ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن انفجارا هائلا يرجح أنه ناجم عن مواد كيماوية مخزنة هز ميناء بندر عباس، أكبر موانئ إيران، اليوم السبت، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 500. وقع الانفجار في قطاع الشهيد رجائي بالميناء وجاء بالتزامن مع انطلاق جولة ثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان. ولم تظهر بعد أي مؤشرات على وجود صلة بين الحدثين. وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات في إيران حسين ظفري إن الانفجار نجم على ما يبدو من سوء تخزين المواد الكيماوية في حاويات بقطاع الشهيد رجائي. وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العمال الإيرانية أن "سبب الانفجار كان المواد الكيماوية الموجودة داخل الحاويات". وتابع "كان المدير العام لإدارة الأزمات قد وجه تحذيرات إلى هذا الميناء خلال زياراته وأشار إلى احتمال وجود خطر". في الوقت نفسه قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن المواد الكيماوية قد تكون السبب وراء الانفجار ولكن لم يتسن بعد تحديد السبب بشكل دقيق. وبثت القنوات الإخبارية الرسمية الإيرانية لقطات لسحابة ضخمة من الدخان الأسود والبرتقالي تتصاعد فوق الميناء في أعقاب الانفجار، وظهر في اللقطات مبنى مكاتب وقد تحطمت أبوابه وتناثرت الأوراق والحطام في أرجائه. وبندر عباس هو أكبر موانئ إيران ويستقبل معظم حاوياتها. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الانفجار حطم النوافذ في دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات وسُمع دويه في جزيرة قشم على بعد 26 كيلومترا جنوبي الميناء. ونشرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء لقطات لرجال مصابين ممددين على الطريق يتلقون العلاج وسط مشاهد تعمها الفوضى. وأفاد التلفزيون الرسمي في وقت سابق بأن التقصير في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان "عاملا مساهما" في الانفجار. وقال مسؤول محلي معني بإدارة الأزمات للتلفزيون الرسمي إن الواقعة حدثت بعد انفجار عدة حاويات مخزنة في الميناء. ولا تزال جهود إخماد الحريق مستمرة. وقالت إدارة الجمارك بالميناء إنه يجري إخلاء المنطقة من الشاحنات وإن ساحة الحاويات التي وقع فيها الانفجار تحتوي على الأرجح على "بضائع خطرة ومواد كيميائية". وقال مسؤولون إن الأنشطة في الميناء توقفت بعد الانفجار. * حوادث مميتة شهدت البنية التحتية للطاقة والصناعة في إيران سلسلة من الحوادث في السنوات الماضية سقط خلالها قتلى. وجرى إرجاع السبب في العديد منها، مثل انفجار اليوم السبت، إلى الإهمال. وشملت هذه الحوادث حرائق في مصافي تكرير، وانفجار غاز في منجم فحم، بالإضافة إلى حادث وقع خلال إصلاحات طارئة في بندر عباس وأدى إلى مقتل عامل عام 2023. لكن إيران وجهت أصابع الاتهام في بعض الحوادث الأخرى إلى إسرائيل التي شنت هجمات على الأراضي الإيرانية استهدفت البرنامج النووي الإيراني في السنوات الماضية، وقصفت الدفاعات الجوية للبلاد العام الماضي. وأعلنت طهران أن إسرائيل كانت وراء هجوم في فبراير شباط 2024 على خطوط أنابيب الغاز الإيرانية. وفي عام 2020، تعرضت أجهزة الكمبيوتر في ميناء الشهيد رجائي لهجوم إلكتروني. وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت أن إسرائيل، العدو الإقليمي للجمهورية الإسلامية، تقف على ما يبدو وراء ذلك ردا على هجوم إلكتروني إيراني سابق. وتبدي إسرائيل قلقها إزاء نتائج المحادثات الأمريكيةالإيرانية، وتطالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وتقول طهران إن البرنامج يُستخدم لأغراض سلمية بحتة، بينما يقول مراقبون دوليون إنه يقترب من القدرة على صنع قنبلة نووية. ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما سئلا عما إذا كان لإسرائيل أي صلة بأي شكل من الأشكال بالانفجار. وأكدت السلطات الإيرانية أن منشآت النفط لم تتأثر بالانفجار الذي وقع اليوم. وأصدرت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية بيانا قالت فيه إن "الانفجار والحريق في الميناء ليس لهما أي صلة بالمصافي وخزانات الوقود ومجمعات التوزيع وخطوط أنابيب النفط المرتبطة بالشركة".