كشفت دراسة طبية أسترالية عن أن مقاطعة الطبيب خلال إجرائه عملية جراحية تؤثر على الحالة الصحية للمريض، فالطبيب يقضي وقتا... أقل في التركيز على الجراحة إذا تمت مقاطعته وقت إجرائه العملية، وفي بعض الأحيان، قد ينسى بشكل كلي الجزئية التي كان منشغلا بها. وقد أجرى الباحثون دراسة ميدانية شملت 400 سرير في قسم الطوارئ، عبر مراقبة 40 طبيبا لمدة 210 ساعات. ووجدت الدراسة أن عدد المقاطعات خلال إجراء العمليات الجراحية وصلت إلى 6.6 مرة في الساعة الواحدة، أما نسبة العمليات التي لم يتم مقاطعتها فكانت 11 في المائة. وتوصلت الدراسة إلى أن الأطباء الذين تمت مقاطعتهم خلال زمن العملية يقضون وقتا أقل في إجرائها من أولئك الذين لا تتم مقاطعتهم، فالأطباء لا يعودون للعمل في 18.5 في المائة من العمليات التي تمت مقاطعتهم خلالها تقول جوانا ويستبروك، مديرة مركز المعلومات الصحية ووحدة التقييم الصحي في جامعة سيدني: "يبدو أنه في البيئة الطبية، يقلل الأطباء من الوقت الذي يقضونه في إجراء العملية إذا تمت مقاطعتهم، كما أنهم يقومون بتأجيل أو إلغاء جزء مهم من العملية الجراحية." وأظهرت الدراسة أيضا أن مقاطعة الطبيب خلال إجرائه الجراحة تؤثر على تركيزه العقلي والحسي، كما أنها تزيد من الضغط الفكري عليه، وتؤثر بشكل سلبي على عملية اتخاذ القرار، وبالتالي فقد تؤدي إلى زيادة الأخطاء الطبية. ومن جملة المقاطعات التي يتعرض لها الطبيب خلال عمله، توجيه السؤال إليه بينما يقوم بكتابة وصفة طبية، على سبيل المثال. تقول ويستبروك: "يعتقد الكثير من الناس أنه من الجائز مقاطعة الطبيب خلال عمله، إلا أن لهذا الأمر مخاطر عدة. لذا، يجب على المستشفيات تعليم طواقمها استراتيجيات بديلة لتجنب مقاطعة الطبيب." وأضافت ويستبروك: "في حال تأكدت هذه النتائج، يجب على المستشفيات إعادة النظر في أساليب عملياتها السريرية." يذكر أن المقاطعة تؤثر على عمل أشخاص في مجالات أخرى كقطاع الطيران مثلا، إذ تم تصميم استراتيجيات للتقليل من مقاطعة طاقم الطيران خصوصا عند الإقلاع والهبوط.