الصحافة الإلكترونية أثبتت نفسها بجدارة، ولكنها لن تقضي على الصحافة الورقية، وهو ما يوضحه المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع، حيث يبين أن «الصحافة الإلكترونية سوف يكون لها تاريخ لسهولة استخدامها وقلة تكلفتها وتوفرها في أي وقت، ولها مساحة أكبر من الحرية». الهزاع يؤكد في حديثه ل «عكاظ» أن نظام النشر الالكتروني الجديد داعم ومحرك للصحافة الإلكترونية، مشيرا إلى احتمال اتساع رقعة الصحافة الإلكترونية في مواقع «فيس بوك» و«تويتر» وغيرها، ومبينا أن من يعمل في الصحافة الورقية أو الإلكترونية هو المسؤول عن مصداقية الخبر الذي ينشره. البعض يرى أن الصحافة الإلكترونية لن تلغي الصحافة الورقية، وكما يشير الباحث عبدالله وافية أن الدراسات التحليلية تنبأت بسقوط الصحافة الورقية أمام الإلكترونية عام 2018م. ويرى وافية أن الصحافة الإلكترونية ستقضي تماما على الورقية، وأن الإعلام الجديد متجدد على الدوام ومواكب للحدث أسرع من الورقي، مشيرا إلى أن مصداقية الخبر أعلى في الورقية، ولكن الإلكترونية تتمتع بتحررها من الرقابة والقيود وتنقل الإشاعات. كما أن الأكاديمي والكاتب الدكتور أنمار مطاوع يرى أن الصحافة الإلكترونية لن تقضي على الورقية، ولكنه يوضح أنها بدأت تؤثر عليها، ولكل منها طرحه المختلف. وقال مطاوع معقبا: «توقع الناس في بداية الأمر عندما ظهرت الإذاعة أنها ستقضي على الصحف، ولم تستطع لأن لكل منهما طابعا وسمات خاصة، وعندما جاء التلفزيون ظن الناس أنه سيقضي على الإذاعة، وكذلك لما جاء الانترنت»، مشيرا إلى أن ذلك كله لن يلغي الصحافة الورقية لأن لها الجزء الأكبر من الكعكة تتقاسمها مع الصحافة الإلكترونية. ورأى أن الصحافة الورقية تعمل بشكل مستمر على تطوير ذاتها، مثل صحيفة «عكاظ» التي أصبح لها «باركود» وهي نقلة نوعية جديدة في عالم الصحافة العربية. ويؤكد مطاوع ما تطرق إليه من سبقه في أن الصحافة الورقية تتمتع بمصداقية عالية لا توجد في الإلكترونية، مع سهولة تغيير الخبر في الإلكترونية ولها مساحة أكبر من حيث الحرية، وجاء نظام المطبوعات ليحميها ويساندها. أما رئيس تحرير صحيفة أنحاء الإلكترونية حسن الحارثي فيوضح أن الصحافة الإلكترونية لن تقضي على الورقية، مؤكدا أن الورقية بدأت مواكبة العمل الالكتروني بشكل تدريجي بإنشاء مواقع على الانترنت، ومع ذلك فإن الورقية الأعلى مصداقية. ويضيف الحارثي «المواطن أصبح هو الصحفي يشارك في صناعة الحدث، وأنظمة النشر الجديد متاحة للجميع، كما أنه من الصعب وضع ذلك الكم الهائل من البيانات على الصحف الورقية»، متوقعا مستقبلا زاهرا للصحافة الإلكترونية. من جانبها، تؤكد الصحافية رندا البدوي أن الصحافة الإلكترونية لن تلغي الصحافة الورقية، وترى أن تشدد الرقابة على الصحافة الإلكترونية خاصة بعد نظام النشر الالكتروني الجديد. وتطرقت إلى بعض الفروقات بين الصحافة الإلكترونية والورقية المحلية، مشيرة إلى أن الإلكترونية غالبا تخصص للأخبار الحديثة وسريعة النشر لها، أما الورقية فغالبا تتمتع بتفاصيل أدق وأعمق للحدث، وتنقل أيضا الحوادث على المستوى الملحي التي ربما لا تتطرق لها الإلكترونية. ومع تأكيد المدون خالد فلاته أن الصحف الورقية هي الأساس التي تهتم بمصدر وصحة أي خبر ولها المصداقية الأعلى، متفقا بذلك مع عبدالله وافيه، ولكنه يوضح أن الإلكترونية تتيح للجميع المشاركة في إبداء الرأي والتعليقات في أي موضوع يطرح. وتذهب رئيسة تحرير صحيفة التميز الإلكترونية عائشة فلاتة إلى ما ذهب إليه عبدالله وافية وخالد فلاتة في أن الخبر يكون طازجا في الصحافة الإلكترونية، وقد يتناوله المتصفح في بيته أو مكتبه أو من هاتفه المحمول، ولكنها تؤكد أن «ميزة الصحف الإلكترونية أكثر تلافيا للخطأ وتستطيع تعديله في وقت أسرع، بعكس الورقية فإنها لطبعة أخرى أو يوم آخر لتصحيح الخطأ، مع الميزة التي تجمعهما وهي المصداقية»، ولكن الإلكترونية تنقصها بعض الكوادر الصحفية. وتؤكد فلاتة أن الصحافة الإلكترونية أصبحت الرائدة في مجال النشر الصحفي، ولكنها تتراجع بتوضيحها أنها تستمد قوتها من بعض الصحف الورقية أو من بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر. توافقها الصحافية إيمان السالم (صحيفة الحياة) في أن الصحافة الإلكترونية تستمد قوتها من الصحافة الورقية، ومع ذلك ترى أن الإلكترونية تغطي على الورقية في بعض الأحيان، ومع ذلك فإنها تؤكد أن الورقية الأكثر انتشارا، مشيرة إلى أن «الشخص الذي يقلب الصحفية الورقية في الصباح الباكر يتذوق متعة وطعم الصحافة، وخاصة عند كبار السن الذين يتذوقون الورقية، ولكن مستخدمي الانترنت قد يستغنون عن الصحافة الورقية لسهولة الإلكترونية وتوفرها في أي وقت يشاءون». وعلى صعيد متصل، يرى رئيس قسم المنوعات في صحيفة الحياة عادل العيسى أن الصحافة الإلكترونية لن تلغي الأسلوب الصحافي في الورقية، مشيرا إلى أن الصحافة الإلكترونية الرسمية لا تتأثر بمواقع النشر الجديد، أما من ناحية المصداقية فإن الورقية أقوى لأنها تتمتع بمهنية أقوى، وأن الخبر الالكتروني قد لا يحمل تفاصيل أشمل مثل الخبر الورقي. ويشير مقدم برامج هاشم الفايدي (قناة الرسالة) إلى أن الصحافة الورقية لها حرفيتها عن الصحافة الإلكترونية، موضحا أن الثانية تقوم على مجهودات فردية، ولكنها قليلة السلبيات مقارنة بالورقية التي تعد الأكثر شمولا، ولكنه يرى أن تعدد الصحافة الإلكترونية دليل نجاحها وهو أمر لا يهدد الورقية التي لها وزنها وأهميتها ومعجبوها وكثرة قرائها. المدون محمد بابكير كان له رأي آخر، في أن الصحافتين لا يمكن لأحد الاستغناء عن أي منهما، مع أن الإلكترونية الأسرع في نقل الخبر حين وقوعه، فمثلا في الأحداث الرياضية المسائية فإن الورقية تضطر لتأخير طبعتها أما الإلكترونية فإنها تبث نتائج المباريات أولا بأول. ويؤكد أن الصعوبة السابقة في استخدام الانترنت ليست موجودة حاليا مع وجود أجهزة الحاسب الآلي في المكتب والمنزل والهاتف المحمول في أي مكان، موضحا أن البلاك بيري والأي فون والأي باد ساهمت في انتشار الصحافة الإلكترونية بشكل أوسع، لكنه يرى أن البعض يعتبر أن الصحافة الورقية من التراث، خاصة كبار السن الذين لا يريدون الدخول على الإنترنت وتقليب الصفحات الإلكترونية.