قال متحدث باسم كوفي عنان مبعوث السلام الدولي ان عنان وصل إلى دمشق مساء يوم الأحد لاجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد يوم من إقراره بفشل خطته للسلام حتى الآن في انهاء إراقة الدماء المستمرة منذ 16 شهرا في سوريا. وصرحت مصادر الاممالمتحدة والحكومة السورية بأن عنان والأسد لن يجتمعا مساء يوم الاحد. وذكرت وسائل الاعلام السورية الرسمية يوم الأحد إن البحرية السورية أطلقت صواريخ من سفن وطائرات هليكوبتر في مطلع الاسبوع في مناورة تستهدف إظهار قدرتها على "الدفاع عن شواطئنا في مواجهة اي عدوان قد يفكر به اعداء الوطن والامة." وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان قوى المعارضة السورية باتت أكثر فاعلية وانه كلما توقف العنف سريعا كلما زادت فرص تجنيب الحكومة السورية "هجوما كارثيا" من جانب مقاتلي المعارضة. وبث التلفزيون السوري لقطات لانواع مختلفة من الصواريخ اثناء اطلاقها من منصات اطلاق على الارض ومن سفن في حضور وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة الذي شهد المناورة. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء "بدأت قواتنا البحرية في هذا الاطار امس بتنفيذ مشروع عملياتي بالذخيرة الحية شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية والحوامات البحرية والزوارق الصاروخية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجئ" مضيفة ان المناورات ستستمر لعدة ايام. وتطالب شخصيات معارضة بفرض منطقة حظر جوي وتدعو حلف شمال الاطلسي لتوجيه ضربات جوية للقوات السورية مثلما حدث في ليبيا العام الماضي وهو ما ساهم في نجاح قوات المعارضة في انهاء حكم معمر القذافي. لكن في حين يواجه الأسد عقوبات وادانة دولية بسبب حملته على المعارضة التي خلفت الاف القتلى تحجم القوى الغربية والعربية الكبرى عن بحث فكرة القيام بعمل عسكري مباشر. وعززت تركيا قواتها على الحدود وقامت طائراتها المقاتلة بعدة طلعات منذ اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية يوم 22 يونيو حزيران فوق ما قالت دمشق انها المياه الاقليمية السورية في البحر المتوسط. وقالت انقرة ان الحادث وقع في المجال الجوي الدولي. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي بالعاصمة اليابانية طوكيو "كلما أمكن ايجاد نهاية أسرع للعنف وبداية لعملية تحول سياسي فلن يقل عدد القتلى فحسب بل ثمة فرصة لانقاذ دولة سوريا من هجوم كارثي سيكون خطيرا للغاية ليس على سوريا وحدها لكن على المنطقة." وبدا واضحا ان كلينتون تقصد احتمال قيام المعارضة المسلحة في سوريا بشن مثل هذا الهجوم على مؤسسات الدولة - وقد استهدفت بالفعل محكمة ومحطة اذاعية في الاونة الاخيرة - وليس حدوث اي تدخل خارجي. ومضت تقول "ما من شك في ان المعارضة باتت أكثر فاعلية في دفاعها عن نفسها وفي مواصلة الهجوم على الجيش السوري وميليشيات الحكومة السورية. لذا يتعين ان يكون المستقبل... شديد الوضوح بالنسبة لمن يؤيدون نظام الأسد." وأضافت "الوقت ينفد." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 30 شخصا قتلوا يوم الاحد خلال قصف حكومي واشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي الجيش السوري الحر الذين يقاتلون للاطاحة بالأسد. وابلغ ناشطون عن قصف عنيف في مناطق سكنية بمدينة دير الزور وفي محافظة درعا مهد الانتفاضة والتي تقع قرب الحدود الاردنية. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري إن سكان حي الشريفة في محافظة دير الزور قالوا إن قوات المعارضة استولت للمرة الاولى على دبابة وانهم يستخدمونها لمهاجمة مواقع الجيش. واصبحت قوات المعارضة اكثر جرأة في هجماتها في الاسابيع الماضية ويسيطرون حاليا على مساحات صغيرة من الأراضي في البلاد ويشتبكون مع القوات الحكومية على بعد اميال قليلة من القصر الرئاسي في دمشق. ووصل عنان مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى فندق في العاصمة السورية حيث يقيم أعضاء بعثة المراقبين التابعين للأمم المتحدة منذ تعليق دورياتهم بسبب تصاعد أعمال العنف في البلاد. وقال عنان في مقابلة اجرتها معه صحيفة لوموند الفرنسية نشرت يوم الأحد "من الواضح اننا لم ننجح. وربما لا يوجد ضمان باننا سننجح." وقال ان الانتقادات الغربيةلروسيا تصرف الانتباه عن دور الدول الاخرى التي تدعم الأسد وتسلح جنوده لا سيما إيران. والأسد الحليف الرئيسي لإيران الشيعية في العالم العربي. وأضاف عنان "روسيا لديها نفوذ لكني لا أظن أن روسيا ستقرر الأحداث بمفردها. ما يدهشني أن هناك حديثا كثيرا عن روسيا وحديثا أقل عن إيران والقليل يقال عن دول أخرى ترسل أموالا وأسلحة." ودعت المملكة العربية السورية وقطر إلى تسليح قوات المعارضة وامدادها بالمال. وقال عنان "كل هذه البلدان تقول إنها تريد حلا سلميا لكنهم يقدمون على أفعال فردية وجماعية تفرغ قرارات مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) من مضمونها 1