ان قرار الغاء الخلافة في 3 آذار مارس 1924، لم يكن فحسب قراراً ابن "ساعته"، أو نتيجة مباشرة لأفكار مصطفى كمال "العلمانية" اثر معاهدة "لوزان". فمؤسسة الخلافة كانت قد ضعفت وتلاشت منذ قرون عديدة، بل قبل قيام الدولة العثمانية نفسها. فمنذ تشكيل السلطنات (...)
يرى كثر من الباحثين والاستراتيجيين في العالم ان حدث 11 ايلول سبتمبر 2001 شكّل حداً فاصلاً في التاريخ العالمي المعاصر، أي نوع من قطيعة بين زمنين: زمن الحرب الباردة بين قطبين عالميين وبينهما عالم ثالث يموج بحركات التحرر الوطني والثورات ومشاريع الدول (...)
يحمل الكتابان اللذان صدرا تباعاً لرضوان السيد في عام 1997 "الجماعة والمجتمع والدولة" وپ"سياسات الإسلام المعاصر"، جهداً تنقيبياً وبحثياً لافتاً ومطرداً، امتدّ على سنوات استكمالاً لتحقيقات عديدة سبق أن نشرها المؤلف وقدّم لها في حقل الفقه السياسي (...)
ليس من مرجعية واحدة للسؤال عن مؤشر نقيس من خلاله مدى وجود مجتمع مدني في بلدٍ من البلدان، فالمفاهيم والنظريات المرجعية، وإن أضحت عالميةً، كالديموقراطية والمواطنة وأيضاً الصفة المدنية للاجتماع السياسي، تبقى في تشكلها ومسارها مباني تاريخية، أي إنشاءات (...)
أن تُنسب السياسة الى عمل إسلامي، أي الى حزب أو حركة ينطلقان من الإسلام كأيديولوجيا أو منهج في الطريقة والسلوك والممارسة، فذلك يعني أن السياسة، أولاً، هي حقل تتنافس فيه أطراف مجتمعية لها برامج ورؤى تسعى الى تحقيقها من طريق الوصول الى السلطة وبأساليب (...)
لم تبق المسألة اللبنانية، ولم تكن في الأصل، مسألة قراءة خلافية واجتهادية للدستور اللبناني. إذ أظهرت سلسلة عقد الأزمة الأخيرة والمتوالية انها أزمة كيان ووطن وإرادات ايديولوجية وسياسية يصعب ان تتوافق بموجب دستور ونظرية دولة.
ولئلا نعود كثيراً الى (...)
نفهم ان يستخدم القائلون بوحدة الدين والسياسة، على اختلاف فرقهم ومذاهبهم، الدعوة الدينية للاستقواء بها في مشروعهم السياسي، كما كانت الحال على الغالب في التاريخ الإسلامي، حين كان اهل العصبية المطالبة بالسلطة تتسلح بحق إلهي أو بادعاء دعوة هي الأحق من (...)
الثفافات والحضارات السابقة على الإسلام، أو تلك التي استمرت وتعايشت مع انتشار الإسلام لم تضمحل. ولم تبق ايضاً معزولة، بل تفاعلت معه من داخل حركة الأسلمة نفسها الدخول في الإسلام، أو من خلال تبادل التأثيرات في شتى مجالات الحياة: في اللغة والعادات (...)
نقرأ في معظم النصوص التأريخية العربية، لا سيما تلك التي عالجت الحقل السياسي في مراحل التحولات الكبرى في المنطقة العربية، والتي يمكن تلخيصها بزمن التحول من صفة الدول السلطانية الى صيغة الدولة القومية او الوطنية، افكاراً هي بمثابة تصورات لماضٍ يحتسب (...)
عندما صدر كتاب ادوارد سعيد "الاستشراق"، وعندما نُقل على وجه الخصوص، الى العربية، ووجه بردود فعل مختلفة، وجرى التعامل مع نصه بأشكالٍ متباينة من المواقف، بل العواطف.
يمكن أن نرصد في سلسلة هذه المواقف حدّين أقصيين متناقضين: موقف بعض الكتّاب الأميركيين، (...)
تناول الكاتب في الحلقتين السابقتين مفهوم المواطنة وتاريخ تحققه ووقائعه في الحضارة الأوروبية والغربية وبحث في مسألة الوطن والمواطن كما عالجتها المرجعيات العربية القديمة والحديثة. ويتابع هنا في حلقة ثالثة اخيرة.
الحديث عن مرجعيتين للديموقراطية (...)
} تناول الكاتب اول من امس مفهوم المواطنة وتاريخ تحققه وواقعه في الحضارة الأوروبية، وهنا يتابع مسألة الوطن والمواطن في المرجعيات العربية القديمة والحديثة.
جاء في "لسان العرب" في تعريف الوطن: "الوطن هو المنزل الذي تقيم به، وهو موطن الانسان ومحله ... (...)
المفهوم، أو الأفهوم كما يفضل البعض تعريب مفردة الconcept، هو ما آلت اليه استخدامات المفردة بصيغة معانٍ اصطلاحية كثيرة ومختلفة، الى ان رست على نظمة من المعاني والدلالات تترابط في ما بينها، في ما يمكن ان نسميه إطاراً لمجموعة متداخلة من المعاني تفترض (...)
إن الموقف الفقهي الذي يعتبر السلطنة العثمانية احدى السلطنات التي جاءت امتداداً طبيعياً لسلطنة السلاجقة، الذي يجد جذوره في ما أرساه الماوردي من نظريات حول "السلطنة"، يجد تطبيقه العملي في الموقع والوظيفة اللذين احتلهما العلماء في الدولة (...)
منذ تطمين الحكومة الانكليزية لفرنسا في كانون الاول ديسمبر 1912 بخصوص عدم "وجود مطامع سياسية لها في سورية"، وبعد خطاب الرئيس بوانكاريه الذي كشف هذا "التطمين" الانكليزي مؤكداً على احترام "المصالح والحقوق التاريخية" الفرنسية في سورية، اطمأنت الأوساط (...)
المعرفة التاريخية تحتل مكاناً مرموقاً في الثقافة العربية الإسلامية
التاريخ يحيي جوانب مشرقة من الذاكرة تستحضر التفاعل الحضاري
ما بين الذاكرة والتاريخ حوار متصل
البحث التاريخي مساءلة دائمة وليس مجرد إتقان لقواعد وتقنيات
التاريخ مبثوث في كل جوانب (...)
تحدثت الحلقة الأولى عن اصل المفرد اللغوي وكيف تطور استخدام كلمة تاريخ واختلاف معناها الاصطلاحي في الثقافتين الاوروبية والعربية. وهنا الحلقة الثانية.
جاء في كتاب الكافيجي: 788-879ه 1386-1474م "المختصر في علم التاريخ" كتب في سنة 867ه/1463م التعريف (...)
للكلمات والمفردات أصول وجذور، ولكن لها - كالكائنات الحية - تطوراً يشمل معانيها ودلالاتها وايحاءاتها ويؤدي بها عبر مسارات وانعطافات الى استخدامات تجعل منها مصطلحاً يغطي بدلالاته قطاعاً أو حقلاً معنياً من المعرفة الإنسانية. كان هذا شأن كلمة "تاريخ" في (...)
تقع عناصر موضوع "وعي حالة الاستبداد والحل الدستوري في الدولة السلطانية" في مرحلة التحولات الكبرى التي شهدتها المجتمعات الإسلامية عموماً، في فترة التحول من صيغة الدولة السلطانية في التاريخ الإسلامي الى صيغة الدولة المحدثة أو الحادثة على حد تعبير ابن (...)
نشرنا الاثنين الماضي مقالة أولى عن التنظيمات العثمانية للتمثيل الشعبي، وهنا ثانية وأخيرة في الموضوع
التعبير النظري أو الإيديولوجي لمبدأ التمثيل في سلسلة التنظيمات العثمانية نجده بشكل أساسي في أدبيات ما سمي "العثمانيين الجدد" أو "العثمانيين الشباب" (...)
لمناسبة الانتخابات البرلمانية في لبنان، يستعاد موسم يتكرّر مشهده كل أربع سنوات. المشهد التاريخي يكاد يكون محكوماً بثوابت من الإتنولوجيا الاجتماعية - السياسية التي تستمد عناصرها من تاريخ عميق وبنيات ثابتة. هذا ما يقوله الإتنولوجيون. غير أن المؤرخين (...)
في إبان الحرب
ومؤتمر الصلح "1914-1920"
غير ان مطلب الحركة الصهيونية من فرنسا كان يتخطى حدود المطالبة بالحماية لعناصر يهودية أقلية مقيمة في فلسطين. فمع بداية الحرب ازداد نشاطها ضغطاً على الدول الكبرى كي تتبنى هذه الأخيرة مشروعها الخاص في فلسطين. (...)
لا بد من ابداء ملاحظة نقدية في شأن استخدام مصطلح "الأصولية". فهذا التعبير يرد في الادبيات السياسية العربية المعاصرة، كترجمة للتعبير الاجنبي FONDAMENTALISME الذي اطلق بشكل اساسي على فرق انجيلية برزت مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة الاميركية، (...)