مما لاشك فيه و بعد هذا التطور الإنساني المذهل من خلال تطور وسائل الاتصال و المواصلات و تقارب الزمان و المكان ، و بعد أن أصبح كوكب الأرض على سعتهِ و كأنهُ قرية عالمية واحدة لسرعة إنتقال الخبر و المعلومة و المعارف و التقانة و هذا الكم المذهل و الهائل من التكنلوجيا الرقمية المتاحة للجميع ، فقد أصبحت الأنظمة السياسية السلطوية الشمولية الطاغية و الفاسدة و القمعية مستحثات و ديناصورات منقرضة و آن الآوان لإندثارها غير مأسوفاً عليها و كيف بنا و الحال بنظام شمولي أفضل صفاتهِ و سماتهً الطغيان و البغي و الفساد و الشناعة و الإجرام و فيه كل الموبيقات بل أكثر من ذلك بعد أن كشّرا نظامنا نحن السوريون بل ليس نظاماً و إنما عصابة مافيوية فاسدة مغتصبة للسلطة و الشعب و الوطن رهينة و سخرت إمكانات الدولة و التي هي ملك للشعب للبطش بهِ إنها عصابة وضيعة مجرمة خائنة للشعب و الوطن و أُركست و إنزلقت وهوت في مهاوي الخيانة العظمى بكل ابعادها و درجاتها ، هذه العصابة المجرمة أصبح همها و ديدنها سحق شعب كامل و تدمير وطن بأكملهِ و بجميع أركانهِ و ركائزهِ ، إنها عصابة حاقدة تنتقم من الشعب السوري إنتقاماً أسوداً لم يسبق لهُ مثيل في تاريخ البشرية . أيها السادة فقد آن الآوان لنا نحن الشعب السوري أن نحلم و نطمح و نكافح بل شرعنا في تحقيق هذا الحلم المشروع و المنشود بإنجاز مشروعنا الوطني في بناء دولة حقيقية عصرية تضاهي دول العالم المتطورة و المحترمة و الحديثة و التي تواكب هذا الزخم و التسارع من التطور الإنساني العلمي و المعارفي و الرقي الإنساني الحضاري . أيها السادة نحن اليوم في سوريا و بما قدمناه من تضحيات و شهداء قرابين على مذبح الحرية و الكرامة الوطنية و بما يقوم به اليوم جيشنا السوري الحر الباسل الوطني الشريف و إخوانه من الثوار و المجاهدين ، كل من موقعهِ عازمين غير مترددين في تحقيق هدفنا السامي في إنجاز إستحقاقنا الوطني و بناء صرح صيرورتنا التاريخية و الوجودية كدولة محترمة لشعب حر كريم ، فمن حقنا أن نحلم بدولة حقيقية يستمتع جميع مواطنيها بحق المواطنة الحقة و الحقيقية بما لهُ و ما عليه دولة حرية و كرامة لا ظلال سوداء فيها و لا أشباح مخابراتية و لا يوليسية ، نحن نطمح لبناء عهد و عصر الجمهورية الخامسة حسب ما نعتقد لأننا نرى و هذه وجهه نظر شخصية إن الجمهورية الأولى أنجزناها و شكلناها بعد التحرر من الإستعمار الفرنسي البغيض عام 1946 و الجمهورية الثانية هي جمهورية الوحدة المؤودة بين سوريا و مصر 1958-1961 ثم الجمهورية الثالثة جمهورية الإستحواذ عام 1963 ثم الجمهورية الرابعة جمهورية الحركة الإنحرافية التخريبية الطائفية 1970 م . واليوم أيها السادة جاء عصر و إنبثاق و إنبعاث ميلاد الجمهورية الخامسة جمهورية سوريا الحرة . نحلم أن تكون جمهورية عدل و حرية و كرامة بدلاً عن جمهورية الخوف جمهورية يرفع فيها شأن الإنسان و أن تصان جميع حقوقهِ من الإحترام و العدل و المساواة و تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن ، نحلم أن تكون جمهورية يتمتع جميع أبناءها بالحرية الحزبية و السياسية و الفكرية و الإقتصادية و الحرية الدينية و المذهبية و الحرية الإعلامية و حرية التعبير و النقد و الانتقاد ، نحلم بأن تكون جمهورية ذات مؤسسات دولة حقيقية فاعلة و متفاعلة مع الشعب و مسخرة لخدمة الشعب و تطوير البلد وطنا الحبيب سوريا ، نحلم بأن تكون جمهورية دولة حقيقية تستثمر الإنسان و تقدم أفضل الخدمات و تكون دولة حامية و راعية على التمام و كما ينبغي للشعب و الوطن ، نحلم بأن تكون وطن حقيقي يشارك فيه جميع أبناءه في السلطة و الثروة و شراكة وطنية حقيقية و تكافؤ فرص حقيقي عادل و صادق بين الجميع و أن تكون الكفاءة و الخبرة هي المعيار الأول و المعتبر بتولي المناصب و ليس الولاءات الحزبية أو القرابة و لا طريق للفساد الإداري من رشاوى أو أتاوات . نحلم بدولة تقدم لنا نموذجاً عصرياً في التنمية الشاملة و المستدامة و الحديثة و المواكبة للعصر في جميع قطاعات الدولة و المجتمع و إحتياجات كل أبناء الشعب و شرائحهِ الإجتماعية و فئاتهِ المهنية و توزيع عادل للثروة الوطنية بين جميع أبناء الشعب و جميع محافظات و مناطق و نواحي الوطن . نحن نحلم بجمهورية دولة و وطن حر و تحرري يحرر الأرض و الإنسان ، تتمتع بالسيادة و الإستقلال و تعيد لنا أرض الجولان السليب الى حضن أمهِ سوريا الحبيبة ، من حقنا أن نحلم بدولة و وطن رئيسها منتخب بالفعل و برلمانها منتخب بالفعل و بصدق بعيداً عن قوائم مسبقة الصنع و قوائم ظل شبح الشيطان ، دولة أحزابها ديموقراطية و قياداتها مناخبة ، إن زمن التعينات قد ولى ، نحلم بأن تكون الإتحادات و النقابات و الهيئات و جمعيات منتخبة لأن هذا هو في الحقيقة المشاركة الفعلية و الفاعلة للشعب في جميع السلطات و الوزارات و الإدارات و الثروة الوطنية ، من حقنا أن نحلم بدولة حقيقية حضارية عصرية محترمة يحكمها القانون و الجميع تحت سلطة القانون و النظام العام بما فيهم رئيس الجمهورية دولة عادلة و كريمة تعتمد ثقافة وطنية راقية و راسخة و متطورة دولة عصرية مدنية ديموقراطية و تعددية حزبية و فكرية و إعلامية من دون تهميش أو إقصاء لأحد أو لتيار أو لحزب دولة ثوابتها الوطنية ( وحدة الشعب السوري - وحدة ترابهِ الوطني - حق المواطنة المقدس - شراكة وطنية حقيقية ) الآن أصبحت أحلامنا المشروعة لدولة و وطن الجمهورية الخامسة العتيدة التليدة قاب قوسين أو آدنى إن شاء الله من التحقق لتكون حقيقة و واقع معاش و على الطغاة أن يعلموا أن نظامهم الشمولي الظالم الفاسد أصبح ديناصورات منقرضة و غير قابلة للحياة و نقول لهم أغربوا عن شمسنا و دعونا نبني لأنفسنا دولتنا التي نتمنى و وطننا الذي نُريد لستم حكاماً علينا بعد اليوم و لستم أوصياء علينا أيها الخونة الغادرون لقد كبرنا و تجاوزنا زمانكم النتن المتعفن لقد شبينا عن الطوق و خرجنا من الشرنقة و نتقنا من عنق الزجاجة و لن نعود الى الخلف أبداً ( حتى يلج الجمل من سم الخياط ) إنقشعوا عنا و أبتعدوا عن طريقنا فقافلتنا سائرة و ماضية من دونكم ( القافلة تسير و الكلاب تنبح ) أعلموا أيها الأوغاد الأنذال السفهاء أعلموا علم اليقين إن زمن الخوف و الذل و الإنكسار و الخنوع و القمع و السلبطة و البلطجة قد ولى بلا رجعى و لن يعود أبداً، لقد تجاوزكم الزمن أيها المستحاثات و المومياوات و الطوطميات و القراقوشيات تباً وسحقاً لكم و غير مأسوفاً عليكم و لن تجدوا من يأسى أو يبكي عليكم يا حثالة الزمن الرديئ و لن تجدوا لكم من يشفع لكم و لن تجدوا شفيعاً مشفع ولا شفيع مُطاع . إن أحلامنا و طموحاتنا مشروعة و محقة لأنها أحلام شعب كامل و وطن جريح و أحلامكم أيها الشرذمة الفاسدين المقبوحين الملعونين أصبحت كوابيس عليكم و أضغاث أحلام هيهات هيهات أن لكم الرجعى تلك إذاً قسمة ضيزى ( إرحلوا عنا إنتهى أمركم و إنتهت عربدتكم إرحل إرحل يعني إمشي شكلك ما بتفهمشي ) . نحن اليوم أكثر ثقة و لا بد أن نؤكد أن جمهورية الخوف أفلَ نجمها و اندثرت و إنكسرت و انقرضت و أشرق اليوم فجر ميلاد عهد جديد على أرض وطننا الحبيب سوريا إن شاء الله ، إنه عهد ميلاد و ميلاد جمهورية الحرية و الكرامة عصر الجمهورية الخامسة ، إن بشراها أصبحت قريبة و قريبة جداً و الحمدلله و المجد لله في الأعالي و على الأرض السلام و في الناس المسرة كما يقول إخواننا في الوطن و العروبة إخواننا المسيحيون السوريون شركائنا في الوطن المتجذرة أصالتهم في أرض وطننا الحبيب سوريا و شركاء حقيقيون في التاريخ المجيد و الحضارة السورية الإنسانية الرائدة و شركاء حقيقيون في الحاضر و المستقبل الزاهر إن شاء الله ، هم شعبنا و أبناء وطننا و أهلنا و أحبتنا لهم منا كل الأحترام و التقدير و يداً بيد نصنع مجدنا و مستقبلنا و عيشنا المشترك . نُريد أن نعيش في الوطن يؤمن أبناءه جميعهم بثوابت وطنية راسخة في الفكر و الوجدان و السلوك و الممارسة و هي وحدة الشعب السوري و وحدة ترابه الوطني و حق المواطنة و الشراكة الوطنية ، لا نُريد شي أسمهُ أكثرية و أقلية بل وطن و مواطنين و مواطنة لا نُريد ذكر مصطلح أقليات بل مبادى شعب سوري متنوع كثابت وطني و تنوع ديني و مذهبي و تعدد فئات حزبي و سياسي و فكري و تنوع مناطقي و جغرافي و تنوع و تعدد فئات و طبقات مهنية و حرفية و شرائح إجتماعية و إقتصادية إنهُ تنوع و تعدد كألوان الربيع السوري الزاهي و الجميل و الخلاب ، كل ما نٰريده في وطننا و دولتنا المنشودة عيش مشترك واعد و وادع و هادى و مطمئن يوفر للجميع حياة كريمة و مزدهرة و نرفض رفضاً قاطعاً التخندقات الحزبية و النعرات الطائفية و العشائرية و النزعات العنصرية و العرقية إنها مستنقعات نتنه و رواسب جاهلية و تقوقع متخلف و تقزيم للكرامة الإنسانية و مخالف للمقاصد و الشرائع السماوية ، إن الطائفية و التقوقع الطائفي و الإنفلات العشائري و التمييز العنصري لا يمكن لها أبداً أن تبني مجتمع متماسك فكيف بها أن تبني دولة و شعب متألف وقوي وفعال جدير بأن يبني وطن و دولة ذات السيادة محترمة و معتبرة و حضارة و مستقبلاً زاهر و هذا ما نأمل أن تحققهُ و نجعلهُ نصب أعيننا في دولتنا المنشودة دولة الحرية و الكرامة و العدل و المساواة و التكافل و التضامن و التراحم دولة و وطن الشراكة الوطنية الحقة و الحقيقة بإذن الله . عاش الوطن عاش الشعب عاش جيشنا الحر الباسل عاش الثوار على مساحة الوطن ، المجد لشهدائنا في عليين و سلامٌ على المرسلين و الحمد لله رب العالمين . 1