ما بين ليلة وضحاها تمنت أمهات رؤية أبنائهن جثثا.. بعدما عز عليهن رؤيتهم أحياء في البلاد التي مضوا إليها تحت مختلف الذرائع. أمهات تحدثن بحرقة حرقة من تعب سنين طويلة على تربيتهم وسهرن الليالي على راحتهم من أجل أن يجدونهم بين أيديهن عندما يكبرن ويهتمون بهن في ضعفهن وكبر سنهن ليأتي من يغرر بهم تحت حجج واهية ليكونوا ضحايا لأفكارهم الهدامة وأعمالهم التي تنافي العقل والمنطق. بكاء أم الأيتام تقول والدة (ع، م) بحسب ما ذكرت صحيفة عكاظ توفي والد أبنائي وهم صغار وابني أكبرهم يسيّر شؤون الأسرة رغم صغر سنه إذ تحمل المسؤولية واهتم بإخوانه وأخواته، حتى كبروا وتزوج منهم من تزوج وعند وفاة زوجي كنا في مدينة جدة وانتقلنا للطائف عند إخوتي كي يساعدونني في تربية أيتامي. ابني المتوفى كان يتحدث لي عن رفاقه من أسماهم بالملتزمين وكنت أفخر بتربيتي له رغم الفقر. كان يقول لي إنه سيسافر لهداية الجاليات غير المسلمة وفرحت بهذه الصحبة حتى اتصل بي صديقه المقرب الذي كان يزوره دوما بالمنزل. لا أنسى ذلك اليوم فهو أتعس ايام حياتي أخبرني بخبر مقتله بالعراق..! لا أصدق تواصل الأم المكلومة، وأخيرا وصلها مقطع لابنها يحمل أسلحة وقنابل داخل سيارة ويذكرون بأنه قام بعملية انتحارية .. (ابني الرحيم علي وعلى أخواته يحمل أسلحة أو يقتل آمنين بصراحة كنت وقتها أود مشاهدة جثته لأصدق أنه مات وأنه ذهب للأبد). تضيف الأم، أن نجلها ذهب دون مشورتها ولم يتذكر ان الجنة تحت أقدام الأمهات (أنا كنت جاهلة بما يقوم به ابني وأدعو كل أم أن لا تنشغل عن ابنها وأن تكون له رفيقة وأن تفهمه بما يحدث حوله فلا أصعب من انتظار اتصال عن ابن ميت). أخي خسر رضى أمي المقيمة السودانية آمنة. شقيقها غرر به أيضا في العراق فتقول: ولدنا بهذا البلد ونعمنا بخيراته وكان أخي الأصغر طائشا ككل الأبناء في سنه يسهر يتأخر خارج المنزل يترك الصلوات وفجأة تغيرت حالته يتشدد في كل شيء حتى شكك في عقيدتنا وتحول من التفريط في الدين إلى مغال متشدد في تصرفاته وأحكامه وصارح أمي برغبته في السفر إلى العراق وفشلت الأسرة في إثنائه وبعد أعوام زارنا صديقه وذكر أنه فور الوصول لسوريا؛ قبل الأحداث التي وقعت بها؛ عاملهم مجموعة أسماها مجرمون بقسوة وغلظة واتخذوهم دروعا بشرية وتوفي في العراق. وأضافت آمنة «أخي فقد رضى أمي عليه بسبب سفره دون إذن أو رضى منها».