بينما صدر قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بخصخصة الأندية الرياضية، طرحت «عكاظ» تساؤلاً لماذا لا تتم خصخصة الأندية الأدبية، إذ يرى مثقفون أن الثقافة والأدب أولى بهذه الخصخصة لدعم التنوير والوعي في المجتمع، لكن رؤساء أندية أدبية لهم رأي آخر في هذا الاستطلاع. من جهته، يرى رئيس «أدبي الحدود الشمالية» ماجد المطلق أن «الأندية الأدبية تعتبر مستقلة ماليا وإداريا ويجيز لها النظام استثمار ما لا يتجاوز 30% من ميزانيتها»، لافتاً إلى أن الإعانة السنوية للنوادي الأدبية والتي تقدر بمليون ريال تصرف على المكافآت والرواتب والفعاليات والجوائز وأنها غير كافية للقيام بمهماتها وواجباتها. وتمنى المطلق السماح للأندية استثمار أراضيها، إلا أنها لا تملك الصلاحيات كون تلك الأراضي أملاك دولة وهذا يفرض معوقات كثيرة تمنع استثمارها، إلا في حالة تحول صكوك هذه الأراضي إلى ملكية للأندية، وليس لوزارة الثقافة والإعلام، وبذلك تكون خصخصتها هي الحل الأمثل. بينما رفض رئيس «أدبي تبوك» الدكتور نايف الجهني فكرة خصخصة النوادي الأدبية إن كان الهدف هو تحويل هذه المؤسسات إلى قطاع خاص دون أن تكون هناك رؤية واضحة ونتائج تضيف للواقع وحال تلك الأندية، ويتفق الجهني مع الخصخصة إن كانت تعني جعل هذه المؤسسات الأدبية تتخلى عن الرسمية والجدية والصرامة التي تحملها وتمنحها فرصة أن تكون مؤسسة توجه نفسها بنفسها وتتخلص من المركزية وتأخذ حيوية القطاع الخاص وحريته بعيدا عن التصنيف والتأطير الإبداعي وتمكينها من الاستثمار الذي يجعلها تتمدد وتتسع دائرة نشاطاتها ولا تحصر في مجال محدد. وفي ذات السياق، رفض رئيس أدبي جازان الحسن آل خيرات الخصخصة في الأندية الأدبية كونها غير مجدية في ظل الاشتراطات والمتطلبات اللازمة لنجاح الخصخصة، منوها بأن الاستثمار في هذه المؤسسات التي لا تتماهى مع الربحية في منتجها القائم على الإبداع والمتصل بالمبدع والأديب الرمز والناشئ. وقال إنه يمكن تحقيق المأمول من هذه المؤسسات باللوائح والخطط والإستراتيجيات والدعم المالي المناسب والإيمان بأهميتها في الإنماء والبناء والتطور جنبا إلى جنب مع الإنسان والعمران والاقتصاد والمستقبل برمته بعيدا عن الخصخصة المصطلح والمعنى. فيما أكد رئيس أدبي الشرقية محمد بودي أنه في الوقت الراهن لا يمكن أن تخصخص الأندية الأدبية؛ لأن الثقافة والأدب ليست سوقاً جاذبة لرجال الأعمال، فهي مؤسسات غير ربحية، مشيرا إلى أن الثقافة والأدب تعتبر من الأولويات التي لابد من دعمها من الحكومات أولاً ثم من القطاع الخاص ثانيا. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور يعن الله القرني يرى أن تخصيص النوادي الأدبية ليست مهمة مستحيلة متى ما توفرت متطلباتها ومقوماتها والتي تكمن في توفر البنية التحتية المتطورة كالمسرح والسينما وصالات العرض وساحات العروض والمسارح، إضافة إلى وجود كادر إداري يعي متطلبات المرحلة ويعمل وفق سياسة الخصخصة ونظام الاستثمار بجلب المستثمرين وتنويع مصادر الدخل. ويفضل القرني سياسة التدرج في تطبيق الخصخصة، إذ تبدأ في بعض الأندية الأدبية، ما من شأنه معرفة جوانب القصور والمهددات، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات في المؤسسات الحكومية كالجامعات والتعليم بتقديم رؤيتها ومشاركتها في نجاح خصخصة النوادي الأدبية.