خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه لأنه إذا وصل إلى القلوب أفسدها ويتأكد علينا اجتنابه في كل مكان . إلا هو الحسد هو من الذنوب المهلكات وهو إن يجد الإنسان ضعيف الإيمان في صدره وقلبه ضيقاً وكراهية لنعمة الله أنعمها الله على عبد من عباده حتى إنه ليتمنى زوالها عنه , وحسبك في ذمة وقبح فعله إن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالإستغفار من شره . قال الله تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد ) . فهو داء عظيم من أصيب به تبلد حسه وفتح عينيه على كل صغيرة وكبيرة فلا يهمه إلا زوال الخير عن الغير فلا هو قانع بما قسم الله له ولا هو راض بما قسم الله لغيره،قال صلى الله عليه وسلم (لايجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد) رواه البيهقي وابن حبان. وقد يكثر الحسد بين الأقارب ويقل في غيره! هذه حقيقة. لإن الحسد يكثر بين الناس الذين يجمع بينهم روابط وعلاقات وأيضا معرفة بأحوال بعضهم البعض أكثر من غيرهم فيكون بذلك قد ساهم في أشقاء نفسه من حيث لايعلم . فالمؤمن الحقيقي من يتفكر في نفسه ويحصى النعم التي أنعمها الله عليه في جسمه وماله وصحته ويقابلها بشكر الله عليها . حتى لايدخل في مسمى (كفر النعم ) لأن الإنسان الذي يحسد الآخرين إنمايكفر بتقدير الله في تقسيم النعم بين عباده فالخالق هو الذي يقسم الرحمة والخير طبقا لعدله وحكمته سبحانه (الرازق في السماء والحاسد في الأرض) . وإليك أخي الكريم بعض ماقيل عن الحسد: 1-(الحسد داء منصف يفعل في الحاسد أكثر من فعله بالمحسود) 2-( لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبة فقتله) 3- قال معاوية رضي الله عنه (ليس في خصال الشر أعدل من الحسد ؟ يقتل الحاسد قبل أن يصل للمحسود ) 4- يقول الفقيه أبو الليث السمرقندي رحمه الله . يصل الحاسد خمسة عقوبات قبل إن يصل حسده إلى المحسود : 1- غم لانقطع 2- مصيبة لايؤجر عليها 3- مذمة لايحمد عليه 4- سخط الرب 5- يغلق عنة باب التوفيق وأعظم هذه الأقوال بعد كلام الله سبحانه مانقل عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب) فلنبادر إذن إلى إيقاف هذه النار في نفوسنا قبل إن تأتي على البقية الباقية من إيماننا ولنحاول أن ننقذ أنفسنا من هذه الصفة السيئة (الحسد) لكي يصبح إيماننا إيمانا حقيقاً . وختاماً ذكر الله هو السلاح لكل عين ضارة ذكر الله هو الأمان من كل الأمراض القلبية ذكر الله هو الحصن الحصين من الشرور والآفات أخوكم ماجد بن ناصر القحيز