عبدالله غريب: صحافة الإنترنت احتكرت سرعة الخبر ولكنها نشرته "مشوهاً" حسين الحمد: سقف الحرية في الصحف الورقية قد يكون سبباً في اندثارها ذات الخبر الصحافة الورقية مستمرة ما استمرت الصحافة، أما الإلكترونية فهي أحد إفرازات التطور التقني وليست منافساً جاء ليقصي وسيلة إعلامية قائمة، هذا ما ذهب إليه أغلب ضيوف المقهى الثقافي المصاحب لفعاليات معرض الكتاب في الجلسة التي استضافها مقر النشاط مساء أمس (الاثنين) في فندق "مداريم كراون" وأدارها حازم السند بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي. الكاتبة سكينة المشيخص اعتبرت أن الصحف الورقية انتهت بظهور الفضائيات التي تنقل الحدث مباشرة وهو ما يفرض على الكاتب الصحفي تغيير معالجته للأحداث تجنباً لطرح موضوع يصبح قديماً خلال ساعات فقط، فيما اختلف معها الإعلامي طارق الحمراني الذي أكد أن الصحافة الورقية لها تاريخ ممتد في العالم لأكثر من مائة عام وأن الحديث عن إلغاء هذا التاريخ في يوم وليلة يبدو كلاماً غير منطقي، وهي رؤية لا يختلف معها كلياً أحمد المسيند المتخصص في الإعلام الجديد، حيث يرى أن جماهيرية هذا المجال نتجت عن عوامل مهمة موجودة فيه وهي التفاعلية بين المستخدمين والمرونة في التلقي وسقف الحرية والمتابعة الآنية، معتبراً أن الصحفي لم يعد هو المعني الوحيد بصناعة الخبر. من جانبه قال عبدالله غريب نائب رئيس النادي الأدبي في الباحة: "إن الصحف الإلكترونية ليست امتداداً للورقية كما يردد الكثير، ولا أرى إعلام يمكن وصفه بالبديل، الورقية قائمة ولن تقوم مقامها وسيلة أخرى حتى مع المتغيرات التقنية والإعلامية، فهي لها أهدافها كما أن للإلكترونية أهدافها، صحيح أن هذه الأخيرة احتكرت سرعة الخبر لكنها في الوقت نفسه نشرته بشكل مشوه". في حين اعتبر حسين الحمد أن انخفاض سقف الحرية في الصحف الورقية قد يكون سبباً في اندثارها في مقابل صعود الصحافة الإلكترونية، وهي القناعة نفسها التي ينظر إليها مساعد الثبيتي من الطائف بشكل مغاير فيقول: "الصحف الإلكترونية تنشر محتواها دون معايير مهنية ولا تجد التدقيق نفسه الذي تطبقه الصحف الورقية التي باتت قرينة بالرصانة والتوثيق من المصدر فيما ارتبطت نظيرتها الإلكترونية بغياب المصداقية وضبابية المعلومة". في السياق ذاته لا يختلف الأديب عقيل الغامدي كثيراً فقد انتقد ما وصفه باللغة المحطمة في الصحف الإلكترونية، فيما رأى المسرحي نايف البقمي أن أسماء الكُتاب في الصحف الإلكترونية أو الموضوعات المطروحة فيها نجحت في البقاء في الذاكرة الإعلامية بل أن بعض هذه الصحف التي تملك إمكانات مادية جيدة لم تستطع اجتذاب أسماء صحفية بارزة إلى طاقمها التحريري. تجدر الإشارة إلى أن "المقهى الثقافي" يشهد حراكاً ثقافياً حول موضوعات مهمة ومتعلقة بالشأن الثقافي، ويشرف عليه الشاعر والإعلامي الأستاذ محمد عابس رئيس اللجنة الإعلامية لمعرض الرياض الدولي للكتاب.