وسّعت الهيئة الصحية في مديرية المقاطعات في السويد حربها على ما اصبح يُعرف ب «الجراحة على طاولة المطبخ»، والمقصود عمليات ختان الذكور بطرق تتعارض والقانون، ينفّذها اشخاص ليسوا جراحين. وتقدمت الهيئة الصحية بطلب لتعديل قانون عام 2001 الذي يسمح للمستشفيات بإجراء عمليات الختان للذكور، وتحويله من قانون اختياري الى قانون يلزم كل المستشفيات بتقديم هذه الخدمة، لكل من يرغب. ولكن ما إن أبصر موضوع تعديل القانون النور وأوشك على أن يصبح ساري المفعول، منذ مطلع خريف هذا العام، حتى ارتفعت الاصوات المعارضة لاجراء علميات الختان بذرائع مختلفة، اهمها انها تتعارض والقيم الانسانية. وأجرت «جمعية جراحة الأطفال» استبياناً بين اعضائها اظهر ان اثنين من ثلاثة جراحين يعارضون ختان الذكور، لأنهم لا يرون فيه أي منفعة صحية. ويعتمد المعارضون في حججهم على بيان الأممالمتحدة لحقوق الطفل. وهناك دراسات دولية تقول إن الختان قد يساهم في تقليل نسبة الإصابة بمرض نقص المناعة (ايدز). ولكن ليس هذا ما دفع الهيئة الصحية للقبول بقانون الختان. يقول الطبيب بير مانهام الذي شارك في وضع نص القانون: «لا توجد اية اعتبارات طبية للقيام بعمليات ختان للذكور الذين لا يعانون مشاكل صحية». ولكن اللجنة الطبية المشرفة توصلت إلى قناعة أن هناك ضرورة لتقديم الخدمة للجميع من اجل الحفاظ على سلامة الطفل من «هواة الطب» الذين يجرون عمليات الختان من دون رقابة. ويضيف بير مانهام: «لو لم نفعل ذلك لكنا خذلنا الطفل في حمايته. مهمتنا الاساس ان نوقف كل المضاعفات التي تحصل لبعض الاطفال، بسبب تنفيذ اشخاص غير مهنيين جراحات كهذه». تجرى في السويد اكثر من 3000 جراحة ختان سنوياً، 75 في المئة منها تتم بطرق غير شرعية، ما يعرض حياة الطفل للخطر. لذا يبرر مستشار وزير الصحة، جواكيم بترشون، دعم الوزارة لقانون الختان بالقول: «توجد معضلة اخلاقية في قضية الختان. دعم قانون الختان ليس معناه اتخاذ موقف ايجابي او سلبي من اجراء تلك العمليات. الهيئة الصحية يجب ان تتعامل مع الوضع انطلاقاً من القوانين الموجودة... وإلا ترك الساحة للذين يجرون عمليات كهذه وهم غير مؤهلين لذلك». وترى نقابة الأطباء انه يجب سن قانون يمنع منعاً نهائياً عمليات الختان والتركيز على حملات توعية للمواطنين. وعلى رغم أن الاستبيان الذي اجرته «جمعية جراحة الاطفال» يظهر معارضة كبيرة للجراحين لإجراء عمليات الختان إلاّ أن رئيس الجمعية غونار غوثبرغ، المعارض لعمليات الختان، يرى في قانون الختان المخرج الأقل ضرراً في الوقت الراهن. ويقول: «طالما هناك جراحون مستعدون لإجراء عمليات الختان فهذا سيصعّب على من هم غير مؤهلين ان يستمروا في عملهم». ولكنه يضيف: «وبما أن جراحة الختان ليس لها طابع طبي بحت، يمكنني انا كجراح الامتناع عن اجرائها بسبب قناعاتي». يشار إلى أن الجراح غونار غوثبرغ كان من الموافقين على عمليات ختان الذكور، الا انه في الآونة الاخيرة، انتقل الى المعسكر المعارض لها، بعد أن توصل الى قناعة أن «كل انواع الختان التي تفتقد لحاجات طبية هي خاطئة». اليهود والمسلمون وعدد من المسيحيين الافارقة يجرون عمليات الختان لاولادهم. قبل نص القانون الذي يسمح للجراح بالقيام بعملية ختان تعرض عدد من الاطفال لمضاعفات بسبب اجراء عملية الختان في ظروف غير صحية. ولكن مع تعديل القانون والسماح لكل المستشفيات في السويد بإجراء عمليات الختان سيخفض ذلك الكلفة المادية التي كانت تقع على الاهل الذين يسافرون الى بلادهم الأم من اجل اجراء عمليات الختان او الذهاب الى جراح خاص حيث تتجاوز كلفة العملية 1200 دولار.