طلبت سوريا يوم الاحد ضمانات مكتوبة بالتزام قوات المعارضة بوقف اطلاق النار قبل سحب قواتها من المدن السورية بموجب بنود خطة السلام التي تدعمها الاممالمتحدة بينما قال قائد للمعارضة المسلحة ان المبادرة ستفشل حتما. وقال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد ان النظام لن ينفذ هذه المبادرة وانها محكوم عليها بالفشل. واثار تصاعد العنف شكوكا بالفعل بشأن وقف اطلاق النار. وقال نشطاء بالمعارضة ان عشرات الاشخاص قتلوا واصيبوا يوم الاحد عندما قصفت قوات الرئيس السوري بشار الاسد منطقة قرب الحدود مع تركيا. وقال كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الذي يسعى لانهاء الصراع الذي اسفر عن مقتل تسعة الاف شخص خلال العام المنصرم ان اعمال العنف الاخيرة تنتهك ضمانات قدمت اليه ودعا الحكومة السورية الى الالتزام بتعهداتها. وتدعو الخطة التي توسط فيها عنان سوريا الى سحب القوات من داخل البلدات والمدن ومن حولها بحلول الثلاثاء المقبل على أن تبدأ هدنة بعد 48 ساعة. وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية في بيان ان بلاده تريد ايضا ضمانات مكتوبة. وأضاف ان سوريا لديها خطة للانسحاب يجري تنفيذها فعلا لكن استكمال وتحقيق الهدف الرئيسي سيتطلب ضمانات من الطرف الاخر ومن يدعمونه بالالتزام بشروط التهدئة. واضاف ان عنان "لم يقدم للحكومة السورية حتى الان ضمانات مكتوبة حول قبول المجموعات الارهابية المسلحة لوقف العنف بكل اشكاله واستعدادها لتسليم اسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل اراضيها وكذلك ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الارهابية." ولم يشر عنان للمطالب السورية الجديدة في بيان صادر عن مكتبه في جنيف. واعرب عن صدمته من "تزايد العنف والفظائع". ويتبادل طرفا الصراع الاتهامات بتصعيد الهجمات قبل ايام قليلة من الهدنة. وقال عنان "مع اقترابنا من مهلة الثلاثاء العاشر من ابريل أذكر الحكومة السورية بضرورة التنفيذ الكامل لكل التزاماتها وأؤكد أن التصعيد الحالي للعنف غير مقبول." وذكر الاسعد ان الجيش السوري الحر لم تطلب منه ضمانات مكتوبة لانهاء العنف في سوريا. وقال الاسعد لرويترز "لم نعط الوفد شيئا ولم يطلب منا ضمانات مكتوبة. لا يوجد شيء اسمه تسليم سلاح. لن نسلم سلاحنا. يجب ان يسحب (النظام) القوات من المدن. لم نتطرق الى ذلك ابدا. طالما النظام في السلطة لن نسلم سلاحنا والنظام لم ينفذ هذه الخطة." بينما قال العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر داخل سوريا ان المعارضة المسلحة ستحترم الموعد المحدد لوقف اطلاق النار. وقال "نحن سنوقف القتال يوم 10 (هذا) الشهر وملتزمون بخطة عنان ونحن ملتزمون بدون ما يسحب أي الية." وأضاف "سنوقف اطلاق النار ولكن بعدها اذا ما انسحب (القوات السورية) وهاجمنا سنهاجمه." وقال ان النظام عندما يطلب من عنان ضمانات مكتوبة بان المعارضة ستلقي سلاحها فهذه مزحة وسخرية من الاممالمتحدة. وقال كذلك ان ألف شحص على الاقل قتلوا خلال أعمال العنف التي شهدتها البلاد في الاسبوع الاخير معظمهم مدنيون. وتقول الحكومة السورية ان معارضيها قتلوا اكثر من 2500 من قوات الشرطة والجيش منذ بدء الاضطرابات في مارس اذار 2011. وقال نشطاء في المعارضة ان عشرات الاشخاص قتلوا وجرحوا عندما قصفت دبابات الاسد منطقة في محافظة ادلب المضطربة قرب الحدود مع تركيا. واضاف نشطاء أن مقاتلين من جيش سوريا الحر المعارض حوصروا في قرية البشيرية. وقال الناشط محمود علي عبر الهاتف فيما تعالت أصوات طائرات الهليكوبتر "يقصف الجيش سهل الروج بدبابات وتطلق طائرات هليكوبتر صواريخ على البشيرية. قتل العشرات أو أصيبوا ولكن لا يمكننا الوصول اليهم لان القصف عنيف." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 شخصا على الاقل قتلوا اليوم الاحد في اطلاق نار وقصف في حمص ودرعا وادلب ودير الزور وحماة وان قوات الامن اعتقلت 200 شخص على الاقل في مداهمات في انحاء البلاد. وأضاف ان 12 على الاقل من الجنود الحكوميين قتلوا في اشتباكات. وأسفر هجوم كبير للجيش السوري من أجل استعادة مناطق واسعة في ادلب يسيطر عليها المعارضون عن مقتل واصابة مئات الاشخاص خلال الايام العشرة الماضية. وفر الاف السوريين الى تركيا. ولم يصدر على الفور أي تعليق من المسؤوليين السوريين بشأن القتال. وتفرض الحكومة قيودا مشددة على وسائل الاعلام في سوريا مما يصعب من مهمة التحقق من روايات الشهود. ويزور فريق يقوده النرويجي الميجر جنرال روبرت مود دمشق منذ يوم الخميس لمناقشة سبل اشراف نحو 250 من مراقبي الاممالمتحدة على وقف اطلاق النار. وقال عنان انه على اتصال مباشر بالحكومة السورية وحث "كل الدول ذات التأثير على الطرفين" باستخدام هذا التأثير الان للمساعدة في انهاء العنف والبدء في حوار سياسي. وينوي الامين العام السابق للامم المتحدة زيارة طهران في 11 ابريل نيسان لاجراء محادثات مع مسؤولين ايرانيين كبار. وايران حليف رئيسي لسوريا.