أصدرت جماعات المعارضة السورية بيانًا في ختام اجتماعها في القاهرة يوم الثلاثاء يؤكد على إسقاط نظام الرئيس بشار الاسد ويطالب بوقف فوري للهجمات التي تشنها قواته على المدنيين. وقال البيان الذي قرأه الزعيم السوري المعارض كمال اللبواني: أجمع المؤتمرون على ان الحل السياسي في سوريا يبدأ باسقاط النظام ممثلًا في بشار الاسد ورموز السلطة وضمان محاسبة المتورطين منهم في قتل السوريين. واضاف البيان الذي يقع في صفحة واحدة: طالب المؤتمر بالوقف الفوري لأعمال القتل التي يرتكبها النظام السوري وكذلك الانتهاكات وسحب الجيش وفك الحصار واطلاق سراح المعتقلين فورًا. وأكد على دعم الجيش السوري الحر ودعا جميع مكوّنات الشعب السوري للعمل على حماية السلم الاهلي والوحدة الوطنية. وفي يومه الثاني شهد اجتماع المعارضة السورية مشاجرات بالأيدي وانسحاب جماعة كردية واختلافات بشأن افضل السبل لإيجاد جبهة موحّدة ضد الاسد. ومع مرور 16 شهرًا على الانتفاضة ضد الاسد فإن الفشل في حشد جماعات المعارضة السورية بما بينها من اختلافاتٍ مذهبية وعرقية خلف قيادة موحّدة سيجعل من الحصول على اعتراف دولي أمرًا أكثر صعوبة. افاد المرصد ان 52 مدنيًا قتلوا في محافظات حمص وريف دمشق ودرعا ودير الزور وحلب وادلب وحماة واللاذقية، فيما قتل ما لا يقل عن 25 من القوات النظامية بينهم ضابط خلال اشتباكات في محافظات الزور وحلب وحمص وريف دمشق. وذكر المرصد ان القوات النظامية استخدمت الثلاثاء للمرة الاولى المروحيات العسكرية في قصف حي الخالدية في مدينة حمص (وسط). وكان المصدر اشار في وقت سابق الى ان حي جورة الشياح تعرّض لقصفٍ عنيف من القوات النظامية «التي تحاول اقتحامه». وقال الزعيم المعارض هيثم المالح ان احدى نقاط الاختلاف كانت بشأن السلطات التي تمنح للجنة ستعمل كواجهةٍ للمعارضة. ودعت مسودة وثيقة - وضعتها لجنة تحضيرية من 16 شخصًا - الى انشاء لجنة للمتابعة للتنسيق بين جميع احزاب المعارضة وتنفيذ محتويات الوثائق التي اتفق عليها في المحادثات. وقال المالح: المجلس الوطني السوري (أهم جماعات المعارضة السورية) رفض ان تعمل هذه اللجنة كقائد وهو ما يظهر اهتمامه بأن يبقى الزعيم الوحيد للمعارضة. وقال قيادي بارز بالمجلس الوطني السوري لرويترز شريطة عدم الكشف عن اسمه ان المجلس رفض منح اي سلطاتٍ قيادية لمثل هذه اللجنة وانه يريد ان يقتصر عملها على دور تنسيقي. وناقشت جماعات المعارضة المنقسمة على نفسها وثيقة العهد الوطني التي تحدّد شكل الدولة التي تريدها في مرحلة ما بعد الاسد. واحد المبادئ التي تستند إليها الوثيقة هو إقامة سوريا جديدة تحكم كنظام جمهوري ديمقراطي مدني تعددي. واشارت الوثيقة ايضًا الى العدالة الاجتماعية في الاقتصاد وإصلاح سياسات الضرائب وحماية الاستثمارات ونظام اقتصادي يمنع الاحتكار. وقالت وثيقة تتعلق بالانتقال من حكم الاسد ان حزب البعث سيجري حله لكن سيسمح للجميع بالمشاركة في إدارة البلاد شريطة ألا تكون أيديهم ملطخة بالدماء. وقالت ايضًا انه ينبغي عقد اجتماع في دمشق لإنشاء هيئة تشريعية مؤقتة وحكومة انتقالية. وحدّدت إجراءات لإصلاح الجيش وتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم ضد الشعب السوري مثل مذبح واعتقالات سياسية. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية اعلنت الثلاثاء انسحابها من المؤتمر الذي يجمع 250 شخصية تمثل مختلف الاتجاهات. وبررت الهيئة قرارها بالقول «التصعيد الذي يمارسه نظام الاسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائر» و»في ظل عجز دولي عبّر عنه مؤتمر جنيف الاخير» يصبح «الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجز». وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحُر في الداخل اعلنت الاثنين مقاطعة المؤتمر واصفة اياه ب»المؤامرة». تواصل المعارك العنيفة والعمليات الدموية من ناحية ثانية تواصلت المعارك العنيفة والعمليات العسكرية الدموية في سوريا على وقع دعوة جديدة للمبعوث الدولي والعربي كوفي عنان لوقف اطلاق النار، واعلن انان الثلاثاء ان اجتماع جنيف الدولي حول سوريا الذي عُقد السبت شهد «تغييرًا» في موقفي روسيا والصين، مشددًا على «ضرورة التوصّل الى وقف لاطلاق النار» في سوريا. ودعا الاطراف المعنية الى تطبيق الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في جنيف. وقال «اذا تم تطبيقه فسيترك اثرًا على الدينامية على الارض». من جهته قال احمد فوزي المتحدث باسم عنان للصحافيين الثلاثاء «لا تقللوا من شأن ما حصل السبت، لا سيما فيما يتعلق بموقف الروس والصينيين». واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع تركيا وممثلين للجامعة العربية السبت في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية في سوريا كما اقترحها عنان خصوصًا لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من الحكومة الحالية ومن المعارضة. لكنه اقرّ في الوقت نفسه بأن «الازمة معقدة جدًا وان طريق الخروج منها سيكون طويلًا وشاقًا». واعلنت فرنسا الثلاثاء انها تبلغت من روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» المتوقع عقده الجمعة في باريس. ولم تشارك روسيا، حليفة سوريا، في المؤتمرين الاولين ل»اصدقاء الشعب السوري» في فبراير في تونس وفي ابريل في اسطنبول. في المقابل اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية لوكالة فرانس برس الثلاثاء مشاركة الوزيرة هيلاري كلينتون الجمعة في باريس في مؤتمر مجموعة «اصدقاء الشعب السوري». وواصلت روسيا هجومها على الدول الغربية التي اعتبرت ان اجتماع جنيف استبعد الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكومة الانتقالية التي تمّ الاتفاق على تشكيلها. وفي اطار الضغوط المتواصلة على النظام السوري، قدّمت الولاياتالمتحدة الثلاثاء مشروع قرار امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يُعرب عن الاسف للتداعيات «المقلقة» التي يمكن ان تنجم عن «عدم تطبيق» خطة كوفي عنان في سوريا، ويشدّد على ضرورة قيام تحقيق دولي في هذا البلد. ويشيد مشروع القرار الامريكي بنتائج اجتماع جنيف السبت الماضي الذي حدّد مبادئ مرحلة انتقالية في سوريا تتضمّن تشكيل حكومة تضمّ في صفوفها وزراء من المعارضة والحكومة الحالية على حد سواء، إلا أنه يدين مشروع «الانتهاكات الفاضحة والمعممة والمنتظمة لحقوق الانسان في سوريا» وجعل السلطات السورية المدنيين خاصة الاطفال هدفًا لها. كما يُعرب مشروع القرار الامريكي من جهة ثانية عن الاسف «للتداعيات المقلقة على مستوى حقوق الانسان نتيجة عدم تطبيق خطة عنان ذات النقاط الست»، كما يدعو الى تطبيق هذه الخطة من دون شروط مسبقة، ويشدّد على ضرورة التحقيق في هذه الخروقات لحقوق الانسان لإحالة المسؤولين عنها الى القضاء حيث يمكن ان توجّه إليهم تُهم ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية». ميدانيًا تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق سورية عدة الثلاثاء حاصدة 77 قتيلًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد ان 52 مدنيًا قتلوا في محافظات حمص وريف دمشق ودرعا ودير الزور وحلب وادلب وحماة واللاذقية، فيما قتل ما لا يقل عن 25 من القوات النظامية بينهم ضابط خلال اشتباكات في محافظات الزور وحلب وحمص وريف دمشق. وذكر المرصد ان القوات النظامية استخدمت الثلاثاء للمرة الاولى المروحيات العسكرية في قصف حي الخالدية في مدينة حمص (وسط). وكان المصدر اشار في وقت سابق الى ان حي جورة الشياح تعرّض لقصف عنيف من القوات النظامية «التي تحاول اقتحامه». وذكرت الهيئة العامة للثورة ان «القصف العنيف والمتواصل» شمل ايضًا احياء حمص القديمة والحميدية وبستان الديوان وباب هود. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان «125 عائلة نزحت من دير الزور وأريافها ووصلت الليلة قبل الماضية الى مدينة الحسكة (شمال شرق) هربًا من «الحملة العسكرية المستمرة» على مناطقها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان منطقة خان شيخون في ادلب تعرّضت لقصف من الطائرات المروحية بالصواريخ، وان مدينة خان شيخون «محاصرة من كل الجهات من قوات النظام التي تحاول اقتحامها». ووزعت لجان التنسيق المحلية شريط فيديو قالت انه التقط في مدينة دوما التي شهدت على مدى اسابيع حملات قصف عنيف من قوات النظام قبل ان يتم اقتحامها قبل ايام. ووصفت اللجان المدينة ب»المنكوبة ومدينة الاشباح». وظهرت في الفيديو انقاض وركام في شارع عريض. وبدت الأبنية على الجانبين تحمل آثار فجواتٍ واسعة ودمار وأشرطة الكهرباء متدلية في الارض، بينما السيارات المحترقة متوقفة في امكنة عدة. وبدا الطريق خاليًا وسط صمت مطبق يوحي بأن الحي بكامله قد خلا من السكان.