في ملتقى الإعلاميين السنوي الذي أُقيم يوم الأحد الماضي بغرفة المنطقة الشرقية، لفت نظري أمران أحدهما داخل قاعة الملتقى، والأمر الآخر كان في كيفية التغطية الصحفية للمؤتمر، والتي نُشرت في اليوم التالي. في المؤتمر حاول مدير الحوار مجاملة الضيوف عن طريق انتقاء أشخاص بعينهم لطرح الأسئلة على وزير الثقافة والإعلام وعلى رئيس هيئة الصحفيين، وقد تعمد تجاهل مَن لا يعرفهم أو مَن يعرف أن أسئلتهم لن تكون تقليدية. هذا التوجه نتجت عنه حالة ظهرت على سطح اللقاء وأحرجت مدير الحوار ومنظمي الملتقى، وحالة لم تظهر على السطح لكنها أعطت انطباعا سلبيا عن الملتقى. ما ظهر على السطح عندما ضاقت بالزميل خالد المطيويع من صحيفة (اليوم) الانتقائية التي مارسها مدير الحوار الزميل قصي البدران، فأخذ اللاقط، وكبس عليه عنوة قائلاً: أرجو أن نعطى فرصة للحديث وطرح الاسئلة بكل حرية، فحاول البدران إيقافه إلا أن المطيويع واصل حديثه، قائلا "لا نريد استبدادا ومن حقنا أن نسأل".. عندها استسلم البدران للسؤال الموجّه للسديري وكان سؤال المطيويع هو السؤال الوحيد البعيد عن المجاملة، وكان يحمل روح الصراحة حيث تطرق فيه إلى سبب تجاهل المتعاونين وعدم إعطائهم حقوقهم داخل هيئة الصحفيين ومنها حق الانتخاب، الإجابة التي أتته من السديري كانت "سبق وأن تكلمت في الموضوع" لينسحب المطيويع من جلسة الحوار، في إشارة إلى أن جلسة الحوار معدوم فيها الحوار!!
الحالة التي لم تظهر على سطح اللقاء وتداولها الصحفيون الشباب أنه - وكالعادة - في أي جلسة حوار ونقاش تعطى الفرصة للمعروفين من رؤساء التحرير والكتاب للمداخلات وطرح الأسئلة ويتم تجاهل الصحفيين الشباب الذين تعبت أيديهم وهي تعطي إشارات الاستجداء للقبول بهم محاورين، وقد همس أحدهم قائلا "هؤلاء الكتاب ورؤساء التحرير لديهم مساحات كبيرة في صحفهم لطرح الكثير مما يدور في دواخلهم ويمكن لهم مناقشتها مرة ومرتين وثلاثا وأكثر، ولكن نحن بالكاد نجد مثل هذه المناسبات لنتحاور مع الوزير أو رئيس هيئة الصحفيين، ولكن للأسف لا نعطى فرصة لنمارس شيئا من حقنا".
الملاحظة الثانية أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة تطرق في كلمته في الملتقى لواقع الصحافة الإلكترونية وأثنى عليها كأداة من أدوات الإعلام الجديد، وأنها سحبت كثيرا من صلاحيات رؤساء تحرير الصحف الورقية، لكنه اشتكى من عشوائية هذه الصحف وجهل الوزارة بمن يعمل بها ويقف وراءها وقد احتفت الصحف الإلكترونية بحديث الوزير عنها وتزكيته لها ونشرت تصريحات الوزير قبل أن يخرج من قاعة الملتقى، بل بعضها مثل الزميلة (سبق) بثت الخبر على جوالها. ولم تغفل الصحف الإلكترونية السلبيات التي ذكرها الوزير عنها، لكن اللافت أن الصحف الورقية، باستثناء صحيفة (الحياة)، أبرزت في عناوينها الجانب السلبي الذي ذكره الوزير عن الصحافة الإلكترونية وتجاهلت بشكل متعمّد وواضح الجانب الذي أثنى فيه الوزير على الصحافة الإلكترونية والدور الذي فرضته على الساحة وأدّى إلى تقويض صلاحيات رؤساء تحرير الصحف الورقية، وأن كثيرا من الأخبار بتنا نستقيها من الصحافة الإلكترونية والوسائط الجديدة، حسب تعبير الوزير. العجيب والغريب في الأمر أن بعض رؤساء تحرير الصحف الورقية، وعلى رأسهم رئيس تحرير صحيفة (الرياض) رئيس هيئة الصحفيين، دائما يشكو من عدم مصداقية الصحف الإلكترونية .. وأنا أقول هنا: وهل هذه الانتقائية مارستها (الرياض) في نشر السلبيات التي ذكرها الوزير عن الصحف الإلكترونية وتجاهل ما ذكره عن إيجابياتها يصب في خانة المصداقية الموضوعية أم أن (الرياض الورقية) وقعت في الخطأ نفسه الذي يتهم به السديري الصحف الإلكترونية؟ (تركي العبد الحي)