قتل ثمانية اشخاص على الاقل بينهم جندي من القوات الاجنبية في هجوم نفذه انتحاريون استهدفوا المركز الثقافي البريطاني في كابول الجمعة، تزامنا مع عطلة عامة في البلاد بمناسبة استقلال افغانستان عن بريطانيا عام 1919. فقد اقتحم المتشددون طريقهم الى المجمع الذي يضم المركز البريطاني قبيل الفجر بتفجير سيارة مفخخة عند بوابات المركز ومن ثم احداث تفجير اخر. وتمكن اربعة انتحاريين على الاقل من طالبان من الدخول الى المبنى حيث فجروا انفسهم تباعا ما ادى لتصاعد دخان اسود كثيف من البناية بينما انخرطت القوات الاجنبية والافغانية في معارك عنيفة بالرصاص استمرت تسع ساعات. ويعد هذا احدث هجوم ضخم ينفذه المسلحون في كابول ما يعكس هشاشة الوضع الامني في العاصمة مع تأهب القوات القتالية للحلف الاطلسي لاستكمال انسحابها من البلاد بنهاية 2014. ويعد "المجلس البريطاني" مؤسسة رسمية تتلقى بعض تمويلها من الحكومة البريطانية وتسعى لتعزيز العلاقات الثقافية بين بريطانيا وبلدان العالم. واكدت بريطانيا ان ايا من مواطنيها لم يقتل او يصب في الهجوم غير انها قالت ان ثلاثة اشخاص -- وهم مدرستان للغة الانكليزية من بريطانيا وجنوب افريقيا فضلا عن حارسهم البريطاني -- اجبروا على الاختباء في غرفة امنة لساعات بينما تجول المهاجمون في البناية بحثا عن اهداف. وتمكنت وحدة من القوات الافغانية والاجنبية المشتركة من انقاذ الثلاثة في وقت لاحق. ومن جانبه صرح السفير البريطاني في كابول، ويليام بيتي، للصحافيين بالقول "امكن اخراج الموظفين بالمجلس البريطاني الذين كانوا في البناية واحتموا بغرفة امنة اغلب اليوم". وتابع "لقد كان هجوما جبانا خسيسا قصد مهاجمة المصالح البريطانية ولكنه انتهى بمقتل الكثير من الافغان". ومن جانبها قالت القوات الدولية لدعم الامن ايساف ان احد جنودها قتل خلال العملية، دون الكشف عن هويته او المزيد من التفاصيل تماشيا مع السياسة التي تنتهجها. وادان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميون الهجوم "الجبان والمأساوي" قائلا انه لن يوقف "الجهد الحيوي" الذي تبذله بلاده في افغانستان. وشكر كاميرون رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي للدور الذي لعبته القوات النيوزيلندية الخاصة في انهاء الهجوم.