ظاهرة الاحتطاب ليست مجرد كارثة بيئية أو مخالفة قانونية فحسب لكنها اكبر من ذلك بكثير اذ تمثل كارثة أخلاقية وخيانة وطنية صارخة يمارسها بعض الخارجين عن الأنظمة والأعراف بلا رادع ولا رقيب .فالحطب من وسائل التدفئة التي لا يزال الطلب عليها في ازدياد ,ومن المعروف أن أهالي مدينة الخرج من هواة « شب النار» في منازلهم وبما يعرف (( المشب )) للسمر والسهر على تلك النار حيث لا يحلو السمر إلا بالقرب من النار . كما ان الخرج التي تقع على مشارف أودية فحول فيها الغابات الطبيعية ففي فصل الشتاء يصبح تزايد الطلب على الوقود ولهذا تزدهر تجارة الحطب وترتفع أسعاره الأمر الذي يحفز الكثير من الأهالي على غزو الأودية بسياراتهم ومعداتهم بحثا عن الكسب المادي من وراء الاحتطاب الجائر, حيث انطلق ( الغزاة ) منذ أسابيع في حملات متتالية يقتلعون الأخضر واليابس مخالفين كل الأنظمة والقوانين دون مراعاة لأبسط الحقوق والواجبات الإنسانية وذلك في الحنية والعقيمي وسويس وغيرها . ازعاج وترويع للماشية وعن هذه الكارثة وأضرارها عبر ل الخرج اليوم احد قاطني وادي الحنية شمال الخرج عن معاناته بكل أسى قائلا : هؤلاء أزعجونا وروعوا مواشينا فهم يحتطبون ولا يحترمون أحدا ونحن دائما نتساءل عن كيفية تدخل المسئولين للحد من الاحتطاب وتدمير البيئة بالتصحر علما بأن عملية الاحتطاب غير مرتبطة بوقت معين أو فصل من فصول السنة بل أصبحت مهنة تمارس بشكل شبه يومي يقوم خلالها الحطابون بقطع الأشجار بصورة جائرة تسبب الضرر للبيئة وتقلص الرقعة الخضراء وزيادة وتيرة التصحر في بلادنا عامة من اجل المتاجرة بجذوع وفروع الأشجار بعد تجفيفها وتحويلها إلى حطب فلم يقتصروا على الأشجار الميتة واليابسة بل أصبحوا يعتدون على الأشجار الخضراء وتقطيعها بالمناشير الآلية . رصد المخالفات خلال جولة صحيفة الخرج اليوم الميدانية تم رصد الممارسات التي قد تؤدي مع مرور الزمن إلى تدهور المراعي الطبيعية وإيمانا منها بأهمية التوازن البيئي للكائنات الحية تسلط الضوء على هذه المعضلة وتنقلها للمسئولين في وزارة الزراعة ممثلة في إدارة المراعي والغابات لكي تحد منها حتى لا تتدهور المراعي الطبيعية في مناطق المملكة مشاركة مع دورات الجفاف المتكررة والرعي الجائر الناتج عن زيادة الثروة الحيوانية حيث من المفترض تنظيم الاحتطاب. ومن المعلوم أن مديرية الخرج كلفت مراقبي غابات لكن العدد قليل مقارنة بالمساحات وعدد الأودية لذلك نحن نتمنى أن تبادر مديرية الزراعة بالخرج بتدارك الأمر وتطبيق الأوامر الصادرة بحق المخالفيين بكل حزم كما نأمل منهم مخاطبة وزارة الزراعة بهذا الخصوص لإيجاد أفضل الحلول والوسائل وكذلك طلب وظائف مراقبي غابات أضافية كي تتمكن من السيطرة على هذه الظاهرة وتسلم الغابات من عبث العابثين .