الامور تتفاقم بالشأن اليمني لعل ذلك ضريبة الصمت الذي طال ؛ بالرغم من الكشف عن تعاون علي صالح مع الحوثيين بتحييد الجيش اليمني الذي حنث قادته بالقسم وخاصة تلك التي ما زالت تتبع فعليا علي صالح وابنه ، عقابا للرئيس هادي الذي ألغى الحرس الجمهوري وورث رئاسة اليمن - ووزعه على محافظات الجنوب والشمال .. وأنشأ منه حرسا رئاسيا في حين بقي ولاء الأخير للحرس الجمهوري مون أفراده ينتمون قبليا لعلي صالح ، وحل الحرس الجمهوري كان نظريا وبقيت ولاءاته لقائده احمد علي صالح ، وكانت كل الدلائل والقرائن من اتصال احمد علي صالح بالحوثيين في سفارة إيران بإيطاليا ، إلى توجيهات صالح التي نشرت بالصوت مع قائد عسكري حوثي يحرضه فيها على الاستيلاء على الثكن العسكرية بصنعاء بينما كان الحوثيون على مشارف صنعاء ، وما زعم أن الرئيس هادي آثر عدم الانسياق لحرب أهلية أعطى للحوثيين مساحة للتحرك " كلمة حق أريد بها باطل " لدرجة عدم اضطلاع حراساته وقوات الأمن الرئاسي بالدفاع على الأقل عن القصر الجمهوري ، الحقيقة أن قادة كثير من الألوية بصنعاء وبغالبية محافظات الشمال لم تكن تتلقى من وزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد ، الموالي لعلي عبدالله صالح والصديق الحميم لابنه أحمد سوى تسهيل دخول الحوثيين الى المحافظات التي اتجهوا اليها ، بل أن كثير ا من العسكريين الموالين لعلي صالح لبسوا لباس الحوثيين ، وساندوا الحوثيين . و بمحافظات أخرى ارتدى الحوثيون الزي العسكري ، وحين تسلم وزارة الدفاع الصبحي , وجد قيادات الألوية ..لا تتقبل أوامره وكل هذه الحقائق تعلمها كل دول مجلس التعاون ، ولا نفهم كمراقبين عن التريث هل التعويل على حكمة اليمنيين وعلى شهاهمتهم بأنهم لن يرتضوا مييشيات تحكمهم وتتحكم بهم .. أم ايلاء الملف لمجلس الأمن ولمبعوثه بن عمر الذي كان كمن يحرث في البحر ؛ لدرجة البلاهة بأن يعقد جلسات حوار لتشكيل مجلس رئاسي بينما كان الرئيس الشرعي محتجزا ورئيس وزارائه ، فإذا كانت الأممالمتحدة بقوانينها أن تمرر هكذا مفاوضات عبثية تحت سيف الحوثيين ، قد يصح أن نعذر قادة الأحزاب اليمنية المتحاورين لرضوخهم لضغوط حوثية ولضغوط من علي صالح أو للابقاء على مراكزهم ومخصصاتهم المالية من الحكام الجدد ، لكن لم ولن يُعذر بن عمر أن يتجافى عن رئيس محتجز ، وحين تمكن الرئيس من الخروج من محتجزه إلى عدن ... زاره بن عمر وصرح بتصريح هو الوحيد منذ 2011 لأن يوجه للحوثيين نقدا طال انتظاره وتواكب مع رسالة الرئيس هادي الى خادم الحرمين الشريفين والتي على إثرها رحبث دول مجلس التعاون أن يكون المؤتمر الواري بين اليمنيين دون استثناء أحد في مدينة الرياض . أصبحت دول الخليج اليوم تتحرك لترسل رسائل للحوثيين أنها لحمة واحدة ، وأنها ترحب بمؤتمر لحوار في العاصمة الرياض في حين تدريبات ومناورات حوثية بالقرب من الحدود مع المملكة ، وتوضيح ورد فوري من مجلس التعاون بأن أمن دول الخليج هام جدا وبأن لديها من الاجراءات ما يكفي ، وليس من المعقول أن يتم الافصاح عنها ، معربة ان الحوار في الرياض لا يستثني أحدا بما فيهم الحوثيون ، وما رشح من أخبار أن الروس تدخلوا لدى إيران لتقنع الحوثيين بحضور حوار الرياض ، فيما الأممالمتحدة تتمسك بأن بن عمر هو من يحدد مكان المفاوضات ، وبانتظار قرار مجلس الأمن الليلة المنعقد بناء على دعوة من مجلس التعاون الخليجي الذي كان قد وافق على استضافة الرياض للمفاوضات بعد تلقي الملك سلمان رسالة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ، فهل يخلص لقاء الرياض ، إلى طائف ناجحة أخرى كما تم بخصوص لبنان ..بعد حرب استمرت 15 عاما ، باعتقادي مع صفاء النفوس ستنجح خاصة وأن من المشاركين قيادات يمنية جنوبية بينها علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وجميع قيادات الأحزاب اليمنية الحالية بما فيهم الحوثيون .