يطلق البعض مصطلح العطلة على أي إجازة يتمتع بها العامل أو الطالب نسبة إلى بقاء الواحد منهم عاطلًا بلا عمل، بإرادته أو بدون إرادته لذلك فإن معظم الطلاب والطالبات ينظرون إلى الإجازة على أنها مجرد فراغ يقضيه في الترفيه عن نفسه بشتى الطرق والوسائل المتاحة له وهذه النظرة يمكن أن تحيل كل الإيجابيات التي رسمتها وزارة التعليم إلى سلبية مضاعفة . فعندما أصدرت قرار الإجازة الحالية في ظل الظروف الصحية الراهنة وتعليق الدراسة بسبب انتشار الوباء المؤسف المؤثر على الأرواح ( كورونا ) ونظرًا لحساسية الوضع الصحي الذي يمر فيه العالم بأسره .فإن التعامل مع الإجازة الحالية من قبل الطلاب والطالبات يجب أن لا يكون من منطلق أنها الفرصة الذهبية النادرة أو الوحيدة المتاحة لقضاء الأوقات في السهر واللعب لأن ذلك سيؤدي بهم إلى دروب وعرة خاصة وأن العام الدراسي لم ينته بعد والمناهج لم تكتمل والدرجات لم يتم غلقها فنحن مقبلون على فراغ لا نعلم متى وكيف سينتهي فالأمر ما زال غامضًا كغموض فيروس كورونا . وهنا لنا وقفتين مع قرار وزارة التعليم في تعليق الدراسة حتى إشعار آخر فالوقفة الأولى تنبثق من واقع الطلاب قبل صدور قرار وزارة التعليم فمعظمهم يقضي وقته من بعد الخروج من المدرسة في النوم حتى المساء ومتى ما استيقظ تجاذبت عقله ألعاب الفيديو ومطالعة الهواتف النقالة والتنقل بين وسائل التواصل المختلفة والسهر لساعات متأخرة من الليل دون استغلال الأوقات فيما يعود عليهم بالنفع في حياتهم الشخصية أو العلمية فأهدار الوقت وعدم استغلاله أصبح سمة من سمات الكثير منهم فقل العطاء وتدنت نسب الطلاب في الكثير من المواد الدراسية وخاصة العلمية منها !! والوقفة الثانية تنبثق من خلال تصور ما سيكون عليه حال الطلبة بعد أن دخلنا فعليًا في الإجازة الكورونية الاستثنائية وصدور قرار وزارة التعليم باستكمال المناهج مع الطلاب والطالبات عن طريق التعليم عن بعد من خلال منصة التعليم وقنوات عين الفضائية دون الحاجة إلى الذهاب للمدرسة والتواجد فيها في ظل الظروف الصحية الراهنة. والأسئلة التي تطرح نفسها هنا : هل طلابنا وأسرهم سيدركون حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم؟! وهل شركات الاتصالات ستستوعب الكم الهائل من الدخول إلى رسفيرات منصة التعليم ؟! فقد عانينا ومن خلال تجارب سابقة مع برنامج نور في عدم تمكنه من استيعاب الضغط الكبير عليه في أوقات نتائج الطلاب وعند تسجيلهم في المرحلة الابتدائية ، وهل فكرنا في حلول للطلاب الذين لا يملكون أي أجهزة أو ليس لديهم شبكات إنترنت ؟! أما أخذ الدروس عن طريق قنوات عين فالكل يعلم ويدرك أنها لا تعمل إلا على ترددات القمر عربسات لذلك قد لا تخدم المنهج بالشكل الذي تريده الوزارة فشريحة كبيرة من المواطنين ليس لديهم استقبال لبث القمر عربسات في منازلهم وفاقد الشيء لا يعطيه. ومن منطلق الخوف على مستقبل شباب الوطن فإن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الكورونية التي لم تكن في الحسبان يومًا ما يكمن في تقديم الاختبارات والاكتفاء في هذا العام بما تم شرحه خلال المدة التي انقضت من الفصل الدراسي الثاني داعين الله عز وجل أن يرفع الغمة عن الأمة وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وبلاء .