العمال في محاولة تفادي الأضرار بالاستعانة ببعض الأدوات لجمع المياه المتسربة التي على ما يبدو لها أثر رجعي حسب بعض العاملين الذين أشاروا إلى تسرب منذ زمن دون تدخل أي جهة. ويشير البعض إلى أن وضع النظافة في أقسام المستشفى بات هو الآخر لا يتحمل حتى وصل الوضع إلى تجمعات النفايات لأكثر من أسبوع دون إزالة، مما أرعب المرضى والعاملين من انتقال الأمراض بسبب تلك النفايات داعين الشؤون الصحية إلى التدخل سريعا لتدارك الوضع، وذلك بسبب سوء الشركة المشغلة للنظافة في المستشفى. وأوضح عدد من المرضى والمراجعين أن تعطل التكييف بات هو الآخر أمرا مألوفا في المستشفى مما جعلهم يتعاملون مع الأمر الواقع بالوسائل التقليدية أو المراوح اليدوية أو الرحيل من الغرف خاصة في أقسام الأطفال والعمليات وقسم التنويم. وأضافوا أن تعطل التكييف يجعلهم في وضع حرج للغاية في ظل ارتفاع درجات الحرارة معبرين عن استيائهم وتذمرهم من تعطل التكييف مما اضطر البعض منهم إلى استخدام ورق الكراتين لتلطيف الجو. وبالانتقال إلى أقسام المستشفى الأخرى يبرز تكدس المرضى والمراجعين عند بوابات المختبر حيث أكد كل من أحمد عبدالله ونواف محمد أن الوضع على هذه الشاكلة يحتاج لتدخل عاجل لأنهم أرهقوا من الانتظار الطويل حتى تخرج نتائج التحليل والتي يفترض ألا تأخذ هذا الوقت الطويل، منتقدين قلة الموظفين والعاملين بالقسم. فيما اشتكى عدد من المرضى في قسم الطوارئ من تدني الخدمات الصحية المقدمة حيث يظل المريض ينتظر فترات طويلة حتى يحضر الطبيب معبرين عن انزعاجهم من عدم توفر الشراشف وعدم نظافة بعضها ما اضطر بعض المرضى إلى الاستنجاد بالحفاظات لإنقاذ أطفالهم على الرغم من توفير مغسلة جديدة كلفت ملايين الريالات في داخل المستشفى. وأشار عدد من المرضى إلى أن معاناتهم من المستشفى متكررة خاصة أن سعة المستشفى قليلة مقارنة بحجم سكان المحافظة إضافة إلى القرى الكبيرة التي تتبعه والشاهد على ذلك قسم النساء الولادة الذي يشهد ازدحاما كبيرا من قبل المراجعات بسبب قلة الأسرة مما يضطر بعضهم إلى وضع جنينها في الممرات لعدم وجود سرير شاغر فضلا عن ترحيل الكثير من الحالات إلى المستشفيات المجاورة أو المراكز الخاص. أم نايف تنقل ما يحدث مأساة داخل قسم الولادة الذي لا تتوفر فيه إلا كراسي معدودة فقط حتى أن بعض النساء داهمها المخاض وهي في الممرات دون أن يتدخل الكادر الطبي في إنقاذها بسبب قلة الكراسي، إضافة إلى غياب الكادر الطبي النسائي عن القسم والذي قوبل بالرفض من قبل عدد من النساء، حيث تساءلت إحداهن لماذا لا يتم توفير طبيبة نساء وولادة بدل الطبيب. فيما تشهد غرف التنويم والعناية المركزة حالة من الطوارئ طيلة أيام العام حيث يحتاج المريض إلى تدخل المحسوبية والمعرفة لبعض العاملين في المستشفى للحصول على سرير شاغر. ويشير عمر جعفري إلى أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى لا تسع لكل المرضى مما يضطر البعض الذهاب الى مستشفيات المنطقة بحثا عن العلاج. من جانبها علقت مدير الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور مبارك عسيري على مشكلة تسرب مياه الصرف، مؤكدا عدم مسؤولية المستشفى، بل هي من الشركة التي تم التعاقد معها من سنين طويلة، وقال هذه الشركة هي السبب الرئيسي في ما حدث ويحدث من تدهور في النظافة والصيانة بسبب إضراب العمال لعدم دفع أجورهم، وهذا الرفض ادى للأسف لتدهور النظافة والصيانة في المستشفى.