رحمك الله يا أبا عبد الله. كنت رجلا يبث الحياة فيمن حوله. لا تعرف السكون أو الضعف أو الملل. بموتك هدأت روح أرهقت جسدا لم تأذن له بطعم الدعة أو الترف. كنت مثالا للحياة المتوهجة وللقوة الماضية. تبدأ يومك قبل صلاة الفجر. توقظك روح تسبق انبثاق الضوء في رحاب كون يغص بالموتى من حولك وهم أحياء. فقدك ليس فقد أسرة أو قبيلة تتلقى العزاء في قريب لها. بل عزاء أجيال عرفتك. هل أذكر بعض مواقفك الشامخة شموخ جبال الريث. من يجسر يا أبا عبد الله أن يكتم فجيعة موت ولده عن ضيوفه إلا أنت! ابتسامتك كانت تعلو على أنسهم لم يشعروا ولم يفطنوا أن مضيفهم ينزف اﻷلم ضحكا وبشرا في وجوههم. رحمك الله؛ فقد كنت رمزا من رموز زمن جميل مضى وكنا قد عهدناه يوم أن كنا صغارا ... في كل شخص نفقده من رجال الريث عزاء في شخص يشبه إلا أنت .