في السابق وقبل ثلاثين أو أربعين عاماً وما قبلها كان الابناء هم السند الحقيقي لآبائهم. ولا تستغرب اذا ما وجدت الابن يكافح ليل نهار ليسعد والديه ويقدم لهما ما يستطيع من وسائل الراحة.. وكان الاكثار من الابناء فيه دعم للوالد حيث يساعده في لقمة عيشه التي يجنيها سواء من مزرعته او ورشته او اي عمل يحتاج الى أيدٍ عاملة.. فتجد الابناء يزيدون من مصدر دخل والدهم. وعلينا ان ننظر الى ابناء اليوم فمع متطلبات الحياة التي بدأت تتصاعب امامهم اصبح الشاب عاجزاً عن الزواج اذا لم يجد دعما (لوجستياً) من والديه.. حتى ولو حصل على وظيفة.. فالوظيفة لم تعد مصدر امان فدخلها لا يفي مع متطلبات الحياة.. خاصة مع غلاء المعيشة الذي يجتاح العالم (وبالمناسبة لمن لم يسافر فالمملكة العربية السعودية تعتبر من أرخص دول العالم فيما يتعلق مع المتطلبات الحياتية من (غذاء ومواصلات) وليس المسكن). ان تكاليف الزواج لا يستطيع الشاب ان يتحملها بمفرده ان لم يجد من يسانده ويدعمه.. ولهذا فمعظم الابناء الذين ليس بجوارهم آباء مقتدرون يصعب عليهم الزواج او بناء منزل وموضوع بناء المنزل للشاب قصة أخرى و معاناة ليس مثلها معاناة فأقل قطعة ارض لا تقل اليوم عن نصف مليون والبناء عليها لا يقل عن مليون.. ولو حسبنا الراتب وبمعدل عشرة آلاف ريال شهرياً فهو يحتاج الى ما يقارب خمسة عشر عاماً ليحقق هذا الحلم شريطة ان لا يتزوج من هذا المبلغ ولا يأكل او يشرب أو يكتسي منه وان لا يشتري منه سيارة او يستخدم موبايل من هذا الراتب، اما اذا استخدم راتبه لمثل هذه المتطلبات الحياتية اليومية الضرورية فعليه ان ينسى حلم اقتناء منزل.. علماً بأن مرتب عشرة آلاف ريال ليس في متناول اليد. وهنا يأتي السؤال وفي ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة هل الإكثار من انجاب الابناء فكرة جيدة أو العكس؟!. وهل تربيتهم وتعليمهم وتزويجهم وتسكينهم أمر مقدور عليه ام أن الامر يحتاج الى تفكير عميق قبل الاكثار منهم؟!. مع قناعتنا المطلقة من ان الله عز وجل كفيل بعباده وبرزقهم مع التأكيد ان السؤال غير موجه على الاطلاق للاثرياء المقتدرين زادهم الله من رزقه. آخر السطور: (المروءة هي ألا تعمل في السر ما تستحي منه في العلانية).