تدافعت مئات الفتيات والسيدات المقدمات على برنامج حافز للفترة الثانية على البنوك المحلية من أجل فتح حسابات؛ ما جعل إدارات البنوك تعمل على تسجيل مواعيد للمراجعات تمتد إلى عام، في ظل تذمّر السيدات اللائي تجمعن أمام بوابات البنوك قبل بداية الدوام بأكثر من ساعتين. وفي جولة ل”الشرق” أمس في محافظة خميس مشيط، قالت المتقدمة على حافز نادية عسيري إنها توجهت لأحد البنوك في مدينة أبها، وانتظرت أمام أبواب البنك قبل موعد الدوام الرسمي بساعة، وعندما توجهت لفتح حساب، تم إشعارها بحجز موعد، لتتفاجأ بأن موعدها بعد أربعة شهور، مشيرة إلى ضعف تجاوب البنوك التي تعطي مواعيد بعيدة لفتح حساب، وكأنها تسعى لحرماننا من التقديم على برنامج حافز، الذي يشكل بارقة أمل للحصول على وظيفة في المستقبل، وقالت أم أحمد إنها جاءت مع مئات السيدات إلى بنك فرع السيدات في محافظة خميس مشيط لفتح حساب، إلا أنهم صدمن عندما قالت إحدى الموظفات “إن أقرب موعد للتسجيل بعد تسعة شهور”، وهذا أمر غير مقبول، ووصفته بأنه نوع من “تطفيش” السيدات حتى لا يفتحن حسابات، وأضافت “تركتُ أطفالي في البيت منذ الصباح؛ حتى أتمكن من اللحاق ببرنامج حافز والتسجيل فيه، وبهذه الكيفية لن نستطيع الحصول عليه، وأنا تقدمتُ منذ أكثر من أربع سنوات للحصول على وظيفة دون جدوى، وأحمل شهادة الثانوية العامة ودبلوماً في الحاسب الآلي”. ويقول سلطان الشهراني، زوج سيدة تحاول التقديم على حافز، إنه ذهب بزوجته إلى فرع السيدات في بنك، فطلبوا منها التسجيل، وفي اليوم التالي تفاجأت بأن موعدها بعد سنة. وأكد أنه موعد تعجيزي للغاية، وهو لا يملك واسطة لتعديل هذا الموعد! وقالت ليلى القحطاني “نحن نوجه نداءنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأن يوجه هذه البنوك بفتح الحسابات، وإعطاء مواعيد مقبولة”. من جهته، أوضح مدير أحد البنوك في المحافظة، فضّل عدم ذكر اسمه، أنهم يواجهون إقبالاً كبيراً، خاصة من السيدات، تجاوز خمسمائة متقدمة في اليوم، وهذه أرقام تعدّ كبيرة جداً على فرع وحيد لسيدات وفيه عدد محدود من الموظفات، بالإضافة إلى أن هناك عملاء وعميلات لديهم عمليات في البنك ويجب إنجازها، مشيراً إلى أن الحل الأنسب هو تحديد مواعيد. وفي مدينة تبوك تسبب عدد من البنوك أمس الثلاثاء في ازدحام عدد كبير من النساء أمام أبوابها؛ بسبب رفض استكمال إجراءات فتح حساب للمستفيدات من برنامج حافز. وتدافعت النساء أمام باب البنك الوحيد في المنطقة، الذي وافق على استقبال تلك الطلبات؛ الأمر الذي استدعى تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحفاظ على النظام في الموقع، في ظل غياب للأجهزة الأمنية والشركة الخاصة بالحراسة. وقالت فاطمة البلوي إنها منذ إعلان برنامج حافز، وقبول اسمها ضمن المستفيدات من البرنامج وإلى الآن لم تستطيع استكمال فتح حساب لها؛ بسبب رفض البنوك ذلك، وتأجيلها إلى فترة تزيد على ثلاثة أشهر، فيما وافق بنك الراجحي هنا على استقبال الطلبات، ولكن في ظل تدافع عدد كبير من النساء أمام ثلاث موظفات فقط يخدمن النساء في منطقة كاملة. فيما قالت ابتسام مجرشي “أنا هنا منذ الساعة الثامنة صباحاً، ولم أتمكن من الدخول؛ بسبب الزحمة، ونحن نطالب الجهات المختصة بإيجاد حل لهذه الحالة التي تسيء للجميع، فنحن نأخذ حقاً منحتنا إياه الدولة، ولا نبحث عن أشياء محظورة”. فيما رفض عدد من مسؤولي البنوك التعليق على هذه المواقف والازدحامات التي تحدث، فيما قال أحد مديري فرع بنك في تبوك، طلب عدم الإفصاح عن اسمه “إن سبب هذا التجمع هو أنه فرع واحد في منطقة كاملة مثل تبوك، يخدم الأعداد الكبيرة من النساء”، وطالب بتحرك جادّ من موسسة النقد ووزارة المالية ووزارة الداخلية؛ حتى تنتهي مثل هذه الأشياء التي تسيء للجميع.