لم أعرف أن السنين ستكون خصمي حتى انتبهت ذات صباح الى شعر أبيض كانت زوجتي تخفيه بتغيير مفرق شعرها.
***
اجتهدت بصبغ شعرها، ولأنني لم أعلق، سألتني بعد يومين:
- ألم تلاحظ تغيراً عليّ؟
تفرست في وجهها ثم قلت:
- نعم... وجهك شاحب قليلاً.
***
لفّت الشعر (...)
المشهد 1: في أحد المطاعم اللبنانية الشهيرة، التي تطل على المتوسط من شرفة عالية، يدخل أديب، يتوسل للنادل أن يُجلسه الى طاولة، ويجلس منزوياً في ركن معتم من المطعم، يدخن، ولا أحد يهتم به.
يدخل مطرب خليجي مشهور، تثور عاصفة من التصفيق والصفير، توضع له (...)
كانت المناهج الدراسية تؤهلنا لمتابعة أحداث العالم من خلال الصحف ونحن في نهايات المرحلة الابتدائية، وتؤهلنا لقراءة الروايات العربية والمترجمة ونحن في المرحلة المتوسطة، وتؤهلنا للنقاش والبحث العلميين ونحن في بدايات الثانوية، لأننا كنا منفتحين على (...)
للعادة والعرف والتقاليد سطوة بالغة في حياة المجتمعات قد تتجاوز احياناً في اثرها العادات الدينية اللاحقة لها، نظراً لعمقها وقدم عمرها في وجدان الانسان، الذي ربما يكون بعمر الحضارات الاولى.
فمثلاً نثر الرز او الملح في بعض الثقافات العربية والاوروبية (...)
أثناء الاحتلال العراقي للكويت كنا نبحث عن مكانتنا عند الشعوب من خلال اذاعات العالم المختلفة، والتي كانت صلتنا شبه الوحيدة مع هذا العالم ونحن داخل الكويت المحتلة.
كنا نستمع الى تعطش الكثير من مثقفي الوطن العربي لدمائنا، ونستمع الى تضامن كثير من مختلف (...)
كان الهواء عذباً يلعب بخصلات الشعر على الجباه الكويتية الحنطاوية، وضجة مقهى "سبلندد" تبعث الانتعاش في النفس وتزيد من ألق الحياة، وكان النادل "جورج" المعروف عند الكويتيين منذ صغره، يتنقل بحيوية بين الطاولات المملوءة بشباب نضر، وبشابات يتهامسن تارة (...)
لا يوجد تناقض بين التراث والتنوير، وليست المطالبة بالرجوع الى التراث بالضرورة مطالبة رجعية، فالطبيعي أن يكون هناك تجاوز بين التراث والتحديث، وأن السلبي في الأمر هو تقديس التراث واجتراره ووضعه كنقيض للحداثة.
الاعتقاد بضرورة العودة الأصولية (...)
كان شعوراً كئيباً للغاية، وأنا أستمع الى كلمات تأبين المرحوم الفنان المسرحي الكويتي محمد السريع، كان الزمن يسير ببطء شديد، كما ان للكلمات وقعاً جنائزياً ثقيلاً على أذني وقلبي، لذا لم اكد اخرج من صالة المسرح حتى عببت هواء كأنني كنت على وشك (...)
"ربى نجد"
كانت الكلمتان تترددان في داخلي بلا ارادية، والسيارة تسير جنوباً، من الخرج في المملكة العربية السعودية الى حوطة بني تميم، تحيط بنا اراض منبسطة وهضاب ورواب، كل صخرة فيها تتحدث عن تاريخ موغل في القدم.
رسمت مخيلتي منذ الطفولة لوحة لنجد، ابعد (...)
أحياناً نجد العذر لتنوع وغموض مفهوم الثقافة عند بعض المثقفين، بسبب شمولية الثقافة وتعدد أوجه النظر إليها. لكن العجيب هو الخلط بين الثقافة العربية والثقافة الإسلامية الذي نظن أنه راجع إلى النظرة الضيقة التي تحصر كل ما هو عربي بالإسلامي وكل ما هو (...)
الزمن يسير دون اعتبار للأرقام التي وضعها الإنسان كسنوات أو عقود أو قرون أو حتى اسابيع وأيام، ودون اعتبار للنظم ميلادية كانت أم هجرية أم صينية، تلك التي يتم بها قياس الزمن الذي نرى أثره ولا نراه، يسير بحيادية ودون معنى. وحده الانسان يمنح ذلك الزمن (...)
لماذا اكتسبت الكويت سمعة ثقافية طيبة؟ او لماذا اعتبرت مركزاً من مراكز الثقافة العربية؟
لأنها، باختصار، لعبت دوراً مهماً في الثقافة العربية، ولانها تملك خيارات اخرى غير الثقافة وتحقيق ذاتها في المحيط العربي.
ساهمت طبيعتها الانفتاحية على ذلك، ككل (...)
كان صديقي في مطار الكويت عائداً من سفر، اذ لاحظ ان جميع الركاب القادمين من دول مختلفة، وخصوصاً الشباب، يتميز زيهم بوحدة تكاد تكون متطابقة، فالانكليزي والهندي والكويتي والخليجي والعربي المشرقي والمغربي، والماليزي والصيني والروسي، يرتدون جميعاً الجينز (...)