ذهب ضيوف المقهى الثقافي في معرض الكتاب الدولي في الرياض البارحة، إلى أن الصحافة الورقية مستمرة ولن تزيحها الصحافة الإلكترونية، التي اعتبروها إفرازات التطور التقني ولن تكون منافسة أو مزيحة لأية وسيلة إعلامية قائمة. الندوة الثقافية التي أدارها حازم السند، شاركت فيها الكاتبة سكينة المشيخص، وطارق الحمراني، وأحمد المسيند، وعبدالله غريب، وحسين الحمد، ومساعد الثبيتي، عقيل الغامدي، نايف البقمي. وأوضحت المشيخص أن الصحف الورقية انتهت بظهور الفضائيات التي تنقل الحدث مباشرة، وهو ما يفرض على الكاتب الصحفي تغيير معالجته للأحداث تجنبا لطرح موضوع يصبح قديما خلال ساعات فقط، فيما اختلف معها الحمراني الذي أكد أن الصحافة الورقية لها تاريخ ممتد في العالم لأكثر من مائة عام، وأن الحديث عن إلغاء هذا التاريخ في يوم وليلة يبدو كلاما غير منطقي، وهي رؤية لا يختلف معها المسيند المتخصص في الإعلام الجديد، حيث يرى أن جماهيرية هذا المجال نتجت عن عوامل مهمة موجودة فيه وهي التفاعلية بين المستخدمين والمرونة في التلقي وسقف الحرية والمتابعة الآنية، معتبرا أن الصحفي لم يعد هو المعني الوحيد بصناعة الخبر. أما عبدالله غريب، فأوضح أن الصحف الإلكترونية ليست امتدادا للورقية كما يردد الكثير، ولا يرى أن أي إعلام يمكن وصفه بالبديل، مشيرا إلى أن الصحافة الورقية قائمة ولن تقوم مقامها وسيلة أخرى حتى مع المتغيرات التقنية والإعلامية. لكن حسين الحمد رأى أن انخفاض سقف الحرية في الصحف الورقية قد يكون سببا في اندثارها في مقابل صعود الصحافة الإلكترونية، وهي القناعة نفسها التي ينظر إليها مساعد الثبيتي بشكل مغاير، فيقول: «الصحف الإلكترونية تنشر محتواها دون معايير مهنية ولا تجد التدقيق نفسه الذي تطبقه الصحف الورقية التي باتت قرينة الرصانة والتوثيق من المصدر، فيما ارتبطت نظيرتها الإلكترونية بغياب المصداقية وضبابية المعلومة».