عجباً لما رأيت من حال بعض الرجال ... حالهم السعيد المطمئن ... فالبسمة تعلو شفاههم ...وروحهم عذبة المذاق ... سلسو القياد ... ترى لهم صولات وجولات في دروب الخير ... معتصمون بالله , وله يرجون ويؤملون , يخافونه ويخشونه , هم كأبطال يفوقون أبطال , بل رجل تهابهم الرجال ... وإن كنا ننسى فلا ننسى مواقفهم يوم تخور فيها العزائم ... وينتقص فيهم الرعديد , هم ألئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه , هم الرجال الذين لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ويخافون يوما تتقلب فيه القلوب الأبصار , هم من يتعاهدون صلاة الفرائض في المساجد . ما أعظمهم من رجال , وما أعظم من سنح الله له بقدره أن يعيش معهم أو بجوارهم أو يخالطهم أو يتعامل معهم أو يتعهد مجالس علمهم ليستزيد من فقه شريعة الدين ليسعد في دنياه وآخرته , تلك الشريعة التي هي كمنظومة شاملة راسخة تسهم في تنظيم الحياة , تلك الشريعة التي يُصلح الله بها الأزمنة والأمكنة التي وجدت فيها . هذه الرجولة النادرة التي يتمنى هذا الزمان أن يزخر بمثلها والتي تقوم عليها الدعوات ويرسو على أركانها البناء الناجح لأمة زمانها . 1