كابول – رويترز، يو بي آي – شن مقاتلون من حركة «طالبان» هجوماً انتحارياً على مبنى المركز الثقافي البريطاني في كابول امس، ما اسفر عن سقوط 13 قتيلاً بينهم 4 مهاجمين، فيما وصفت الحركة الهجوم بأنه تحذير الى لندن. وتزامن ذلك مع احتفال أفغانستان بمرور 92 سنة على الاستقلال عن الحكم البريطاني. وبدأ مقاتلو «طالبان» الهجوم بتفجيرين كبيرين ثم اقتحموا مبنى المجلس واشتبكوا مع قوات الأمن الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي. وسمع دوي ثمانية انفجارات على الأقل. وقال المسؤول في شرطة كابول محمد ظاهر، إن أحد المهاجمين فجر سيارة مفخخة عند البوابة الخارجية للمجمع، ما مكن مهاجمين آخرين من دخوله. وأعقبت التفجير الأول ثلاثة تفجيرات أخرى واندلعت مواجهات بين قوات الأمن والمتمردين. وأدى التفجير الأول إلى مقتل شرطيين اثنين وعاملين اثنين في البلدية. وقال مسؤول في الشرطة إن 6 انتحاريين شاركوا في الهجوم وتم قتل 4 منهم، وأشار إلى أن 9 أشخاص بينهم عناصر أمن قتلوا وأصيب 10 بجروح. وقال مسؤول أمني إن بين القتلى جندياً أجنبياً. وأحاط عشرات من أفراد القوات الأفغانية وقوات حلف الأطلسي بالمجمع الذي تناثرت فيه قطع الحطام الخشبية والمعدنية بينما حلقت طائرتان مروحيتان فوقه. وأكد ناطق باسم السفارة البريطانية في كابول الهجوم على المركز الثقافي البريطاني، مشيراً الى ان القوات الاجنبية «تنسق مع قوات الأمن الأفغانية». وأظهرت صورة لوكالة انباء «رويترز» من الموقع رجلاً أبيض يرفعه أشخاص إلى محفة وعلى ظهره آثار دماء وجرح في مؤخرة رأسه. وأظهرت صورة ثانية شارة على كتفه اليسرى تحمل صورة علم بريطانيا وزيا يختلف عن ذلك الذي يرتديه حراس الأمن بالمكان. وأبدت الشرطة في وقت سابق اعتقادها بوجود أجانب محاصرين داخل المبنى وبأن هناك ما يصل إلى ثلاثة مهاجمين في الداخل. وبحلول الظهر كان لا يزال هناك مهاجم بالداخل. وقال مسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم نشر اسمه: «هناك مهاجم انتحاري حي في قبو المركز الثقافي البريطاني المقاوم للرصاص». واشار مصدر في وزارة الداخلية الى محاولة لقتل آخر مهاجم بالمبنى. وقال ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان»، إن الحركة تبعث من خلال هذا الهجوم برسالتين إحداهما الى الحكومة الأفغانية والأخرى الى الحكومة البريطانية. وأضاف: «نذكرهم الآن بأننا سنصبح مستقلين عن كل الأجانب، وخاصة البريطانيين»، مشيراً إلى استقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني قبل 92 سنة. وأكدت أيضاً قوة «ايساف» التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وقوع انفجارين قرب المجلس البريطاني الذي تموله الدولة ويدير برامج ثقافية وليس جزءاً من المجمع الرئيسي للسفارة البريطانية في الحي الديبلوماسي في كابول. وتم تعزيز إجراءات الأمن في أنحاء العاصمة قبل ذكرى الاستقلال. ولبريطانيا حوالى 9500 جندي في أفغانستان وهي ثاني أكبر قوة بعد الولاياتالمتحدة في الحرب التي يخوضها الحلف الأطلسي ضد «طالبان». ورفض مجاهد تحديد عدد المهاجمين المشاركين في الهجوم الذي يجيء بعد شهر من تسليم الحلف الاطلسي المسؤولية الامنية الى الافغان في العديد من المناطق في اطار عملية انتقال تدريجية من المقرر ان تكتمل بحلول نهاية 2014. من جهة أخرى، قتل جندي بولندي يبلغ من العمر 28 سنة الخميس خلال دورية في افغانستان، كما أعلنت الكتيبة البولندية في هذا البلد، ليرتفع معه الى 29 عدد الجنود البولنديين الذين قتلوا في افغانستان منذ تسعة اشهر. وقتل السرجنت سايمون سيتارتشينسكي بانفجار قنبلة يدوية الصنع في شمال ولاية غزني. وبعد الانفجار، تعرضت الدورية البولندية لاطلاق نار وردت عليها، كما جاء في بيان نشرته وكالة الانباء البولندية. وجرح في الانفجار ايضا جندي بولندي آخر واثنان من الشرطة الافغانية. ونقل الجرحى في مروحية الى المستشفى في القاعدة البولندية في ولاية غزني. وتتولى الكتيبة البولندية الامن في هذه الولاية في اطار قوات الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف). ومع كتيبة من 2600 رجل، تعتبر بولندا التي بدأت بإرسال جنودها الى افغانستان في آذار (مارس) 2002، من كبار المساهمين في «ايساف».