حاصر خمسة مهاجمين من حركة طالبان مبنى المجلس الثقافي البريطاني في العاصمة الافغانية يوم الجمعة وقتلوا تسعة أشخاص على الاقل خلال هجوم دام ساعات في الذكرى 92 لاستقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني. وقالت الشرطة ان مهاجما انتحاريا في سيارة فجر نفسه أمام بوابة المجلس الثقافي البريطاني في كابول قبل الفجر وبعد دقائق انفجرت سيارة اخرى محملة بالمتفجرات في حين اقتحم اربعة مهاجمين بينهم ثلاثة يرتدون الملابس التقليدية للسيدات الافغانيات المبنى. وأحاط عشرات من أفراد القوات الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي بالمجمع الذي تناثرت فيه قطع الحطام الخشبية والمعدنية بينما حلقت طائرتان هليكوبتر فوقه في الوقت الذي استمر فيه القتال لثماني ساعات على الاقل تخلله سماع ثمانية انفجارات. وقبل نهاية القتال تحصن اخر المهاجمين الاربعة الذين قاتلوا في المجمع داخل قبو واق من الرصاص بالمبنى المدمر. وقالت السلطات انه ليس أمامها سوى خيار واحد وهو تفجيره. وسمع شاهد من رويترز صوت انفجارين كبيرين الواحد تلو الاخر قرب نهاية الحصار في حوالي الساعة الواحدة مساء بتوقيت كابول (0830 بتوقيت جرينتش). وقال محمد ظاهر رئيس التحقيقات الجنائية بشرطة كابول لرويترز "قتل ثمانية من أفراد الشرطة الوطنية الافغانية وجندي أجنبي." وأضاف أنه لا يمكنه تأكيد جنسية الجندي الاجنبي. وأكدت قوة المساعدة الامنية الدولية التابعة لحلف الاطلسي (ايساف) مقتل جندي أجنبي في الهجوم لكنها لم تحدد جنسيته. وذكر بيان لوزارة الداخلية في وقت لاحق ان 22 شخصا على الاقل اصيبوا في لهجوم على المجلس الثقافي البريطاني الذي تموله الحكومة ويدير برامج ثقافية وتعليم اللغة الانجليزية. والمجلس ليس جزءا من المجمع الرئيسي للسفارة البريطانية في الحي الدبلوماسي في كابول. وقال السفير البريطاني لدى أفغانستان سير وليام باتي في مؤتمر صحفي ان اثنين من المدرسين البريطانيين وجنوب افريقي كانوا داخل المجمع خلال الهجوم ولكن تم انقاذهم في وقت لاحق من قبل وحدة من قوات النخبة الافغانية. وقال "كان هجوما خسيسا وجبانا استهدف الهجوم على المصالح البريطانية لكنه انتهى في نهاية المطاف بمقتل الكثير من الافغان ونحن نأسف لمقتل أفغان." وأضاف ان الهجوم انتهى. وقال قائد شرطة كابول محمد ايوب سالونجي ان أربعة من الشرطة الافغانية وثلاثة من النيباليين الذين يحرسون المجلس البريطاني وأحد عمال النظافة الافغان قتلوا. ولم يكن لديه ايضا اي تفاصيل عن جنسية الجندي الاجنبي القتيل. وأظهرت صورة التقطتها رويترز من الموقع رجلا أبيض يرفعه أشخاص الى محفة وعلى ظهره اثار دماء وجرح في مؤخرة رأسه. وأظهرت صورة ثانية شارة على كتفه اليسرى تحمل صورة علم بريطانيا وزيا يختلف عن ذلك الذي يرتديه حراس الامن بالمكان. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان لرويترز عبر الهاتف من مكان لم يكشف عنه ان الحركة تبعث برسالتين احداهما للحكومة الافغانية والاخرى للحكومة البريطانية. وأضاف "نذكرهم الان بأننا سنصبح مستقلين عن كل الاجانب وبخاصة البريطانيين" مشيرا الى استقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني قبل 92 عاما والذي احتفلت به أفغانستان يوم الجمعة وسط اجراءات امنية مشددة. ولبريطانيا نحو 9500 جندي في أفغانستان وهي ثاني أكبر قوة بعد الولاياتالمتحدة في الحرب التي يخوضها حلف الاطلسي ضد طالبان. وقال المجلس البريطاني انه سيواصل أعماله في أفغانستان رغم الهجوم. وقال مارتن دافيدسون المدير التنفيذي للمجلس للصحفيين في لندن "هذا الهجوم لا يجب ان يمنع ولن يمنع المجلس البريطاني عن ان يقدم للشباب الافغاني الدعم الذي يحتاجونه ليكونوا جزءا من العالم الاوسع." ورفض المتحدث باسم طالبان تحديد عدد المهاجمين المشاركين في الهجوم الذي يجيء بعد شهر من تسليم حلف الاطلسي المسؤولية الامنية الى الافغان في العديد من المناطق في اطار عملية انتقال تدريجية من المقرر ان تكتمل بحلول نهاية 2014 . وتسلمت القوات الافغانية المسؤولية عن مدينة كابول منذ عام 2008 لكن قوات حلف الاطلسي لا تزال تراقب المنطقة بشكل مكثف.