ياللمفارقة العجيبة: ففيما يوافق (اليوم الأربعاء) يوم الأم، أقدم ابن عاق (الأربعاء الماضي) في الجبيل، على قتل أمه خنقا وفصل رأسها عن جسدها، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها مجتمعنا في الآونة الأخيرة، ولذلك يأتي هذا اليوم لتذكير الغافلين بمكانة الأم في صميم حياتنا الأسرية والعائلية والاجتماعية، بل وفي ضمير الإنسانية حيث كرمها القرآن الكريم: «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين»، وحكاية الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحق الناس بحسن صحابته، فقال صلى الله عليه وسلم «أمك» ثلاث مرات، وفي الرابعة قال: «أبوك». وكذا حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات» أو مثل ما قال حافظ إبراهيم: «الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق»، وغيرها من الأدبيات الكثيرة التي أصلت لمكانة الأم. «كانت صرخة مولدي ترفض الكون لأخلد في جنة رحمك، أمي إن كان لي وطن يحميني معترك الحياة الدنيا فهو ذاك (الرحم) يا غالية، أمي أنت رفيقة دربي وسنيني، يا أغلى من نور عيني، أقول أحبك يا أمي لو كانت ترويني حضناً يزخر بالعز، يا تاجاً فوق جبيني». «عكاظ» التقت عددا من النخب النسائية وسيدات الأعمال، للحديث عن المضامين التي ينطوي عليها مثل هكذا يوم يتعلق بالأم في حياتهن . الأميرة البندري: فضلها لا ينتهي الأميرة البندري بنت عبدالله بن محمد المقرن المشاري آل سعود مستشارة نائب التربية والتعليم سابقا تحدثت عن والدتها بكل الحب قائلة «فضل أمي علي لا ينتهي فكل ما وصلت إليه يرجع الفضل فيه بعد الله إليها فقد كانت الداعم لنا في جميع مراحل حياتنا حيث كنت وإخوتي من أولوياتها في الحياة حتى بعد أن تزوجنا أذكر أني كنت في المرحلة الجامعية وانتابني مرض وكان يومها عندي اختبار فحاولت أن أتغيب فما كان منها إلا أن أصرت أن أذهب ولم تترك لي فرصة للرفض وعند عودتي من الامتحان دخلت وقبلت رأسها يرحمها الله وقلت لها شكرا لك على أن أعنتيني على نفسي فلولاك ما أديت الامتحان، ولم يتوقف دعمها لنا حتى بعد الزواج وإكمال الدراسة، ويوم حصولي على شهادة الدكتوراة، لا أنسى نصيحتها لي حيث قالت (قومي بواجبها) كانت يرحمها الله تحثنا دائما على واجبنا نحو وطننا وتطالبنا بالولاء له. وتضيف البندري لا شك أن تربية أمي انعكست على تربيتي لبناتي فأخذت جوانب كثيرة من أسلوبها في التربية». فتيحي: تاج عز على رؤوسنا وتنوه رئيسة مرشدات المملكة وسيدة الأعمال مها أحمد فتيحي بدور الأم «الأم مدرسة بل جامعة بل وطن تنمو النفس في حناياه، تتربى في ربوعه، وتعيش فيه طموحها، جموحها، نجاحها، إخفاقها وإنجازها، تتعلم فيه كيف يتجسد الحب كلاما وفعلا وموقفا، فكل حياتي وأيامي لأمي، عند قدميها جنتي وفي رضاها رضا ربي، علمتني أمي أن الصدق في المقال وفي الحال أقرب إلى الإخلاص، علمتني أمي أن الصبر دواء مر ولكن الشفاء به يقين، علمتني أمي أن استطعم الحصاد وأنا أغرس البذور وأعتني بها حتى أجنيها، ربما في دنياي أو في آخرتي، علمتني أمي أن للعباد هفوات وسهوات، والستر أعلى مقاما وأكمل أخلاقا، علمتني أمي أن النفس تكبر بعظائم الأمور وتصغر بسفاسفها، علمتني أمي أن العلم نور والجهل ظلام، دمت لي يا حبيبة، دمت لي يا «أم الوليد»، يحفظك الله يا والدة لي ولإخوتي تاج عز على رؤوسنا ووسام فخر على صدورنا، أمي الغالية.. أحبك كثيرا». الشريف: سوف أتصدق على روحها وتروي الدكتورة رجاء الشريف أستاذ مساعد في إدارة الجودة بكلية الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز كانت أمي أكثر الناس تأثيراً في حياتي، تسلحت منها بالخلق والصبر والفكر التجاري والعطاء لأكون أماً بدون ابن لأخواتي وإخوتي والأجيال في الجامعة التي أغرس فيها كل الخير والعلم، وأؤكد أن الأولوية ثم الأولوية في التوفيق في الدنيا لن يأتي إلا برضا الله ثم برضا الوالدين. ياركندي: غرست فينا حب العمل الطوعي ومن جانبها، تروي الدكتورة هانم ياركندي رئيسة جمعية أم القرى بمكة وأستاذ في الجامعة «توفي والدي وعمري 12 عاما وأصغر إخوتي سنتان، سهرت على تربيتنا وأثمرت بنتائج مشرفة فكلنا من فضل الله ثم بفضل تربيتها حصلنا على أعلى الشهادات، وفرت لنا كل شيء لتلقي العلم وغرست فينا حب الوطن ولن ننسى كلماتها: «الوطن أعطاكم الكثير، ووفر لكم التعليم المجاني، علما بأننا كنا في ذلك الوقت نحصل على مكافآت شهرية، وكما أعطاك وطنك يجب ان تكون ابنه بارة له»، كما غرست فينا حب العمل الطوعي حيث التحقت بجمعية اليقظة الخيرية بالطائف في سن صغيرة». أخضر: كانت الداعم الأول لي وتحدثت فوزية أخضر رئيسة جمعية المتقاعدين عن والدتها فهي الأخت والصديقة، وعلى الرغم من عدم تعليمها، كانت مثقفة يرحمها الله، وهي السند الذي كنت أعتمد عليه بعد الله فقد كانت الداعم الأول لي حين أصبحت أما لطفل معاق وأنا ابنة ثماني عشرة سنة استمديت قوتي منها فهي من دعمني وأعانني على تربية ابني حتى أوصلته إلى ما وصل إليه. طاهر: زرعت الحب في قلبي وتقول عضو الغرفة التجارية وسيدة الأعمال نشوى طاهر «لا استطيع الحديث عن أمي زرعت الحب والعطف والحنان في قلبي فأعطيتها لأبني، وهي سبب اندماجي في المجتمع، وأعطتني الحب والحنان والعطف فأهديتها لابني الوحيد. وأضافت لدي نصيحة أقدمها للأمهات في هذا اليوم، وهي التضحية من أجل التعليم، فأنا ابتعدت عن ابني وهو ما زال صغيرا في سن الثالثة عشرة وتركته في أمريكا ليتعلم، وعندما زارني بعد إكمال دراسة البكالوريوس، تفاجأت به رجلا يحمل مؤهلا شاركني في العمل. العكاس: ربت 8 أبناء وتروي الدكتورة منيرة العكاس المشرف العام على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمنطقة مكةالمكرمة «لنورة بنت عبدالعزيز العكاس دور كبير في حياتنا، لقد كانت تقوم بدور الأم والأب، وهي في قمة الحنان والتعاطف معنا، وفي نفس الوقت في قمة الحزم وقت اللزوم. تعاملنا بتوازن دقيق وتحترم شخصياتنا، تعلمت والدتي في الكتاتيب وقرأت القرآن والحديث وتعرف من الإنجليزية مفردات بسيطة وذلك بحكم عمل والدي الذي كان أول مدير عام لأرامكو السعودية وقت ذاك، وبعد وفاته عرفت تدبير أمورها المادية وتحمل نفقاتنا». وتواصل العكاس: أنا فخورة بتربية أمي التي أثرت في إخوتي الرجال الذين تقدموا في دراساتهم واصبح يشار إليهم بالبنان، وأخواتي البنات أصبحن سيدات فاضلات ولديهن حب البحث العلمي. لقد توفي والدي رحمه الله تاركا لها أربع بنات وأربعة أولاد وكنت لحظتها في صف ثاني كلية ومعظم إخوتي في الثانوي والإبتدائي والآن جميعهم تخرجوا وأصبحوا مسؤولين كبارا في مناصب عليا في الدولة، وهذا بفضل الله ثم بفضل والدتي التي ربتهم على المثابرة والاهتمام والتحصيل العلمي الجاد، وهي تعرف متى وقت الحزم وكيف تعاقب المخطئ. وتحدثت الاستشارية الدكتورة سامية العمودي عن أمها قائلة «هي سبب نجاحي وفلاحي فقد كانت تؤمن بالعلم والعطاء إلى أبعد الحدود، وهي وإن لم تكن تحمل شهادة إلا أنها كانت مثقفة تعشق القراءة ومنها تعلمت حب الحرف فقد كانت مدرستي التي تخرجت منها». أبو راس: أتذكر رهبتها أيام الاختبارات وتحدثت رئيسة اللجنة النسائية بجمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو راس عن أمها قائلة «أمي هي حياتي ومنبع العطف وكل ما قدمته في حياتي ومشوار عمري، وبدعمها وبدعواتها وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، أمي «منى» جمعت الأماني في اسمها، وتمنت لي التوفيق، وقفت إلى جانبي وإخوتي أيام الدراسة وأتذكر رهبتها معنا أيام الاختبارات كانت تنام وتصحو معنا وتحثنا على الاجتهاد». المعبي: مصدر تأصيل القيم وعن أمها تقول المحكم الدولي والمستشار التدريبي رباب أحمد المعبي «أمي هي مصدر تأصيل القيم والعادات والتقاليد ونافذة على خبرات الحياة والمحفز على العطاء بدون مقابل، والموجه بطلب المعالي منذ الطفولة، فقد غمرتني بحبها وعطفها». كيال: تحملت مسؤولية تربية أبنائي وتروي مديرة البريد النسائي بمنطقة مكةالمكرمة مرفت كيال أن تحمل المسؤولية وإيجاد التوازن بين حياتي العملية والأسرية هي النصيحة التي غرستها والدتي في دواخلي وبت أجني ثمارها في أسلوب وثقافة تعاملي مع أبنائي، وهي كانت ولا زالت تتحمل من أجلنا الكثير وتذلل الصعاب. عن دور الأم في حياتها، تقول الدكتورة فوزية الصبحي وكيلة الدراسات الجامعية بجامعة طيبة: لأمي دور كبير ومهم في تربيتنا والاهتمام بنا حتى استطعنا أن نصل إلى مستويات عالية من العلم والثقافة، وزرعت بدواخلنا الإيمان بالله ومحبة الآخرين ومساعدتهم، ولا أنسى فضل أمي في تربيتنا والسهر على راحتنا وتوفير كافة سبل الراحة والاستقرار لنا حتى نستطيع أن ننجح في حياتنا. مبارك: سهرت الليالي على راحتنا وقالت ابتسام مبارك الصحافية بجريدة المدينة: علمتني أمي الحب والحنان والتربية الصالحة التي جعلتني أعامل بها أبنائي بعد أن أصبحت أما، وقد شعرت بما كانت تشعر أمي به نحونا من حب وعطف ورعاية، لذلك يجب على جميع الأبناء والبنات الاهتمام بالأمهات ورعايتهن لأنهن بذلن قصارى جهدهن في التربية والتضحية. حقي: صاحبة القلب الرحيم وتقول «مزين حقي» زوية أحمد عبدالغفور عطار يرحمه الله إن القلم ليعجز عن التعبير وليس في وسعي إلا أن أهديها هذه العبارات اللطيفة: إلى صاحبة القلب الرحيم والفؤاد الحي والصدر الدافئ.. إلى من أوصاني ربي بالإحسان إليها وأمرني خالقي بأن أخفض لها جناح الذل من الرحمة.. إلى من قال عنها من لا ينطق عن الهوى إن الجنة تحت أقدامها. حبيب: علمتني ألا أحقد وتقول شهيرة حبيب حسن «أمي رحمها الله لها الفضل في تعليمي التعليم الصحيح علمتني الإسلام وفروضه، علمتني أخلاق الإسلام الصحيح من التسامح والحب وألا أحقد على أحد والنظافة والترتيب، وأهم شيء علمتني أن أجعل لساني دائما لا ينطق إلا بكل ما هو جميل من القول، وجعلتني أفكر بعقلي جيدا قبل أن أتكلم، وهو ما جعلني زوجة دبلومسي ناجح، وقد علمت ابنتي كل ما تعلمته من أمي وهي الآن سيدة مجتمع ناجحة وافتخر بها، حفظك الله يا أمي وحفظ الله لي ابنتي الغالية. أبو بكر: وهبتنا بذرة الحياة وتحدثت الإعلامية والشاعرة ميسون أبو بكر عن يوم الأم قائلة: من الجميل أن يكون هناك يوم يحتفى فيه العالم أجمع بيوم يخصص ل«ست الحبايب»، ولكن في الحقيقة أننا نحتفي بها في كل لحظة وفي كل يوم، فكلما نستنشق الهواء وتشرق الشمس نشعر بقيمتها». القعير: فضلها بلا حدود وتنوه حصة القعير مساعدة مدير تعليم البنات لشؤون تعليم البنات بفضل الأم على الأبناء وتقول إنه بلا حدود، فهي من حملت وأنجبت واحتضنت واعتنت وأنشأت وهذا كله ليس بالأمر الهين. آل عامر: إذا هزت السرير بيمناها وقالت الدكتورة حنان آل عامر كل كلمات الوفاء والتقدير لا تفي أمي حقها فهي سبب لدخولنا الجنة بإذن الله في برها، اسأل الله عز وجل أن يهبني برها فهي التي إذا هزت السرير بيمناها هزت العالم بيسراها. العبس: مصنع الرجال ووصفت الدكتورة مريم العبس الأم بمصنع الرجال ومصنع النساء المبدعات. وتقصر كلمات المدح في حقها، وهي ليست نصف العالم بل العالم كله، وهي من تستحق التكريم مع إشراقة شمس كل يوم.