استبشر الشارع الرياضي كثيرا وبات يترقب صدور قرار المجلس الاقتصادي الأعلى ببدء الخصخصة رسميا بعد قرار تشكيل لجنة لدراسة خصخصة الأندية السعودية برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد وما تلا ذلك من توقيع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عقدين مع شركتين عالميتين إحداهما أمريكية والأخرى إنجليزية لدراسة جدواها وتقديم مرئياتها حول الأوضاع الإدارية والقانونية وتوافر البنية الأساسية بالأندية السعودية لانطلاقة هذا التوجه الجديد الذي يتماشى مع سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تطوير كافة القطاعات الحساسة في الدولة ومن ضمنها القطاع الرياضي الذي يشهد في عهده الميمون خطوات متسارعه لمواكبة منافسة دول العالم في هذا المجال. المهتمون بالشأن الرياضي تحدثوا ل«عكاظ» عن إيجابيات الخصخصة ودواعي هذا الانتظار الجماهيري لخطوة ربما يكتنفها الكثير من الغموض إلا أنها ستقود حسب معلوماتهم إلى فك أسر أنديتهم من الأزمات المالية المتلاحقة، وتمضي بها إلى تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم. وفي الجانب الآخر يوضح الأمير عبدالله بن مساعد المسؤول الأول عن هذا الملف الأسباب الكامنة وراء تأخير صدور القرار حتى الآن ردا على التساؤلات المتلاحقة حول موعد الانطلاقة. ابن داخل: ننتظر على جمر يقول اللواء محمد بن داخل رئيس نادي الاتحاد بأن قرار خصخصة الأندية السعودية من القرارات الهامة المنتظرة التي ستفيدها وتنقلها لمرحلة مشرقة في مسيرتها ومسيرة الكرة السعودية، بدليل أن هناك دولا كثيرة سبقتنا في هذا المجال وثبت نجاح الخصخصة فيها وحدثت بها نقلة نوعية على كافة الأصعدة. وثمن ابن داخل اهتمام الرئيس العام لرعاية الشباب بالأندية السعودية وحرصه على ما فيه مصلحتها وتطورها والتي تقف الأمور المادية في طريق مسيرتها، وما توقيعه لعقد دراسة الخصخصة إلا دليل واضح على رعاية سموه واهتمامه بمستقبل الرياضة السعودية وحرصه على جميع أنديتها. مؤكدا بأنه ليست الجماهير وحدها التي تنتظر القرار بل هم كإدارة في المقام الأول لأنهم من يجلسون على الجمر. الدوسري: نديرها بالبركة ويؤكد رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري على أهمية خصخصة الأندية السعودية لأنها هي الطريق الصحيح لتفعيل الاحتراف الحقيقي، مضيفا ستوفر علينا الإمكانيات المادية التي تتطلبها مسيرة الأندية الرياضية وتفي بحاجاتها وحقيقة كم عانت الأندية السعودية من شح المداخيل المادية، خاصة الأندية التي لم تجد لها راعيا يسهم بحمل بعض الأعباء المادية عن كاهلها، فبقيت تدير أمورها بالبركة معتمدة على أعضاء شرف يقدمون لها الدعم المادي حسب ظروفهم وإمكانياتهم، فمن هنا أصبح إقرار الخصخصة هو الطريق الصحيح لعودة الأندية السعودية، كما أنه الطريق السليم لنجاح الاحتراف في الملاعب السعودية. المطوع: أتمنى الإسراع فيه وأبدى رئيس نادي الرائد فهد المطوع سعادته بقرب صدور قرار ببدء خصخصة الأندية السعودية متمنيا أن يعلن القرار في أقرب وقت ممكن: أتمنى سرعة إعلان القرار وتنفيذه لما فيه خير الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، فالخصخصة هي من سينقلها لمرحلة متقدمة تليق بها لأنها تسير جنبا إلى جنب مع تطبيق الاحتراف الحقيقي الذي يتطلب مداخيل مادية كبيرة لا تستطيع هبات وعطايا أعضاء الشرف الذين يدعمون الأندية القيام بها، فالخصخصة ستعدل الكثير من الأمور بنظام تجاري قائم على المحاسبة الدقيقة لرئيس النادي ونتائج عمل إدارته. الهزاع: القرار سيعدل الكثير وأثنى رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع على الإعلان عن التعاقد مع شركتين وطرح الأمر على أرض الواقع وقال: أعتقد أنه من القرارات الهامة والمفصلية المنتظرة في مسيرة الأندية السعودية، لأنه سيجعل الأندية تعتمد على مدخولاتها المادية وسيحولها إلى قطاع تجاري بتنظيم إداري ومالي متقدم وقائم على المحاسبة الدقيقة التي ستسهم في تحقيق النتائج المرجوة من الأندية السعودية بعيدا عن الاجتهادات الفردية وسط الشح المالي الذي تعانيه غالبية الأندية. السراح: القرار سيكون تاريخيا وأكد رئيس نادي التعاون محمد السراح على أهمية هذا الإعلان متمنيا الإسراع في إعلان القرار للبدء في تنفيذ الخصخصة رسميا: بلا جدال الخصخصة ستضيف للأندية السعودية الشيء الكثير وستضعها أمام منعطف مهم وتاريخي للقيام بدورها على أكمل وجه بعد تخلصها من القرارات الفردية وسينظمها بشكل جيد وسيزيد من مداخيلها المالية التي تقف حجر عثرة في طريق تطورها وسيكون المنتج بعد إقراره على مستوى التطلعات، وألمح السراح إلى عدم جاهزية أنديتنا لتطبيق الخصخصة بشكل مرض لعدم اكتمال البنى التحتية فيها وعدم توفر الأرضية المناسبة لخصخصتها، بالإضافة لغياب الإغراء الذي يجبر الشركات ورجال الأعمال على الدخول في هذا المجال الذي يضمن نجاح الخصخصة بشكلها الملائم. آل مسلم: نهاية زمن الوصاية وأكد عضو الاتحاد السعودي ورئيس نادي نجران سابقا مصلح آل مسلم أن إعلان القرار ومن ثم البدء في تنفيذه سيدفع بالأندية السعودية خطوة إيجابية هامة نحو الأمام وسيغنيها عن هبات ومنة بعض أعضاء الشرف الذين فرضوا وصايتهم عليها بما يقدمونه من دعم، بل ذهب بعضهم إلى زرع رئيس النادي وإصدار القرارات مقابل دعمهم له، ولكن الخصخصة ستلغي كل تلك السلبيات التي تعاني منها الأندية السعودية، حيث سيكون لها موارد مادية تجارية معروفة ستسهم في ظهور أندية أخرى كانت تعيش في الظل قياسا بإمكاناتها المادية، فالخصخصة متى ما أقر تطبيقها رسميا فهي في صالح الأندية وبالتالي سيعود النفع على الرياضة السعودية وتعود لمكانها المرموق اللائق بها، وما قرار الرئيس العام بإمكانية استفادة الأندية من مقراتها ومنشآتها وعودة ما تدره من أموال لخزائنها إلا دليل قاطع على حرص سموه على الاستثمار في المجال الرياضي وبداية خطوة نحو الخصخصة المنتظرة. ملفي: علينا الانتظار وعدم الاستعجال وامتدح رئيس تحرير صحيفة قوول أون لاين خلف ملفي الخطوة متمنيا أن تلحق بها خطوة الإعلان الرسمي والبدء الفعلي في التطبيق: أعتقد أنها خطوة مهمة في سبيل تقدم الأندية السعودية ورقيها، فما توقيع الأمير نواف لعقدين مع شركتين متخصصتين لدراسة الخصخصة من جميع جوانبه إلا تأكيد على جدوى العمل والدراسة التي قدمت من قبل لجنة خصخصة الأندية السعودية برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد وبقية أعضاء اللجنة، فمن المؤكد أن النتائج ستكون جيدة وعلى مستوى الآمال والتطلعات فيجب على الجميع عدم الاستعجال في إصدار الأحكام وأن لا نستعجل كذلك في إقراره حتى يتم دراسة الخصخصة من جميع جوانبها والتي يتوقع أن تكون إيجابية وتسهم في حل الكثير من المعضلات المادية التي تعانيها الأندية السعودية. الحمادي: فشلنا في الأسهل فكيف بالأصعب وذكر الإعلامي صالح الحمادي أن الاحتراف لا يتوقف على المادة والاحتراف الذي هو أول خطوات الخصخصة ليس قائما على المادة فقط بل هو أمانة وسلوك وتعامل مع المهنة فأي شيء في الحياة يكون قائما على المادة سيغيب الأخلاقيات التي يتوجب علينا مراعاتها كمسلمين، فمن هنا لست متفائلا بالترتيبات المعمول بها الآن في طريق الخصخصة، ومن المؤسف بحق أن الأندية الرياضية واللجنة الأولمبية والرئاسة العامة لرعاية الشباب تطالب بالمادة وترجع إخفاقاتها إليها مع أن كل ذلك لم يتوفر في وقت مضى حينما كانت الإدارة يقودها شخص فذ بقامة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله الذي أثبت أن حسن الإدارة أهم من المال فتحققت نتائج أشاد بها القاصي والداني. النويصر: المشاركة الفاعلة ستعجل بالانطلاقة وعلى العكس من ذلك طمأن رئيس رابطة الأندية السعودية وعضو لجنة خصخصة الأندية السعودية محمد النويصر الجميع على سير عمل اللجنة التي يرأسها الأمير عبدالله بن مساعد التي وضعت صالح الأندية السعودية ومستقبلها في مقدمة اهتماماتها، مضيفا: ذكر سموه في أكثر من مناسبة أن نجاح مشروع خصخصة الأندية السعودية يتوقف ويعتمد على عدة جهات نتطلع منها المشاركة الفاعلة لإنجاحه والوصول به لمستوى تطلعات الرياضيين وبالطبع كلنا بانتظار اكتمال الدراسات وخروج الموضوع إلى حيز التنفيذ بالإعلان الرسمي من الجهات العليا. ونفى النويصر ما تردد حول عدم توفر البنى التحتية للأندية السعودية لإنجاح الخصخصة قائلا: بفضل الله البنى التحتية في الأندية متوفرة بحسب شهادة الاتحاد الآسيوي من حيث تواجد الأندية الرياضية في كل قرية وهجرة بالإضافة إلي وجود أكثر من 80 ملعبا، فالبنى التحتية متوفرة ولكنها تحتاج إلى تطوير من حيث الخدمات المطلوبة فيها. وحتى حول مشكلة النقل التلفزيوني وما قيل عن أنه سيسهم في تعطيل الخصخصة وأفضلية منح الأندية حق التفاوض لنقل مبارياتها رد قائلا: في كل دول العالم الرابطة هي من يتولى التفاوض بشكل مباشر لنقل مباريات الدوري بينما يتولى الاتحاد التفاوض للمسابقات الأخرى وأعتقد أن السعر المقدم لنقل مباريات الدوري السعودي قليل قياسا بقوته وإثارته والذي أرى بأنه مع التخصيص سيتحول الأمر إلى استثمار تجاري ومن يدفع أكثر هو من سيتمكن من نقل المباريات حسب الأنظمة التجارية، ولكن في الوقت الراهن واصلت الحكومة دعمها اللامحدود لقطاع الرياضة أسوة بغيره من القطاعات التي وجدت الدعم الحكومي. وبعد عرض الأمر على الأمير عبدالله بن مساعد أبدى رضاه وسعادته عن النتائج التي توصلت لها لجنة خصخصة الأندية السعودية التي يرأسها حيث إنها في طريقها لوضع اللمسات الأخيرة قبل صدور القرار: لقد بدأت مؤخرا أعمال الشركات العالمية لإعداد الدراسات النهائية للخصخصة وحقيقة ما زال الوقت مبكرا للإعلان عن أي نتائج أو مرئيات حول دراساتها لخصخصة الأندية الذي بلا شك يعتمد نجاحه على عدة جهات يتطلب منها التعاون والعمل بتناغم من أجل ضمان نجاحه والذي سيدعمه اقتناع الحكومة بهذا المشروع وأعتقد أن الفرص المتاحة تعد جيدة في هذين الأمرين. وأضاف: ما نجده لا يعد معوقات بمعنى الكلمة ولكنها صعوبات يمكن تذليلها وتجاوزها والتغلب عليها بالعمل الجاد والأفكار البناءة من الجميع، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك اقتناع بالمشروع من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولكن كل ذلك تلاشى بعد تولي صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل للرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال دعمه المتواصل واللامحدود لهذا المشروع وتذليله لكافة الصعوبات التي قد تقف في طريق نجاحه، وزاد إذا افترضنا موافقة الدولة على هذا المشروع فإن الأمر يحتاج من عامين إلى ثلاثة أعوام ليكتمل ويرى النور. أبو راشد: ترفع للمقام السامي وبطرح الموضوع برمته على المحامي خالد أبو راشد للوقوف على النواحي القانونية المتعلقة بالخصخصة والصيغة النهائية التي يمكن أن يخرج بها القرار المنتظر قال: من ناحية الإجراءات القانونية فبعد إعداد الدراسات الكاملة لهذا المشروع يتم رفعه للرئيس العام لرعاية الشباب الذي يقوم بدوره برفع توصياته لخادم الحرمين الشريفين الذي في حالة قبوله حفظه الله لذلك، سيصدر مرسوما ملكيا يقضي بإقرار خصخصة الأندية السعودية أو سيقوم بإحالة المشروع بداية لمجلس الشورى لدراسته وعند إقراره بشكل نهائي يتم إعادته لمجلس الوزراء لإصدار القرار. وهذه الإجراءات الخاصة لإقرار خصخصة الأندية الرياضية السعودية، قال أبو راشد: سيكون التعامل حولها كنظام الشركات المساهمة تحت إدارة نظام مالي وإداري معروف ومحدد قائم على الربح والخسارة بحيث يكون لكل مساهم أسهم بحسب ما يدفعه وعليه الانتظار لآخر العام للنظر في ربحية أسهمه أو خسارتها. كما أن عوائق الخصخصة ليست عائدة للإجراءات القانونية ولكن العائق الحقيقي هو الآلية المالية الخاصة بالأندية: لن يكون للإجراءات القانونية دورها المؤثر في إعاقة الخصخصة متى ما تمت بنظام مالي وإداري ولكن العائق الحقيقي هو الآلية المادية للأندية التي تحقق العوائد الربحية المادية التي تغري بالمساهمة بها، فلن يساهم شخص في منشأة تعد خاسرة فبعد تحقيق الربحية يكون التخصيص، فلا بد من تنويع مصادر دخل الأندية الرياضية للوصول بها للاستقلال الذاتي على غرار شركتي الكهرباء والاتصالات وبعده تكون الخصخصة، وهذا لن يحدث إلا بسن أنظمة وقوانين تساعد الأندية على الاستثمار الحقيقي وبشكل أكبر في كافة القطاعات من خلال استغلال منشآتها وشراء العقارات وكذلك مشاركتها الفاعلة مع الشركات الأخرى للوصول بها إلى الاستقلال المادي الذاتي الذي يؤهل لخصخصتها.