ما إن تطأ قدماك العارضة من الجهة الشمالية الغربية يستقبلك التاريخ عند أول بواباتها، إذ تقف قلعة «أبو صمة» ملوحة للقادمين، تحكي بطولات الأقدمين وترسم تفاصيل أيام مضت كانت فيها مهوى أفئدة الرجال وأحلاماً للطامحين ومأوى سيوف الأبطال، وقد ارتقت عاليا لتشرف على كل الامتدادات من حولها لتكون حارسة «فاتنة الجبل» ومخزنا للتاريخ، منذ نحو قرن من الزمان. وتتميز المحافظة بموقع مميز وتقع على سلسلة جبال السروات، ما يجعلها متنفساً سياحياً يقصده كثير من المواطنين من داخل المحافظة أو خارجها، ومع التطور الملموس في عموم المحافظات في منطقة جازان حظيت بتنمية شاملة في مختلف المجالات ونهلت من المشاريع التي تمولها الدولة لصالح المواطن ولا تزال تتطلع للمزيد. العارضة هي قبلة السياحة بجازان كساها الله باللون الأخضر نظير الأمطار المتواصلة وتربتها الخصبة وأشجارها المتنوعة ونباتاتها المتعددة، فهي تتمتع بموقع جغرافي مميز، وسميت بهذا الاسم كونها تعترض سلسلة من جبال السروات وهي فاتنة في حضن الجبل وتقع شرق مدينة جازان 56 كيلو تقريبا وتشتهر بكثافة الأمطار وغزارتها وكثرة سيولها من خلال أوديتها وشعابها. ويحدها من الجهة الشرقية الجمهورية اليمنية، ومن الشمال محافظتي فيفا والعيدابي، ومن الغرب أبو عريش وضمد، ومن الجنوب أحد المسارحة والحرث، وترتبط هذه المحافظات بطرق مزدوجة. وتتبع المحافظة ثلاثة مراكز هي الحميراء وقيس والقصبة، وتضم أكثر من 600 قرية وهجرة في السهل والجبل ويسكن المحافظة عدد من القبائل وهي آل جابر وسفيان وبني حريص والعبادل وبني ودعان وآل أمنخيف وبني معين وقيس والخبراية والعوامرة والعجبة والعقلة والمعاشية والجبالية والجغدمي والبكارية والنشلة والدوشة والشراحيلي والهزازي والكعبي والحامظي.