سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    غارة إسرائيلية تغتال قيادياً من حزب الله في سورية    الجيش الإسرائيلي يحمل حزب الله المسؤولية عن إطلاق مقذوفات على يونيفيل    إسرائيل تلاحق قيادات «حزب الله» في شوارع بيروت    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    «بازار المنجّمين»؟!    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    المؤتمر للتوائم الملتصقة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جعجع يسأل «تكتل التغيير» عن انجازاته وإصلاحاته: الحل الحقيقي في سورية ليس السكوت عن النظام
نشر في الحياة يوم 01 - 04 - 2012

حمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على «ممارسات (تكتل) التغيير والإصلاح التي باتت في لبنان تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام وطريقة ممارسة السلطة، في الوقت الذي تناضل فيه شعوب المنطقة وتموت كلّ يوم للخروج الى ربيعٍ أخضر».
وكان جعجع يتحدث في احتفال اقامته «القوات» امس في مركز «بيال»، في الذكرى ال 18 لحلّ الحزب تحت شعار «ربيع شعوب، خريف عهود»، وحضره الرئيس السابق أمين الجميّل، ونواب كتلة «القوات» وعدد كبير نواب كتلة «المستقبل»، وشخصيات من «قوى 14 آذار» ووزراء ونواب سابقون.
وقال جعجع: «هذا الفريق لا يهدف من كلّ ما يقول سوى الى الدعاية السياسية الرخيصة وتلطيخ سمعة الآخرين، ولطالما سمعنا منهم مطوّلات عن استرجاع حقوق المسيحيين في الدولة، فقولوا لي أين استرجعت هذه الحقوق: أفي التهجّم على موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة تحجيمه؟ أم في الأمن العام؟ أفي ملاك وزارة المالية؟ أم في ملاك المجلس النيابي؟ أم في أي إدارة أخرى في الدولة؟».
وأضاف: «يظهر أننا أسأنا الفهم أولاً بأول، إذ يبدو أنّ ما كان مقصوداً باسترجاع حقوق المسيحيين، هو التفتيش عن كل موظف مسيحي رجعي، أي غير إصلاحي وتغييري، واستبداله بموظف مسيحي آخر ينضح من رأسه حتّى أخمص قدميه إصلاحاً وتغييراً».
ودعا «المسيحيين في هذا الشرق الى التشبث بأرضهم وبأوطانهم والى مواجهة الأحداث والتحولات والمخاطر بشجاعة والى التفاعل مع محيطهم وتبني القضايا الانسانية العادلة».
ورأى ان «الحل الحقيقي في سورية ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت. فالحلّ الحقيقي في سورية هو في الديموقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديموقراطياً».
واعتبر جعجع انه «قد تمر لحظات سود في التاريخ، ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ اتجاه التاريخ أسود. طالما هناك إنسان واحد على وجه الكرة الأرضية يفكّر أبيض ويعمل لإحقاق الحق، طالما التاريخ ذاهب في هذا الاتجاه، فكيف إذا كنّا كثرة، كما نحن في القوات اللبنانية، وكما نحن في 14 آذار، وكما نحن جميعاً في الربيع العربي أينما كان؟ طالما نحن كثرة، وطالما نفكّر حريّة وديموقراطية وحقاً وربيعاً، طالما التاريخ ذاهب حكماً في هذا الاتجاه، وخريفاً لن يكون».
وأضاف: «نحن نعرف تماماً ما هو في انتظارنا على طريق الربيع العربي. في انتظارنا صعوبات جمّة، وعراقيل كثيرة، وتقاليد بالية، وعقول متحجّرة، ورؤوس حامية ونفوس متعصّبة. لكنّ هذه الصعوبات كلّها لن تثنينا عن عزمنا، لأنّها أصلاً، وبأبشع تجلّياتها، جزء من الواقع السائد، ولكنّ الأهمّ أنّ طريق الربيع العربي، وعلى صعوباتها، طريق الحق والحرية والحياة، وإن تعبنا فيها، فلن نحيد عنها. أذكر يا إنسان أنّك من الحرية والى الحرية تعود».
ولفت الى ان «من تسبب أصلاً بالربيع العربي هي الأنظمة الديكتاتورية التي امتصّت دماء شعوبها وخيرات بلادها، وأسكتت وقمعت ونكّلت وبطشت وتجبّرت وأحبطت كلّ توق الى الحرية والانعتاق، وكلّه تحت مجموعة شعارات تبدأ بشعار الجماهيرية التي عادت وأسقطتها الجماهير، وتنتهي بشعار وحدة حريّة اشتراكية. فإذا بالوحدة تتحول الى واحد، والحرية الى سجون ومنافٍ وقبور، والاشتراكية الى بلايين في الحسابات الخاصة. فطوبى للذين آمنوا بالحق والحرية والحياة، ولم يتخذوا أولياء من الديكتاتوريين والطغاة: تحيّة من ربيع بيروت الى ربيع دمشق... من جبل لبنان الى جبل العرب... ومن وادي قنوبين الى وادي النصارى... كم من النعوت تطلق بحقك يا ربيع دمشق، ولكنّك في نهاية المطاف ربيعاً تبقى».
المسيحيون في سورية
وتابع: «يتكلّم البعض عن مسيحيي سورية وكأنّهم هبطوا بالمظلاّت مع وصول هذا النظام، وعليهم بالتالي أن يجهّزوا أنفسهم للعودة من حيث أتوا في حال سقوطه، متناسين أنّ المسيحيين سكّان أصيلون تاريخيون في سورية، عاشوا وتفاعلوا فيها لآلاف السنوات، إذا كانت ظاهرة التكفيريين، على محدوديّتها، حقيقة لا يمكن إنكارها، فإنّ وجود أكثرية إسلامية معتدلة تنشد الحرية والديموقراطية والمواطنة الحقة، هو واقع ملموس ومعاش لا يمكن التعامي عنه. ولنا في إعلان الأزهر ورسالة المجلس الوطني السوري الى اللبنانيين، كما في وثيقة حزب الإخوان المسلمين السوري وغيره من الأحزاب والتجمّعات والشخصيات السورية خير دليل على ذلك»، مشيراً الى ان «العبرة تبقى في التنفيذ، لكننا لا نستطيع تجهيل وتجاهل كلّ هذه الوثائق وإعلانات النوايا، ولا يمكننا إلاّ اعتبارها نقطة انطلاق جيدة، والتعاطي معها على هذا الأساس».
تشجيع الاعتدال
واعتبر «انّ واجبنا أن نشجّع الاعتدال بدلاً من الإغراق في بث روح الفصل العنصري وطرح فرضيات أقل ما يقال فيها انّها فرضيات لا تبرّر مطلقاً السكوت عن الواقع الحالي القمعي المجرم. إنّ من يأبه فعلاً لمصير المسيحيين في الشرق لا يبثّ فيهم أفكار اليأس والقنوط والخوف، ويرميهم بين أيدي أنظمة قمعية بحجة حمايتهم»، داعياً «المسيحيين في هذا الشرق الى التشبّث بأرضهم وبأوطانهم والى مواجهة الأحداث والتحولات والمخاطر بشجاعة، والى الانتظام في أحزاب وتكتلات سياسية، دفاعاً عن كلّ ما يؤمنون به ويريدون، والى التفاعل مع محيطهم وتبنّي القضايا الإنسانية العادلة باعتبار ان لا حياة لنا في هذا الشرق إذا فقدنا قيمنا علّة وجودنا».
وقال جعجع: «ولن أنسى تاريخاً صنعته المسيحية المشرقية المقاومة وفي طليعتها كنيستنا المارونية ببطاركتها العظام، بالعرق والدماء والدموع، تاريخاً نفتخر به وبوحيه طليعيين أحراراً نعيش»، وحيا «روح البابا شنودة الثالث، بابا التفاعل مع مجتمعه وقضاياه، بابا الإقامة الجبرية في الصحراء لفترات طويلة، البابا الذي عاش حياته بتواضع الراهب الناسك وفضّل التوحّد والصلاة في الملمّات على أي شيء آخر».
وأوضح «انّ من يعتقد أنّ بإمكانه وقف دورة الحياة والترقّي مخطئ وبعيد عن حقيقة التاريخ لأن من حق الشعوب أن تقرر مصيرها بنفسها. ومن يعتقد بأنّ الحملات العسكرية، وتدمير المدن والقرى على رؤوس أهليها سينهي الثورة الشعبية في سورية لهو مخطئ، ومن يعتقد بأنّ كسب الوقت بالمناورات الديبلوماسية يساعد على إخماد شعلة الثورة واهم. ومن يراهن على إنهاك الناس، هو من سيتعب أولاً ويخسر أخيراً. والتمادي في استعمال العنف في سورية لن يؤدي الى إضعاف الثورة، بل الى تقوية المتطرّفين»، لافتاً الى ان «كلّ يوم إضافي في عمر النظام، يشكل مدماكاً إضافياً في بناء التطرّف في سورية. وكلّ ما يجري لن يفيد النظام، ولا من يقف وراءه أو أمامه بشيء، سوى زيادة التطرّف، فهل هذا هو المطلوب؟».
وشدد على ان «الحل الحقيقي في سورية ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت. فالحلّ الحقيقي في سورية هو في الديموقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديموقراطياً».
وأضاف: «الطريق في مصر وتونس وليبيا واليمن، ومع أنّها أصبحت سالكة، لن تكون سهلةً أبداً ولا مفروشةً بالزهور والرياحين والياسمين. لكنّها بعكس الجمود القاتل الذي كان سائداً تحت نير أنظمة العبودية. بعد تونس والقاهرة وبنغازي وصنعاء تهيئي دمشق، فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرّجة يدق».
«اتحفونا بالاصلاح»
وتوقف «بكلّ صراحة، ومن دون مواربة» عند «ممارسات الإصلاح والتغيير في لبنان»، معتبراً انها «تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام، كما طريقة ممارسة السلطة». وقال: «الكلمات عند هذا الفريق لم تعد تحمل أي معنى، التسويق السياسي شيء، وغش الرأي العام والكذب عليه ليلاً ونهاراً شيء آخر مختلف تماماً. وإلاّ قولوا لي بربّكم عن أي اصلاح وتغيير كلّمونا وكلّمونا حتّى أتحفونا».
وتابع: «مرّ عليهم في السلطة الآن، وفي أكثر الوزارات علاقةً بحياة الناس من ماء وكهرباء واتصالات وعمل وعدل أقلّ من عام بقليل، فماذا بان من اصلاحهم، وأين لمسنا تغييرهم؟ أفي الموازنة؟ أم في الكهرباء؟ أفي الاتصالات؟ أم في الماء؟ أفي مرسوم الأجور؟ أم في الثقافة والحفاظ على التراث؟ أم في القضاء والعدل وإحقاق الحق في لبنان من خلال إبقاء منصب رئاسة مجلس القضاء الأعلى شاغراً. التغيير الوحيد الذي اقدموا عليه كان تغيير شربل نحاس، الوزير الوحيد من بينهم الذي كان يحمل أفكاراً إصلاحيةً وتغييرية، ولو كنا لا نوافق على معظمها».
وقال: «صُمّت آذاننا ونحن نسمعهم يعظون بنظافة الكف، ويشنون حروباً يومية طاحنة على الفساد بكل اجناسه وأنواعه وأشكاله، في الدولة والمجتمع أيضاً، الى أن سقط القناع وبانت الحقيقة: فساد أسود كريه عابق بروائح الصفقات والفضائح، في المازوت والكهرباء والاتصالات، وسأتوقّف عند هذا الحدّ لئلاّ أفسد عليكم ما تبقّى من أمسيتكم وربما عطلة الأسبوع».
وقال ان «على المستوى الاستراتيجي، تبيّن أنّ الإصلاح والتغيير يعني أولاً: إنّ قيام دولة لبنانية فعلية يسودها الإصلاح والتغيير يستدعي الطلب من حزب الله أن يبقى مسلّحاً حتّى العظم، ووضع كلّ القرار الاستراتيجي بين يديه، وإعطاءه حق الإشراف والوصاية على هذه الدولة، وإلاّ لا أمل بأي إصلاح أو تغيير في دولة لبنان الكبير. ثانياً: يجب إبقاء الفلسطينيين في لبنان داخل وخارج المخيّمات، وأينما وجدوا، مسلّحين، ماذا وإلاّ سيقع التوطين. ثالثاً: يجب قمع التحرّكات الشعبية في سورية، بكل ما أوتي النظام وحلفاؤه من عنف، وفي سورية وحدها فقط في المنطقة، لأنّ سقوط نظام الأسد يعني سقوطاً للحريّة والديموقراطية في هذا الشرق كما سقوطاً لكلّ أحلام الإصلاح والتغيير فيه. وأخيراً، لتحقيق كلّ هذا الإصلاح والتغيير، جاؤونا بحكومة مكهربة، لحمها فاسد، دمها مازوت، ونفسها ملوّث».
الى شباب «التيار الوطني»
وتوجّه جعجع الى شابات وشبّان «التيار الوطني الحر» بالقول: «أعذروني على صراحتي، لكنّ السكوت في بعض الأوقات شيطان أخرس. إنّ هذا الكلام هو برسمكم أكثر مما هو برسم أي مواطن لبناني آخر، لأنّه ليس بإمكان أحد إجراء الإصلاح والتغيير اللازمين على الإصلاح والتغيير سواكم، لنعود ونلتقي على المسلّمات التي لم نختلف يوماً عليها، ونستعيد أيام نضالنا المشترك في وجه الوصاية أي وصاية، في وجه القهر والاستبداد والتخلّف والفساد والنفي والاعتقال، لمصلحة لبنان حرّ سيد مستقل، ودولة فعلية قوية يسودها فعلاً الإصلاح والتغيير».
«القوات» والانماء
وفي الشأن القواتي، قال جعجع: «نظام داخلي، فشرعة، فمؤسسة، فوطن: هذا هو مبتغانا في نهاية المطاف. ليست الشرعة والنظام الداخلي والمؤسسة أهدافاً بحد ذاتها، بقدر ما هي وسائل مساعدة للوصول الى الهدف: وطن نفتخر به وبحمل جواز سفره، ونطمئنّ الى مستقبل أولادنا فيه. يبقى أنّ كلّ هذا سهل القول، صعب التنفيذ»، داعياً القواتيين الى «شحذ الهمم، وكأنّه اليوم الأول لانطلاق مقاومتنا، وهي المقاومة الفعلية الحقة، تحضيراً لبناء لبنان ساحلاً وسهلاً وجبلاً، واستعداداً لإعمار كلّ زاوية من زواياه، وإنماء كلّ منطقة من مناطقه، وتأمين فرص العمل لشاباته وشبابه».
وتابع: «أمّا أنت أيّها الربيع العربي، فإنّي أسمع أصوات شعوبك تواقة للنور والتحرر، وكلي أمل أنّه في يوم ليس ببعيد سيتخلّص الشرق من الظلم والظلامية والاستبداد والفساد والعبودية، وستسود المساواة والعدالة والديموقراطية والحرية».
وختم جعجع بالقول: «عام 1994 حلّوا حزب القوات. وعام 2005 حلّوا عن أرضنا وعن سمانا! وكلّي أمل أنّه في وقت قريب رح يحلّوا عن ضهر الشعب السوري إذا ألله اراد».
شهادات من دول الربيع العربي...
تخلل احتفال إحياء «القوات اللبنانية» ذكرى حلها، والذي قدّمه المدير العام لاذاعة «لبنان الحر» طوني مراد، كلمات وشهادات لنشطاء من دول الربيع العربي والثورات الشعبية في مصر وليبيا وتونس وسورية، بدأت بمداخلة متلفزة للأمين العام ل»المؤتمر من اجل الجمهورية» التونسي عبد الرؤوف عيادي تناول خلالها مرحلة الثورة التونسية عام 2012 التي امتدت الى بلدان عربية عدة، معتبراً «ان هذا مؤشر على ان مصيرنا مشترك وان الحرية ستكتسح جميع الدول العربية وان ثورة الحرية هي ثورة سلمية بالأساس لأننا نحن كنا ننادي باعتماد الوسائل السلمية من تظاهر واعتصامات ايماناً منا بأن التاريخ اذا بُني على الدماء والصراع المسلح لا يُفضي الى سلم الا بعد عقود عديدة». ورأى ان «الثورة سواء في تونس ام في لبنان ام في بقية الدول العربية ستشكّل حلقات لتحقيق المصير المشترك وبناء الدولة الديموقراطية في العالم العربي لأن التاريخ ليس مجالاً مهلهلاً وانما متصل الحلقات».
ولفت النائب المصري محمد بو حامد إلى أن «ثورة 25 يناير في مصر وثورة 14 أذار في لبنان تحرك فيهما الشعبان المصري واللبناني للأسباب نفسها والآمال ذاتها وهي الحرية والتعايش والمواطنة العادلة للجميع وحفظ الهوية الوطنية». وشدد على أن «مصر بخير والمسيحيون في مصر بخير ولن يكونوا إلا بخير... ولن نرجع الى عصور الظلام».
وأكدت المعارضة السوريّة هديل بشار الكوكي أن «لا خوف على المسيحيين في سورية لأنهم يدركون ما فعله نظام بشار الأسد بمسيحيي لبنان لذلك لا يمكن أن يكون هذا النظام حامياً للأقليات وخصوصاً المسيحيّة منها، وأثبت الثوار انهم ابعد ما يكونون عن الطائفية». وسألت: «ماذا فعل رجال الدين لنا عندما اضطهدنا وتعذبنا؟». وإعتبرت أن «المسيحيين كانوا يعيشون على هذه الأرض منذ البدء ولم يتعرّضوا يوماً للإضطهاد والتنكيل والإعتقال إلا في زمن هذا النظام». وأكّدت ان «منذ بداية الثورة والنظام يحاول استخدام المسيحيين كورقة للضغط على الغرب وعلى المسيحيين»، لافتاً الى «اضطهاد كبير طاول المسيحيين حتى لجأ كثيرون منهم الى التسول امام السفارات الاجنبية للمغادرة نتيجة الفقر والتهميش ومصادرة أملاكهم». وتحدثت عن «اعتقالها وزملاء لها على اثر مطالبتهم بالحرية وتعرضهم للتعذيب وتحريض طائفي من قبل رجال النظام لتكريهنا بأخوتنا مسلمي سورية».
اما الناشطة الليبية فتحية الحذاجي التي وجهت تحية اجلال واكبار «لكل الثوار في كل بقعة ارض ثارت على الظلم والطغيان من اجل الحرية وخصوصاً شهداء ثورة الارز في لبنان»، فنوّهت ب»بطولات الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وبالشعب السوري الذي يناضل لانتزاع سيادة الشعب من سطوة الديكتاتورية وطغيانها». وأكدت ان «ربيعنا العربي هو بداية لعصر جديد ليس في منطقتنا العربية وحسب وإنما في كل أرجاء المعمورة، وهو مرحلة لإعادة صوغ الواقع السياسي العربي، واقع كان فيه الرئيس او الزعيم هو الذي يصنع القرار ويستفرد به ليصير القرار قراراً شعبياً بعد ان ينتزع حقه المسلوب ليكون الشعب مصدر القرارات ومنفذها. ربيعنا العربي نبتة زرعها لبنان منذ سنين وتفّتح أخيراً في تونس ونور في مصر وأزهر في ليبيا وامتد رحيقه الى اليمن وها هو اليوم في اوج عنفوانه في سورية».
وقالت الناشطة المصرية الدكتورة منى مكرّم عبيد: «صحيح أن ثورات الشعوب قد تُشكِّل تحوّلاً كبيراً في أوطانهم، لكن يجب وضعها في سياق تاريخي... ما يهم جميع المصريين الآن، الذين عانوا من قمع الديكتاتورية وسياساتها المدمرة للمجتمع، من هدر الكرامة ونهب الاقتصاد وتفاقم الفقر وزيادة معدّلات البطالة وتجذّر الفساد وتبعية مطلقة للخارج... يتمثّل في إزالة كل ذلك الركام وأوله إزالة الظلم عنهم وتحقيق الحقوق الدنيا من مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية وتوافر فرص العمل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.